خبر الجهاد تنعي رئيس وزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان

الساعة 11:43 ص|27 فبراير 2011

الجهاد تنعي رئيس وزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان

فلسطين اليوم- وكالات

نعت حركة الجهاد الإسلامي رئيس الوزراء التركي الأسبق ورئيس حزب السعادة، الذي وافته المنية ظهر اليوم الأحد، عن عمرٍ ناهز (84 عاماً) قضاها صادحاً بالحق ومكرساً لقيم العدالة ومنادياً بحرية شعوب الأمة وتخلصيها من التبعية للقوى المهيمنة على مقدراتها وثرواتها.

وتقدمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بالتعازي والمواساة الحارة من أشقائنا في تركيا حكومةً وشعباً، كما نتقدم بأحر التعازي من إخوان الفقيد الكبير ورفاق دربه وحزبه وتلامذته وأسرته الكريمة.

وقالت الحركة في بيان لها :"إن المتتبع لسيرة هذا الفقيد الكبير يجد نفسه أمام شخصية عظيمة ثابرت وكافحت كي تعيد للإسلام مجده، وأسهمت في تطوير علاقات تركيا مع البلدان العربية والإسلامية من خلال الانفتاح عليها بقوة مستعيداً بذلك دور بلاده الريادي، وانحازت بمواقف وخطى مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة.

وكانت مصادر طبية تركية أعلنت وفاة نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا السابق وصاحب التوجهات الإسلامية عن عمر يناهز 84 عاما.

وذكرت شبكة "تي آر تي" التركية الإخبارية على موقعها الإلكتروني أن أربكان كان يخضع للعلاج في المستشفى منذ فترة، ونقلت عن مسؤول المستشفى قولهم إن أربكان توفي صباح اليوم الأحد.

 

وفيما يلي نص البيان كاملا :

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تعزية ومواساة

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً"

 

تتقدم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بخالص العزاء والمواساة إلى الشعب التركي الشقيق ودولته وحكومته، وسائر المسلمين، بوفاة المفكر والزعيم الإسلامي الكبير:

البروفيسور نجم الدين أربكان

رئيس الوزراء التركي الأسبق

الذي انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر ناهز 85 عاماً قضاها في جهاد متواصل وكفاح عظيم في خدمة شعبه ووطنه، ونصرة دينه وأمته، والدفاع عن قضايا المسلمين المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين.

رحم الله الفقيد الكبير وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وإخوانه وتلاميذه وأحبابه جميل الصبر والسلوان.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

 

المكتب الإعلامي

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

24 ربيع الأول 1432 هـ

الموافق 27/2/2011

 

 

 

من هو نجم الدين أربكان ؟

نجم الدين أربكان (29 أكتوبر 1926-27 فبراير 2011) مهندس وسياسي تركي, تولى رئاسة حزب الرفاة ورئاسة وزراء تركيا من الفترة بين 1996 و1997 عرف بتوجهاته الإسلامية.

حاصل على الدكتوراه من جامعة أخن الألمانية في هندسة المحركات عام 1956 عمل أثناء دراسته في ألمانيا رئيسا لمهندسي الأبحاث في مصانع محركات "كلوفز - هومبولدت - دويتز" بمدينة كولونيا. وقد توصل أثناء عمله إلى ابتكارات جديدة لتطوير صناعة محركات الدبابات التي تعمل بكل أنواع الوقود..وحين عاد إلي بلاده كان أول ما عمله ولم يزل في عامه الثلاثين تأسيس مصنع "المحرك الفضي" هو ونحو ثلاثمائة من زملائه.. وقد تخصص هذا المصنع في تصنيع محركات الديزل، وبدأت إنتاجها الفعلي عام 1960، ولا تزال هذه الشركة تعمل حتى الآن، وتنتج نحو ثلاثين ألف محرك ديزل سنويا.

أنشأ عام 1970 بدعم من تحالف طريقته مع الحركة النورسية حزب النظام الوطني الذي كان أول تنظيم سياسي ذا هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال الخلافة عام 1924. بدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرجه من كلية الهندسة، وأصبح رئيسا لاتحاد النقابات التجارية ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قوينة، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية، وكان تأسيس حزبه أول اختراق جدي لرفض القوى العلمانية المهيمنة له.

لم يصمد حزبه (النظام الوطني) سوى تسعة أشهر حتى تم حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بدعم من التحالف ذاته بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972، وأفلت هذه المرة من غضب الجيش ليشارك بالانتخابات العامة ويفوز بخمسين مقعدا كانت كافية له ليشارك في مطلع عام 1974 في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية.

