خبر بلا بساط أحمر- هآرتس

الساعة 10:14 ص|08 مارس 2011

بلا بساط أحمر- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: رئيس حكومة هولندا السابق فان أغيت جاء ليُعبر عن تأييده لنضال الفلسطينيين وعن اليأس من سياسة الاتحاد الاوروبي نحو الصراع ولا سيما من ساسة بلاده الذين أصبحوا كما يقول حصن اليمين الاسرائيلي في اوروبا - المصدر).

        لم يستقبل بساط أحمر دريس فان أغيت ابن الثمانين في مطار بن غوريون. إن من كان رئيس حكومة هولندا في 1977 – 1982، مُعلم هنا بأنه واحد من قادة سلب اسرائيل شرعيتها. ترمي هذه الزيارة كسابقاتها الى التعبير عن تأييده لنضال الفلسطينيين ضد الاحتلال، وللتربيت على أكتاف نشطاء سلام اسرائيليين.

        يُعد فان أغيت في 26 شخصا اوروبيا دعوا رؤساء الاتحاد الاوروبي الى اعلان ان الدولة الفلسطينية ستمتد فوق مساحة تساوي 100 في المائة من المناطق التي تم احتلالها في 1967 وان عاصمتها ستكون شرقي القدس. وقد وقع على الوثيقة من بين من وقعوا، المنسق السياسي – الأمني الاوروبي السابق، خافيير سولانا، واشخاص ورؤساء حكومات سابقون لالمانيا واسبانيا وايطاليا وايرلندة.

        طلب الزعماء المتقاعدون الى وزيرة خارجية الاتحاد، كاثرين آشتون، ان تلعب دورا فاعلا في تذويب الجمود السياسي وتجميد المستوطنات. وقد ذكروا ان اشخاصا امريكيين مركزيين أومأوا اليهم بأن أفضل طريقة لمساعدة الرئيس اوباما على تقديم المسيرة السلمية هي عرض "سعر" للسياسة التي تعارض مواقف الولايات المتحدة. والسعر الذي عرضوه هو انضمام دول الاتحاد الى كتلة دول امريكا اللاتينية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية في حدود 1967.

        في يوم الخميس الماضي، بعد أن ظهر فان أغيت أمام فلسطينيين في بيت لحم بوقت قصير وقبل ان يقلع عائدا الى امستردام، عرض صورة انتقادية تبلغ حد اليأس لسياسة الاتحاد من الصراع.

        يقول: صحيح ان مكالمة انجيلا ميركل الهاتفية مع بنيامين نتنياهو تدل على استيقاظ الاتحاد من وهم ان نتنياهو قد تغير. ويتحدث فان أغيت باستمتاع عن رد ديفيد كامرون على سؤال عضو برلمان بريطاني تساءل هل اتصل نتنياهو بلندن ايضا، كي يوبخ رئيس حكومة بريطانيا على التصويت في الامم المتحدة تنديدا بالمستوطنات. قال كامرون انه لم يحظ بهذا التكريم لكن لو اشتكى نتنياهو على مسامعه لحصل على رد يشبه بشدته ما حصل عليه من برلين ("كيف تجرؤ؟") "أكثر الزعماء الاوروبيين وعلى رأسهم زعماء الدول الرائدة – فرنسا وبريطانيا والمانيا – شركاء في الشعور بأنه لا يمكن الاعتماد على نتنياهو"، يقول فان أغيت بلسان كالجلد. "لقد أضاع الاعتماد الذي حصل عليه من اوروبا إثر خطبة بار ايلان وجعلها كلاما فارغا".

