خبر النفاق بادي العورة- هآرتس

الساعة 10:41 ص|02 مارس 2011

النفاق بادي العورة- هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: نفاق دول العالم التي كانت الى زمن قريب تنافق القذافي المستبد وتوجه لومها وتنديدها الى اسرائيل الديمقراطية - المصدر).

        "هذا الكلب المجنون من الشرق الاوسط" – كما سمّى رونالد ريغان معمر القذافي في 1986، بعد ان هاجم ارهابيون ليبيون مرقصا في برلين كان يقضي جنود امريكيون اوقات فراغهم فيه – يطلق النار اليوم على أبناء شعبه. هذا الامر أثار في نهاية الامر قلقا في مجلس الأمن.

        بعد العملية في المرقص جاء تفجير طائرة "بان إم" فوق لوكربي في اسكتلندة في 1988، وبعد ذلك بسنة تفجير طائرة شركة "يو.تي.إي" الفرنسية. برغم كل اولئك، ضُمت ليبيا في 2008 الى مجلس الأمن بل تولت الرئاسة الدورية. وفي 2010 انتُخبت ليبيا بأكثرية 155 صوتا من 192 لعضوية مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان. في هذه السنين هاجم القذافي في غضب اسرائيل واتهمها من جملة ما اتهمها به، بالمسؤولية عن قتل جون كنيدي والعنف في السودان. ينبع تأييد براك اوباما لاسرائيل كما زعم القذافي من شعوره بالدونية لأصله الافريقي.

        عُدّت ليبيا القذافي مدة سنين عضوا جليلا في جماعة الأمم. وقد زار كبار زعماء العالم الحاكم الليبي واستضافوه. وقد دين رجل الاستخبارات الليبي الذي كان المسؤول عن العملية فوق لوكربي، بالقتل في بريطانيا وحُكم عليه بـ 27 سنة سجن، وأُطلق سراحه بعد ثماني سنين، لـ "اسباب انسانية" وسُمح له بالعودة الى ليبيا حيث حظي باستقبال ملكي.

        النفاق الذي أظهرته دول ديمقراطية – الكبيرة كالصغيرة – مع ليبيا القذافي ينكشف الآن بكامل قُبحه، ولا شبيه له في تاريخ العصر الحديث. هذا النفاق سخر واستهزأ بالامم المتحدة ومؤسساتها وأضر اضرارا شديدا بقدرة الدول العظمى على استعمال المنظمة أداة لادارة شؤون دولية.

        إن النظرة الى اسرائيل من قبل الامم المتحدة ومن قبل حكومات كثيرة في العالم والانتقاد الدائم على سياستها، والتهديدات بالتنديد والعقوبات، مثال آخر على النفاق الذي لم يعد له أي زمام. أصبحت مقاربة اسوأ الطغاة مع توجيه الانتقاد الشديد الى اسرائيل الديمقراطية بدعة من البدع. إن اقتراح القرار على التنديد باسرائيل بسبب المستوطنات الذي أُثير في مجلس الامن مؤخرا، حظي بتأييد المندوب اللبناني، عضو المجلس برغم ان حزب الله يسيطر اليوم على دولته وهو منظمة ارهاب ناسها مسؤولون عن قتل رئيس الحكومة رفيق الحريري.

        إن التوجه السخي بنفاقه الذي ميز علاقة زعماء العالم بالقذافي وطغاة عرب آخرين، يبدو انه لم يقنع مواطني تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين بالاستمرار في تحمل سلطة الطاغية. ضاقوا ذرعا بهؤلاء الزعماء وبالاضطهاد والفساد والفقر والمهانة. لم يتغلغل هذا الوعي الى أذهان اعضاء الكنيست العرب الذين زاروا ليبيا في المدة الاخيرة والتقوا الزعيم المجنون. ليس من المعقول ان الزيارة تمثل مشاعر أكثر مواطني اسرائيل العرب.

        الأنباء الحسنة هي انه قد شوهدت في المظاهرات التي أُجريت في العواصم العربية لافتات قليلة فقط تندد باسرائيل. فغضب المتظاهرين هذه المرة موجه على القامعين وعدم العدل الذي تُحدثه سلطتهم لا على اسرائيل. نستطيع نحن في اسرائيل فقط ان نأمل ألا يختطف المتطرفون الاسلاميون الثورة العربية وأن تجد اسرائيل الى جانبها مع مرور الوقت جارات ديمقراطيات.

        قالت الممثلة الفرنسية المغربية رشيدة خليل في برنامج مذياع بُث في المغرب منذ وقت ليس بالبعيد انها "تحلم بدولة عربية علمانية وديمقراطية". اذا كان هذا حلم أكثر المتظاهرين ايضا فهذه أنباء حسنة لا للعالم العربي فحسب بل لاسرائيل ايضا.