تولى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء وشارك رئيس الحكومة بولند أجاويد في اتخاذ قرار التدخل في قبرص في نفس العام، واعتبر من دافع عن مشاركة أربكان في الائتلاف أنه حقق مكاسب كبيرة لتيار الإسلام السياسي من أهمها الاعتراف بهذا التيار وأهميته في الساحة السياسية إلى جانب مكاسب اعتبرت تنازلات مؤثرة من قبل حزب الشعب. خلال وجوده في حكومة أجاويد، حاول أربكان فرض بعض قناعاته على القرار السياسي التركي، وحاول ضرب بعض من أخطر مراكز النفوذ الداعمة للنهج العلماني، فقدم بعد تشكيل الحكومة بقليل مشروع قرار للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها، وأسهم في تطوير العلاقات مع العالم العربي، وأظهر أكثر من موقف مؤيد صراحة للشعب الفلسطيني ومعاد لإسرائيل، ونجح في حجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك خير الدين أركمان بسبب ما اعتبر سياسته المؤيدة لإسرائيل.

حتى بعد خروجه من الحكومة فقد قدم حزب أربكان مشروع قانون إلى مجلس النواب في صيف عام 1980 يدعو الحكومة التركية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وأتبع ذلك مباشرة بتنظيم مظاهرة ضخمة ضد القرار الإسرائيلي بضم مدينة القدس، كانت المظاهرة من أضخم ما شهدته تركيا في تاريخها المعاصر، الأمر الذي اعتبر استفتاء على شعبية الإسلام السياسي بزعامة أربكان. بعد بضعة أيام تزعم قائد الجيش كنعان إيفرين انقلابا عسكريا أطاح بالائتلاف الحاكم، وبدأ سلسلة إجراءات كان من بينها إعادة القوة للتيار العلماني ومن ذلك تشكيل مجلس الأمن القومي وتعطيل الدستور وحل الأحزاب واعتقال الناشطين الإسلاميين إلى جانب اليساريين.

كان أربكان من بين من دخلوا السجن آنذاك، وبعد ثلاث سنوات خرج في إطار موجة انفتاح على الحريات في عهد حكومة أوزال، فأسس في العام 1983 حزب الرفاه الوطني، الذي شارك في انتخابات نفس العام لكنه لم يحصل سوى على 1.5% من الأصوات، لكنه لم ييأس إذ واصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس أربكان حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيللر. خلال أقل من عام قضاه رئيسا للحكومة التركية، سعى أربكان إلى الانفتاح بقوة على العالم الإسلامي، حتى بدا وكأنه يريد استعادة دور تركيا الإسلامي القيادي، فبدأ ولايته بزيارة إلى كل من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية: إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا.

لم يكتف أربكان بذلك، بل نشط عبر العالم الإسلامي، وحدد موعدا لمؤتمر عالمي يضم قيادات العمل الإسلامي، وباتت تركيا تتدخل بثقلها لحل مشكلات داخلية في دول إسلامية كما حدث حينما أرسل وفودا لحل خلافات المجاهدين في أفغانستان. لكن أربكان حرص رغم ذلك على عدم استفزاز الجيش، وحاول تكريس انطباع بأنه لا يريد المساس بالنظام العلماني، فنفذ الاتفاقيات السابقة مع إسرائيل دون تردد، وزاد بأن زار إسرائيل لدعم التعاون العسكري، وسمح للطيارين الإسرائيليين بالتدرب في الأجواء التركية.

لم يكن هذا التقارب مع إسرائيل كافيا لإقناع الجيش بالقبول، فقام الجنرالات بانقلاب من نوع جديد إذ قدموا إلى أربكان مجموعة طلبات لغرض تنفيذها على الفور تتضمن ما وصفوه بمكافحة الرجعية وتستهدف وقف كل مظاهر النشاط الإسلامي في البلاد سياسيا كان أم تعليميا أم متعلقا بالعبادات، فكان أن اضطر أربكان إلى الاستقالة من منصبه لمنع تطور الأحداث إلى انقلاب عسكري فعلي.

في عام 1998 تم حظر حزب الرفاه وأحيل أربكان إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية فلجأ إلى المخرج التركي التقليدي ليؤسس حزبا جديدا باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه وبدأ يديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000. ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003 حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به ليجري اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب الرفاه المنحل، وحكم على الرجل بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما.

أربكان اليوم خارج العمل السياسي الفعلي، وربما يكون تقدم العمر أحد الأسباب، لكن الزعيم الإسلامي كان يمكن أن يستمر في العمل السياسي إلى النهاية لولا الضغوط الشديدة والمتكررة التي تعرض لها من قبل التيار العلماني واتخذت أشكالا مختلفة من الانقلابات العسكرية إلى استخدام القضاء والصحافة وشق صفوف أتباعه الذين لم يجرؤ أحد منهم على تكرار ما قام به زعيمهم.

أصدر الرئيس التركي عبد الله غول عفو رئاسي عنه في 18 أغسطس 2008م بسبب تدهور حالته الصحية.[1]

توفي في يوم الأحد 27 فبراير 2011م الموافق ٢٣/٣/١٤٣٢