خبر القتل في ايتمار:- إسرائيل اليوم

الساعة 09:29 ص|13 مارس 2011

القتل في ايتمار:- إسرائيل اليوم

الارهاب ما يزال هنا

بقلم: اوري هايتنر

(المضمون: ليست عملية القتل بدم بارد لاولاد نائمين من اجل صراع على الاراضي. الفلسطينيون يناضلون للقضاء على حق اليهود في العيش في بلدهم كما يزعم الكاتب - المصدر).

في الايام التي كان فيها نصف القدس ما يزال تحت الاحتلال الاردني، كان قناص اردني يطلق النار بين الفينة والاخرى على مدنيين اسرائيليين في غربي المدينة. كان لهذا النقض لاتفاق الهدنة اسم شيفري – "ها هو ذا المجنون المناوب يطلق النار". كان "المجنون المناوب" رمزا للتهرب من المسؤولية عند الطرفين: هرب العدو من المسؤولية عن اعمال العدوان من جهته والتهرب من المسؤولية عندنا عن العمل في مواجهة العدو، لأن الحديث في الحاصل العام عن "مجنون مناوب".

        يمكن ان نقول عن عملية القتل في ايتمار ايضا انها فعل يدي مجنون. لانه أي انسان طبيعي قادر على قتل عائلة كاملة في نومها، وعلى ذبح الاولاد الصغار؟ أي مكان نفسي يجلب انسانا الى هاوية الوحشية هذه؟ اجل اذا من المؤكد انه مجنون. المشكلة وجود منهج في هذا الجنون، وقائمة المجانين المحبين للقتل والارهاب لا تعاني نقصا أبدا.

        ليست المذبحة في ايتمار فعل مجنون واحد. كان العنوان في أحد مواقع الانترنت البارزة بسيطا وحقائقيا: "في غزة احتفلوا بقتل العائلة". وورد في التقرير انه وُزعت في رفح الحلوى على المارة، تعبيرا عن الفرح للمذبحة. وعبّر متحدث حماس في غزة، سامي أبو زهري، عن تأييد غير متحفظ للجريمة: "نحن في حماس نؤيد تماما مقاومة المستوطنين الذين يقتلون ويستعملون الجرائم والارهاب الموجه على أبناء شعبنا الفلسطينيين، وذلك في ظل الصمت الدولي المطلق، وبدعم من جنود الاحتلال الاسرائيلي". فماذا يمكن ان نقول في ضوء هذا الكلام الصريح؟.

        "حسن، هذه حماس"، سيقول أبطال خداع الذات بيننا، "هؤلاء هم المتطرفون. ينبغي عزلهم وتعزيز فتح والسلطة الفلسطينية وأبو مازن". غير أن منظمة كتائب شهداء الاقصى هي التي تحملت المسؤولية عن المذبحة. فما هي هذه المنظمة؟ انها منظمة تؤيد فتح، وتنفق عليها فتح وتتلقى أوامر من مسؤولين كبار في فتح. من المؤسف كثيرا ان الحقائق تشير الى ان الشيء الوحيد المشترك بين فتح وحماس، هو ان العداوة بينهما يتم التعبير عنها بمظاهر عنف فظيعة هي الارهاب الموجه على مواطني اسرائيل. إن المخرب الذي نفذ المذبحة في ايتمار هو تعبير عن اتفاق واسع في المجتمع الفلسطيني حتى لو كانت القيادة تندد بالمذبحة.

        إن واقع حياتنا هو صراع لا تبدو نهايته في الأفق، هو الصراع على مجرد حقنا في العيش في ارضنا. الفلسطينيون غير مستعدين لقبول، ولن يكونوا مستعدين لقبول حقنا في الوجود في المستقبل القريب ولن يشمئزوا من الوسائل لجعلنا نيأس ولكسر ارادتنا ورغبتنا في الحياة. إن من يقتل بدم بارد اولادا في نومهم لا يفعل ذلك بسبب صراع على اراض. انه لا يقتل لانه يعتقد ان خط الحدود يجب ان يكون في هذا المكان لا في غيره، أو لانه يعتقد ان جدار الفصل يجب ألا يسلب ارضا خاصة في بلعين.

        إن من يقتل بدم بارد ومن يحتفلون بالمذبحة ومن يوزعون الحلوى، ومن يرأسون الحزب الذي جاء منه القاتل والقتل، يحاربون من اجل الصندوق كله، يحاربون مجرد وجودنا. هذا واقع حياتنا. ليس هذا واقعا يجب أن يفت في أعضادنا، لكنه واقع يجب علينا ان ننظر فيه بعيون مفتحة ويجب أن يصبح نقطة انطلاق لكل قرار حاسم منا في كل موقف سياسي.

        نحن في فترة هدوء نسبي وقلة للارهاب. ليس السبب في ذلك انخفاضا ما في الباعث الفلسطيني الى طردنا من هنا. فالعامل الوحيد في ذلك هو الجيش الاسرائيلي. خرج الجيش الاسرائيلي في العقد الاخير ثلاث مرات لمحاربة الارهاب الفتاك – في عملية "السور الواقي" وفي حرب لبنان الثانية وفي عملية "الرصاص المصبوب". إن هذه العمليات واعمال الجيش الاسرائيلي اليومية و"الشباك" في مدن يهودا والسامرة، ومن ضمن ذلك وسائل دفاعية كالحواجز وجدار الأمن – هي التي خفضت خفضا حادا قدرة العدو الفلسطيني على تنفيذ مؤامرته.

        يحسن أن نتذكر هذا. فلولا النشاط الهجومي والدفاعي للجيش الاسرائيلي لأصبحت المذبحة في ايتمار فعلا يوميا. يحسن ان يتذكر هذا المحرضون على الجيش الاسرائيلي – مثل منظمات "نكسر الصمت" و"يوجد حد" وشبيهاتهما، وصورة مرآتها من اليمين ومن ناس "التسعير" وشبان التلال وأشباههم – الذين يرون الجيش الاسرائيلي جيشا معاديا. فهم يهاجمونه ويرجمونه بالحجارة ويحرضون على جنوده وقادته، لكن لا يحمينا سوى الجيش الاسرائيلي.