خبر قيادي سلفي: الديمقراطية (حرام)

الساعة 02:06 م|05 مارس 2011

قيادي سلفي: الديمقراطية (حرام)

فلسطين اليوم: الاسكندرية

أكد الشيخ أحمد فريد ـ القيادي السلفي بالإسكندرية ـ على أن الفترة المقبلة سوف تشهد امتدادا للسلفية بجميع محافظات مصر بعد انتهاء عصر التضييقات الأمنية، مشيراً إلى أن الشعب المصري طالما كان يراهن على دور الدعوة السلفية في الحفاظ على ثوابت الإسلام في الوقت الذي كان يسعى فيه الإخوان المسلمين على تحقيق مكاسب سياسية.

وقال فريد إن جميع الاحتمالات بشأن إنشاء حزب سياسي واردة تأكيداً عن عزم الدعوة السلفية من المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.

وتابع فريد أن قيادات الجماعة تشاوروا، ثم قرروا عدم المشاركة في الثورة، «لأنها تخلط بين الرجال والنساء، وتتضمن شعارات غير مرغوب فيها مثل رفع الصليب»، بنص تعبيره، مضيفا سببا آخر لعدم المشاركة «رغبنا أن تكون شعبية، كي لا تنسب لأصوليين».

وعاد فريد ليقول إن الجماعة قررت ألا تشارك بالثورة مشاركة ظاهرة، واكتفت بتأمين المنازل والحفاظ على الأرواح والممتلكات، موضحا أن دور السلفية يختلف عن الإخوان المسلمين، الذين «لهم أطماع سياسية ويخوضون الانتخابات ولهم متحدث رسمي باسمهم، أما نحن فدورنا يقتصر بالحفاظ على ثوابت الإسلام، والدعوة إلى التوحيد، ونشر علوم السنة، وتوجيه الفكر»، حسب قوله.

وبرر فريد غياب السلفية عن الأحداث العامة بقوله إن النظام كان يتجه لضرب الدعوة السلفية، مدللا على ذلك بأن «مبارك قال بنفسه سأضرب على الدعوة السلفية بيد من حديد، وتعرضنا لهجمات من الجرائد الصفراء، واعتقل منا 300، بينهم سيد بلال الذي تعرض للتعذيب حتى القتل».

وعن موقف السلفيين في قضية سيد بلال، قال فريد: «ضيقوا علينا وطلبوا عدم الحديث، وظللنا محل اتهام في تفجيرات القديسين، ولم يكن لدينا عنصر مواجهة مثل جماعة الإخوان».

وأضاف فريد: كل هذه الأشياء جعلتنا نحجم عن المشاركة في الثورة، واستعضنا عن ذلك بعقد المؤتمرات، وتابع: «ليس لنا في التظاهرات، كيف نقود تظاهرات، وكان لدى النظام من السلطة ما يمكنه من التضييق بها علينا».

وعن تناقض موقف السلفية بين اعتزال العمل السياسي قبل الثورة، والدعوة لمظاهرات تنادى بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور، قال فريد: الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان، وسيلة التعبير الواضحة الآن هي المظاهرات، والدستور يجيز المظاهرات، وهى ليست خروجا عن الحاكم طالما كان ظالما ومبدلا لشرع الله.

وبرر فريد تنظيم الجماعة مظاهرات أثناء إثارة قضية كاميليا شحاتة، زوجة الكاهن التي قيل إنها أسلمت وسلمتها الدولة للكنيسة، بأن «الدعوة السلفية أقرت هذا، والإخوة شاركوا فيها، لكننا كقيادات لم نشارك، واعتبرنا أن تسليم مسلمة للأقباط غير جائز ويجب التصدي له».

وقال فريد إن السلفيين كانوا يقاطعون الانتخابات استنادا إلى أنها جزء من «النظام الديمقراطي»: «الإخوة درسوا المسألة فوجدوا أن لها شقا عقائديا، وآخر «مصالح ومفاسد»، وكنا نقاطع لأنه لم نكن نسعى لمصلحة كجماعة الإخوان.

وقال فريد إن الديمقراطية تعنى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، «وهذا مخالف للشرع، فالمفترض أن يحكم الشعب بشرع الله، وبعض تصريحات الإخوان يقولون إن الصندوق الانتخابي إذا اختار نصرانيا يقبلون به، لكن الدعوة السلفية لا تقبل ذلك، فلا يجوز أن يحكم المسلمين نصارى».

ووصف فريد الديمقراطية بأن «فيها الخير وفيها الشر، وقد تضيع هوية الأمة بسببها»، قائلا: نحن نعاود التأكيد على المادة الثانية كمصدر رئيس للتشريع ونريد تفعيلها، لأن القانون الذى يخالف الشريعة فهو بالدستور باطل.