        مع ذلك، يتوقع فان أغيت ان تكون اول دولة اوروبية تنضم الى امريكا اللاتينية هي النرويج التي ليست عضوا في الاتحاد. وعنده اسباب لاعتقاد ان اسبانيا ستكون الاولى بين اعضاء الاتحاد التي ستسير على آثار اوسلو. وماذا سيكون بعد ذلك؟ إن السياسي الهولندي المتقاعد الذي يعتقد ان اوروبا مدينة للفلسطينيين دينا خاصا، لانهم ضحايا ضحايا المحرقة التي حدثت على ارض اوروبا – لا يؤمن بأن خلاصهم سيأتي من القارة المجاورة فهو يقول إن "الاتحاد الاوروبي هو كل شيء ما عدا الاتحاد".

        يُسمي الاعضاء من مركز اوروبا "عبيد الولايات المتحدة"، ويُقدر أن يُطعن أمرها باحباط الاجماع – وهو شرط ضروري لقرار الاتحاد على الاعتراف بدولة فلسطينية في الاقتراع المرتقب في الامم المتحدة في ايلول القريب. والمثال الأوضح، ويتنهد فان أغيت، موجود عنده في البيت في هولندا. فالمزج بين الشعور بالذنب والخوف من الاسلام جعل كما يقول الساسة الهولنديين حصن اليمين الاسرائيلي في اوروبا.

        وللبرهان على ذلك يستل التصريح الذي جاز بأكثرية ساحقة (تشتمل على حزب العمال) في البرلمان الهولندي عشية التصويت المضاد للمستوطنات في الامم المتحدة، وحظي بتأييد جميع السفراء الاوروبيين في مجلس الأمن. فقد دعا البرلمان الهولندي الاتحاد الاوروبي الى معارضة الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية. ويطلب الى الفلسطينيين ايضا العودة الى مائدة التفاوض للافضاء الى حل عادل للصراع والاعتراف "بصراحة" بدولة ديمقراطية ويهودية. ولم يقل كلمة واحدة عن المستوطنات.

        لا عجب من ان عشرين دبلوماسيا كبيرا على الأقل تنافسوا في المدة الاخيرة على منصب السفير في لاهاي. فازهار الرياحين في ذروته والهارينغ تتحلب له الأفواه.

        الأخت الديمقراطية

        لزعيمة المعارضة مشروع جديد. تقترح لفني على العالم العربي تبني رموز الأخت الديمقراطية. ففي مقالة نشرتها الاسبوع الماضي في صحيفة "واشنطن بوست" كتبت لفني ان زعماء العالم الحر يجب عليهم استعمال تأثيرهم لحماية الديمقراطيات الشابة في الشرق الاوسط من احزاب مثل حماس وحزب الله. وقالت إن اسرائيل تخشى أن تفضي الثورة الديمقراطية في مصر الى استبدال زعيم ذي تصور متطرف وقوى معادية للديمقراطية (القصد الى الاخوان المسلمين) بحسني مبارك.

        وفي رسالة ضمتها لفني الى المقالة أوضحت لي أن دور زعماء العالم الحر ولا سيما في اسرائيل، أن يقرِنوا العالم الى صياغة مستقبلية للمنطقة بحسب تلك المصالح المشتركة بين اسرائيل والعالم الحر. وتذكر لفني أن مبادرتها "تترجم ترجمة صحيحة قيم الديمقراطية على نحو يكون مقبولا على جميع الجهات البراغماتية والمعتدلة في منطقتنا". وتقترح أن يُخرج خارج القانون احزاب تؤيد العنف و/ أو العنصرية و/أو لا تحترم الاتفاقات الدولية.

        لو أن نتنياهو اقترح أن "يترجم" للعرب رموزه الديمقراطية لقلنا انه متكبر واستعماري ولا شعور له. يحسن ان نُذكر بأن لفني أجرت (وستجري ايضا) تفاوضا ائتلافيا جادا مع حزب اسرائيلي يؤيد الترحيل ويستخف بالاتفاقات الدولية ويحرض على الأقليات. وقد اقترحت ايضا ان تنقل لفلسطين السكان الاسرائيليين من قرى مقسومة.