خبر قيدٌ وقبرٌ وفراش مريض.. هدايا للمرأة في غزة

الساعة 09:44 ص|07 مارس 2011

قيدٌ وقبرٌ وفراش مريض.. هدايا للمرأة في غزة

فلسطين اليوم-غزة (خاص)

تمثل المرأة الفلسطينية عنواناً للصبر والصمود والقوة التي تفتقدها نساء العالم العربي والأوروبي, فهي التي فدت وطنها بأغلى ما تملك، وهي الشهيدة والجريحة والأسيرة، وفقدت ابنها وشقيقها وزوجها فيما لا يزال آخرون خلف قضبان السجن الحديدية.

فالمرأة الفلسطينية تحتفل كل عام بيومها العالمي بطريقتها الخاصة, مختلفةً عن الأخريات، فهي إما أن تجلس في يومها على قبر أحد أبنائها الشهداء، أو تعتصم في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمطالبة بالإفراج عن نجلها، أو ترافق آخر في أحد المشافي من مرض أصابه أو جرح ينزف.

وفي مقر الصليب بغزة، تحتفل أمهات الأسرى بطريقتهن المعهودة، ترفع أصواتهن عالية تطالب بإنهاء الانقسام الذي دفع بقضية أبنائهم الأسرى للوراء، وتتمنى مشاركة فاعلة وأكثر للدفاع عن الأسرى القابعين في سجون الاحتلال في ظروف إنسانية صعبة.

المواطنة حنان النعيزي مازال نجلها يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني, بينت في حديثها لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يوم المرأة العالمي يثبت وجودها, وتُظهر من خلاله كيانها وتؤكد على حقها الذي لن يضيع أبداً، ولكن في غزة يظهر معاناتها التي لا تنتهي ومدى تحملها لظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.

وأشارت إلى أن المرأة الفلسطينية تتمتع بقوة هائلة لا يمكن لأحد من نساء العالم أن تتمتع بها، داعيةً النساء العربيات بأن يتضامنوا مع أهالي الأسرى الفلسطينيين ودعمهم بكافة الوسائل, للإفراج عن أبنائهن من سجون الاحتلال الصهيوني.

من جهتها، قالت المواطنة جيهان مطر التي تشاطر أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيونية, أن الأم الفلسطينية أم الأسير وأم الشهيد وأم الجريح، تضرب أروع الأمثال في الصبر والصمود".

ودعت المواطنة مطر, الأم الفلسطينية إلى النضال المستمر من أجل إعادة الوحدة الوطنية نظراً لاختلاف أبنائها في الانتماء للفصائل الفلسطينية, قائلة:"الأم هي الوحيدة القادرة على لملمة الجراح والأبناء تحت الثوب الفلسطيني المطرز".

وأكدت مطر, أن المرأة الفلسطينية تستمر في نضالها وتواجدها وثباتها لمواجهة أقوى قوى في الأرض, مشيرةً إلى أنها استطاعت أن تحطم دولة الكيان الصهيوني, في ثباتها وجهادها فهي الأسيرة والشهيدة والجريحة والحاضنة للأبناء والداعمة الرئيسية لأفكار أبنائها فمنها خرج القادة والعلماء والفلاسفة والفقهاء.

وطالبت مطر، الأم الفلسطينية بالاحتفال بهذا اليوم العالمي بكافة الطرق وأهمها الدعوة لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية.

بدورها أكدت منسقة برنامج الأسيرات المحررات في الجمعية النسوية أزهار أبو شعبان, أن للمرأة الفلسطينية في هذا اليوم خصوصية مختلفة عن باقي النساء في العالم, حيث أنها أكثرهن تعرضاً للعنف والاضطهاد والتعذيب, إلا أنها تحمل في ثناياها الصبر والقوة والعزيمة والإصرار والصمود.

وأضافت لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية", المرأة أثبتت عبر التاريخ أنها أكثر النساء قوة وصمود وبروزاً, ورغم الاضطهاد استطاعت أن تبني الوطن والقادة والعلماء.

وطالبت أبو شعبان, المرأة العربية والأوروبية التي تحتفل غداً باليوم العالمي, أن يتضامنوا مع القضية الفلسطينية وأن يشعروا بشعور المرأة الفلسطينية التي تمنع من تلقي العلاج اللازم في قطاع غزة المحاصر, والتي تمارس بحقها أبشع أساليب القهر والذل على الحواجز الصهيونية في الضفة الغربية.

وفيما يتعلق بالأسيرات الفلسطينيات، فقد أكد مركز الأسرى للدراسات في يوم المرأة العالمي أن الأسيرات في سجون الاحتلال يعانين من أوضاع قاسية ويواجهن سياسة عقابية غير منطقية بعيدة كل البعد عن الحياة الإنسانية الكريمة.

وأكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن إدارة السجون تنتهك كافة الحقوق الإنسانية للأسيرات، كرش الأسيرات أكثر من مرة بالغاز والضرب وفرض الغرامات المالية العقابية الباهظة عليهن، بالإضافة إلى التفتيشات المستمرة منها التفتيش العاري والأحكام الجنونية التي تصل لـ 18 مؤبد.

وحذر حمدونة، من سياسة العزل التي طالت عدد كبير من الأسيرات كعزل الأسيرة وفاء البس الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة والأسيرة عرين شعيبات، وسعاد حمد، وسعاد نزال، وهالة جبر، وسعاد نزال، ونسرين أبو زينه والأسيرة أمنة منى وغيرهن .

وأضاف حمدونة، أن هنالك انتهاكات أخرى بحق الأسيرات في السجون دون مراعاة لاحتياجاتهن الخاصة في الحمل والوضع والمرض ، وبوجود سجينات جنائيات يهوديات بالقرب من أقسام الأسيرات الأمنيات في كثير من الأحيان واللواتي لا يكففن عن أعمال الاستفزاز المستمر ويوجهن الشتائم للأسيرات ، واكتظاظ الغرف وقلة مواد التنظيف ، ومنع الأسيرات من تقديم امتحان الثانوية العامة ( التوجيهي ) ، وحرمان الأهل من إدخال الملابس والإغراض للأسيرات ، هذا بالإضافة للطعام السىء الذي يقدم لهن فالوجبات لا تراعي الوضع الصحي للأسيرات وخاصة المريضات منهن مما يدفع الأسيرات للاعتماد على الكانتين بشكل رئيس ، كما لا تقدم إدارة السجن للأسيرات أية مواد أو مستلزمات تنظيف، ويقمن بشرائها على حسابهن الخاص.

وأشاد حمدونة، بمواقف الأسيرات التاريخية كما حدث في العام 96 عندما رفضن الأسيرات الإفراج الجزئي عنهن ، وطالبن بالإفراج الجماعي وفضلن البقاء جماعة في السجن حتى تم الإفراج عن كل الأسيرات في العام 1997م .