ورغم هذا، لم يستبعد فريد أن تشارك السلفية في حزب سياسي، قائلا: الدعوة السلفية لابد أن تتواجد على الساحة خلال الفترة المقبلة، وغير مستبعد أن تتبنى الدعوة أفراد بعينها لخوض الانتخابات خاصة لو كانت نزيهة، وليس لدينا ما يمنع من المشاركة في الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية، خاصة بعد أن انكسر حاجز الخوف الذي افترس الفترة الماضية.

وتابع فريد: إن المد السلفي قادم، لأن الشارع يرغب في السلفيين الذين يقيمون شعائر الإسلام، ويقدمون خدمات أكثر من الإخوان.

وبرر فريد ضجة السلفيين حول المادة الثانية من الدستور، رغم أن أحدا لم يكن قد تحدث عن تعديلها قائلاً: كان لا بد من إثارة هذه الضجة حتى لا يتجرأ أحد عليها، بعد أن وجدنا من يصرح برغبته في دولة مدنية، وهذا ما دعا شيخ الأزهر إلى الحديث حولها، «بالإضافة إلى شنودة والذي أكد على أنه لا مساس بالمادة الثانية، كونهم يعيشون في أمان مع الإسلام»، حسب قوله.

وقال فريد: ما يهم هو أن نكون اقرب إلى الشرع وألا تكون مصر مثل تركيا والبلاد الغربية بلا هوية أو عقيدة، لأن الثورات غالبا ما تحكمها العواطف وتمرر خلالها مفاهيم خاطئة، فخلال ثورة 19 القسيس خطب في الأزهر، وهذا لا يجوز شرعا.

وعن اتهام الأمن بالوقوف وراء تظاهرات السلفيين مؤخرا، قال فريد: في الواقع ليس هناك تواجد فعلى للأمن الآن، وانقطعت صلتنا بأمن الدولة نهائيا، ونتحرك الآن بحرية.

ووصف فريد الإخوان المسلمين بأنهم «إخوتنا وأقرب إلينا من غيرهم، وإن كانوا يتفوقون علينا إعلاميا بمشاركتهم في الانتخابات وغيرها». وتابع: كل منا له مدرسته، فأساس الدعوة السلفية المحافظة على ثوابت الإسلام، ولو تمكنا من تسييس الدولة بالدين أي نحكم الأرض بشرع الله فهو أمر جيد، أما إذا عجزنا فعلينا العودة إلى خط الدفاع الأول الدين: شرع الله.

ولم يستبعد فريد حدوث تنسيق بين السلفيين والإخوان خلال الفترة المقبلة، لكن قال: الإخوان جماعة كبيرة، والكبير لا يرغب في التعاون مع الضعيف، ولا يعنى ذلك عدم السعي إلى التنسيق والتعاون معهم للحفاظ على الإسلام بعدم تمرير قوانين تخالف الشريعة، وأضاف: لكن كلا منا له طريقته الخاصة، فهم مستعدون للتنازل عن أشياء في سبيل الوصول لأهداف سياسية، حيث كانوا يتعاملون وفق مقولة: ما أتاكم حسن البنا فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، ونحن لا نترك شيئا على حساب الشرع.

وقال فريد إنه يتحفظ على شعار الإخوان «الإسلام هو الحل»، وتابع: نحن ننادى بالمحافظة على الإسلام كما كان في زمن الصحابة.

وعن رؤية الجماعة للوضع الجاري في مصر، قال فريد: صعب أن نحقق 100% من المطالب، وأخشى أن يحدث صدام بين الجيش والشعب، وأتطلع إلى التمهل وإيقاف مؤقت للاحتجاجات، مع السعي نحو إقصاء الفاسدين مثل أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، وأن نصبر حتى نتخطى المرحلة الانتقالية بسلام.

وعبر فريد عن تفاؤله بما حدث، وقال: عقارب الساعة لن ترجع للوراء، ومن ذاقوا طعم الحرية لن يقبلوا بالاستبداد، وبخصوص الشعب فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ووصف فريد جهاز أمن الدولة بأنه «أسوأ جهاز»، وقال: الدعوة السلفية مع حله، لأنها انكوت بنيرانه كثيرا، وأرحب بعودة الداخلية، لكن في ثوبها الجديد بعد التخلص من مقولة «أنا عبد المأمور»، فالعبودية لله وحده ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعلى الضباط أن يعتبروا بما حدث «للمأمور»، مشيرا إلى وزير الداخلية والذي يمكث خلف القضبان حاليا.

ووصف فريد مبارك بأنه «كان ديكتاتورا، وقتل في عهده أناس كثيرون، وبلا شك مُلئت السجون بالآلاف، وبطبيعة الحال ربنا سينتقم من الظالمين، بعد أن خانوا الأمانة تجاه أديانهم وشعوبهم التي اختارتهم.