خبر « جي ستريت »: ينبغي الحوار معهم- إسرائيل اليوم

الساعة 09:25 ص|06 مارس 2011

 

"جي ستريت": ينبغي الحوار معهم- إسرائيل اليوم

بقلم: نحمان شاي

(المضمون: يجب على اسرائيل أن تُجري حوارا حتى مع اليهود الذين ينتقدونها في الولايات المتحدة من مثل جماعة "جي ستريت" وأن يظل الحوار داخليا في الشعب اليهودي نفسه - المصدر).

        عُدت من مؤتمر "جي ستريت" في واشنطن الذي عُقد في الاسبوع الماضي. انتشرت في البلاد كالعادة آراء وأنباء اعتمدت في أكثرها على عدم العلم والمعرفة بيهود الولايات المتحدة عامة، وبـ "جي ستريت" خاصة. وقرأت ايضا مقالة ايزي لبلار ("جي ستريت: ليسوا مشايعين لاسرائيل" في هذه الصحيفة، 28/2)، وهي مقالة دعا فيها الى القطيعة مع جماعة الضغط. أريد أن آتي بموقفي وبموقف اعضاء الكنيست الذين شاركوا في المؤتمر، لأوضح لماذا يفضل اجراء حوار وحديث بدل القطيعة.

        إن عضو الكنيست زمن ولايته تعرض له تحديات لا نظير لها. فأنت تجد نفسك في جميع الاوضاع التي لا يمكن أن تتوقعها في اعمال اخرى. قبل نحو من اسبوع تمتعت بواحدة من هذه الفرص النادرة؛ فلأول مرة في اسرائيل أُجري سباق نحو قمة المتسادة، ووجدت نفسي باعتباري عدّاءا هاويا أجري في السباق باعتباري أكبر المشاركين سناً.

        في الوقت الذي جريت فيه 2.5 كم وعلوت 750 درجة، كان لي قليل من الوقت لأفكر في متسادة، وهي رمز يهودي تاريخي للبطولة لكنها رمز للسلوك المتطرف ايضا. انها رمز مأساة يهودية، وضياع الاستقلال والثمن الباهظ الذي دفعه الشعب اليهودي عندما تم تقسيمه الى طوائف وفصائل. يجب علينا ان نتعلم من التاريخ أو كيف لا نكرره خاصة.

        إن العبرة من قصة متسادة هي ضبط النفس، وموضع اسرائيل بالنسبة للعالم، والموافقة على المهادنة من اجل ضمان استقلالنا باعتبارنا دولة ذات حدود قابلة للدفاع عنها.

        أنا أحترم حماسة يهود الولايات المتحدة ومشاركتهم، من جميع الآراء فيما يتعلق باسرائيل. هذا مورد مهم يجب علينا أن نفخر به، لكن لا يجوز لنا أن نسمح بأن يتكرر وضع مثل متسادة، حينما انقسم الشعب اليهودي انقساما متطرفا بين آراء سياسية حتى توصل الى وضع أصبح مجرد بقائه موضوعا للسؤال. نحن صغار جدا، جيلان بعد المحرقة فقط، كي نسمح لأنفسنا بترف انشاء قطيعة في الشعب اليهودي.

        إن الحوار بين "جي ستريت" ودولة اسرائيل، أو بين العالم اليهودي واسرائيل، من المهم أن يجري في قنوات داخلية، داخل الشعب اليهودي. إن نشاط جماعة الضغط هذه مهم وهم يستحقون أجوبة عن اسئلتهم الشرعية والمهمة. يجب على دولة اسرائيل وممثليها الرسميين وغيرهم تقديم أجوبة. وهذا مما دعاني لأقرر الحضور أمامهم.

        أنا أومن في الوقت نفسه بأنه لا تجوز الدعوة الى فرض ضغوط أو إرغام خارجي على دولة اسرائيل ومواقفها. الحوار اليهودي الداخلي هو لبنة واحدة. واسرائيل كما يقبلها العالم وينظر اليها لبنة اخرى. لا يجب علينا أن نُخفي الاختلافات في الرأي بيننا، لكن يجب أن نعي أن للكلام الذي نقوله في اثناء الجدل الداخلي معانٍ اخرى عندما يُخرج هذا الكلام عن سياقه.

        ولما كنت على يقين من أن أناس "جي ستريت" ينضمون الى رأي الأكثرية في اسرائيل الذي يريد أن تظل اسرائيل مستقلة ويهودية وديمقراطية – فانه من اجل ضمان هذا يجب ان يكون حوار بين اسرائيل واليهود الذين يعيشون في الخارج.

        لا يجوز لأي طرف أن يخفي انتقاده، ولا يجوز ايضا التنديد على نحو آلي بالانتقاد وتسميته غير شرعي. يجب علينا نحن الاسرائيليين أن نتعلم جيدا كيف نُفرق بين النقد البنّاء والنقد على اسرائيل.

        لكن من المهم أن نفهم ان اسرائيل في وسط صراع دولي مع سلبها شرعيتها. إن انتقاد "جي ستريت" يمكن أن يغذي الصراع على غير عمد. إن تحديهم ان يجدوا الطريقة لانعاش الانتقاد لكن مع عدم مساعدة اولئك الذين يريدون سلب وجود اسرائيل شرعيته وإحداث قطيعة بين اسرائيل واليهود في الولايات المتحدة.

        والآن، لنعد الى الجري في المسار المائل. عندما نظرت الى الوراء، رأيت عددا من العدّائين واعضاء الكنيست الذين جروا في السباق ما يزالوا يصعدون في الجبل. هذا ما تحتاجه اسرائيل في آخر النهار، تحتاج الى مكان جيد في وسط الطريق.