خبر مبادرة إسرائيلية جديدة-إسرائيل اليوم

الساعة 10:39 ص|02 مارس 2011

مبادرة إسرائيلية جديدة-إسرائيل اليوم

خير أم شر؟

بقلم: زلمان شوفال

        (المضمون: حيرة اسرائيل بين اصدار مبادرة منها للتسوية مع الفلسطينيين وانتظار استقرار الاوضاع في الشرق الاوسط لترى ما ينجم بعد ذلك - المصدر).

        المحيط في الشرق الاوسط ما يزال في غليان، ولسنا نعلم أي ستُغرقها المياه الساخنة: اليمن أم الجزائر أم المغرب أم عمان أم الاردن – أو ربما السعودية. كلها على خطر. ثم من يرون ما يحدث بدء ربيع ديمقراطي عربي، وثم من يرون فيها مسار أسلمة ورجعية وكراهية اجانب. والحقيقة انه برغم وجود علامات دينية وقومية في كل ما يحدث، فانه توجد الى جانبها ايضا مميزات خاصة لكل دولة وشعب.

        القصة بعيدة من ان تكون منتهية في هذه الاثناء. ويصعب التنبؤ. مع ذلك ما يمكن ان نجزم به الآن هو ان مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ضعفت – عند حليفاتها العربيات وعند عدواتها – تركيا أو ايران على الخصوص.

        يؤثر هذا الواقع فينا ايضا بطبيعة الأمر. يوجد لدينا الآن توجهان متناقضان: يقول الاول إن على اسرائيل ان تخرج بمبادرة سياسية بعيدة المدى في الشأن الفلسطيني تشتمل على تنازلات كبيرة في موضوع الحدود والمستوطنات والقدس وما أشبه ذلك. وتكون الأهداف حل القضية الفلسطينية وتعزيز المعسكر الموالي لامريكا وإقرار اوضاع المنطقة في مقابلة من يحركون القِدر حولنا. بحسب هذه الصيغة، اذا لم نبادر ونتوصل الى تسوية مع أبو مازن، فقد نواجه في غضون زمن غير طويل سلطة فلسطينية تحت قيادة متطرفة كما قد يحدث في الدول العربية المختلفة وكذاك الذي حدث في غزة.

        في مقابلة ذلك (وبالمناسبة لا تنقسم الآراء في هذا الشأن دائما بين اليسار واليمين)، ثم من يعتقدون ان الوضع مختلف. إن الجميع يتفقون على ان الانتفاضات في البلدان العربية نبعت من مشكلات فقر وبغض لفساد الحكم الى جانب طموح حقيقي الى الحرية، أي دون أية صلة بالقضية الفلسطينية. فهل نأتي نحن وننشيء بأيدينا صلة بين الامور وندفع الى الأمام بآلة الدعاية علينا؟ ولنفترض ان نقترح تنازلات كتلك التي كشفت عنها وثائق "الجزيرة". إن الفلسطينيين غير مستعدين للتخلي عن أي مطلب من مطالبهم المتطرفة، بل انهم لا يريدون التفاوض معنا. فبماذا ستساعد تنازلاتنا في إقرار الوضع في الشرق الاوسط؟ صحيح قد يرون هذا في واشنطن نجاحا ما، لكن نشك في ان تحصل الولايات المتحدة خاصة على الربح من ذلك.

        يقوم فوق كل ذلك سؤال آخر وليس هو ما الذي نتخلى عنه فقط بل لمن نتخلى؟ من يضمن لنا ألا ينقلب الوضع الذي سيسود وقت توقيع هذا الاتفاق أو ذاك مع أبو مازن، غدا؟ نحن قلقون (ربما قلقا زائدا) من حدوث شيء ما للسلام مع مصر – في حين ان سيناء تفصل بيننا – فكيف نُعرض أنفسنا لخطر ان نستيقظ ومبعوثو ايران على أعتاب بيوتنا؟ مهما يكن الأمر، يزعم المعارضون، فالعجلة من الشيطان، وقبل ان نعلم كيف ستستقر اوضاع الشرق الاوسط الجديد – لا ينبغي إثارة اقتراحات لا نستطيع اصلاح نتائجها.

        والمشكلة انه في التوجهين المذكورين أعلاه قدر ما من الحق. يستطيع من يرفضون تنازلات عن مناطق الاعتماد لا على الماضي فقط بل على الوضع الحالي حولنا ايضا. ومؤيدو المبادرة يعتقدون انه برغم المخاطرة، ينبغي منح السلام أملا ولا سيما اذا كان ذلك يمكن ان يخدم مصلحتنا الاستراتيجية والسياسية الأساسية مقابل امريكا.

يجب على اسرائيل ان تعمل لتعزيز المصلحة من الجانب الامريكي، وفي ضوء الواقع المتغير في الشرق الاوسط يوجد اليوم احتمال لذلك. ربما يجب ان تجعلنا هذه التقديرات نخلص الى استنتاج انه يجب ان نجد سبلا لعقد جسر بين قطبي هذين التوجهين.