خبر قبل لحظة من اختفاء اشجار اللوز- هآرتس

الساعة 09:13 ص|22 فبراير 2011

قبل لحظة من اختفاء اشجار اللوز- هآرتس

بقلم: دفنه غولان

(المضمون: مخطط جديد لهدم المباني في قرية لفتا وبناء مبان جديدة لأثرياء من خارج البلاد - المصدر).

في قرية لفتا المهجورة، عند المخرج من القدس، تزهر الآن عشرات اشجار اللوز ربما لآخر مرة. إن البيوت الحجرية الخمسين المهجورة بين المنحدرات الصخرية الخضراء واشجار الفواكه توشك ان تختفي. وفي المكان ستقام بيوت لأثرياء من خارج البلاد، ستقوم مغلقة في أكثر ايام السنة.

        في هذه الايام تبيع مديرية اراضي اسرائيل مبادرين خاصين اراضي لفتا من غير ان تُعد خطة حماية عامة، كما هو مطلوب في دستور خطة بناء المدن الذي أُجيز لهذا المكان، ومن غير ان تُستوعب كما ينبغي المعارضات التي تم استقبالها في اللجنة اللوائية.

        ويعارض بيع الاراضي ايضا مطلب سلطة الآثار تأخير البناء حتى استكمال استطلاع شامل لمباني القرية، "من اجل توثيق ثقافة البناء المختفية هذه ونقلها الى الأجيال القادمة"، ولسياسة إسكان قابلة للاحراز تبنتها بلدية القدس في حزيران 2010 لمنع ترك الشبان للمدينة. إن مساحة البناء لوحدة سكنية هي 190 – 300 متر مربع، وتكاليف الانشاء وحدها، بغير ثمن الارض ما بين نصف مليون شيكل الى مليون للقطعة.

        إن لفتا هي حلقة صغيرة في السلسلة الخضراء التي أخذت تقل حول القدس، مع زراعة منحدرات جبلية مدهشة الجمال، تُذكر بمنظر طبيعي لثقافة قد زالت. لكن قطع الاراضي في لفتا تُباع برغم انه ليس واضحا من الذي سيهتم بالحفاظ على الينبوع والاراضي الخضراء. بهدي من البناء في "هولي لاند"، يخصخصون في القدس الاراضي الرائعة ويعطونها لمقاولين ذوي اتصالات، يُثرون على حساب الجمهور وعلى حساب الأجيال القادمة.

        كان يمكن القرية ان تصبح رمز الأمل في المصالحة. يعيش كثيرون من ناسها الذين طُردوا وهربوا في 1948 في القدس الشرقية، قرب ارضهم وبيوتهم. محت دولة اسرائيل أكثر من 400 قرية عربية وبُنيت عليها كيبوتسات وقرى زراعية ومدن لليهود فقط. ليس من الضروري الاستمرار في محو ماضي العرب الذين عاشوا في هذه البلاد. يحسن الاعتراف بألم خسارتهم وأن تُقترح عليهم حياة مشتركة في سلام. تُمكّننا لفتا من ان نسأل اللاجئين كيف يرون مستقبل قريتهم.

        كان لسكان لفتا آلاف الدونمات. بُني على هذه الاراضي من جملة ما بُني الكنيست، والمحكمة العليا، ودار الحكومة، والمحطة المركزية والحرم الجامعي للجامعة العبرية في جفعات رام. الآن، وقد بقي 55 بيتا فقط، ومقابر، وينبوع ماء وعشرات اشجار اللوز، ربما حان الوقت لنسأل، أي جوار نبنيه هنا بين اليهود والعرب؟ ما الذي تقترحه دولة اسرائيل على يعقوب وسمية وزكريا الذين وُلدوا وترعرعوا في لفتا؟ وما الذي نقترحه نحن الاسرائيليين الذين وُلدنا وترعرعنا على إنكار الوجود العربي في البلاد، على أبنائنا؟.

        على مبعدة خمس دقائق سيرا على الأقدام من جسر الأوتار عند مدخل القدس تزهر عشرات اشجار اللوز ومئات الازهار ربما لآخر مرة. إن لفتا، وهي القرية التي لم تصبح قرية للفنانين والأغنياء مثل عين كارم أو عين حوض، تقوم في سكونها المتميز، مع بيوتها التي فجر الجيش أسطحها.

        أربما عند أقدام برج بابل الضخم هذا الذي يلتمع في النهار وفي الليل تظل شقائق النعمان تزهر كما كانت هذا الاسبوع؟ قرية صغيرة يجلس فيها اليهود والعرب في المقهى. مكان واحد يُمكّن الاسرائيليين من ان يعرفوا كارثة الشعب الفلسطيني، ويعتذروا ويبحثوا عن سبل لحياة مشتركة في المستقبل.

        الى أن يكون اتفاق سلام يمكن ان يُطلب الى سكان لفتا وكثير منهم مهندسو بناء ومهندسو عمارة ومقاولون، أن يحافظوا على القرية مع تقوية وتعزيز في الحد الأدنى للمباني القائمة، والاعداد معا لخطة للمستقبل.

        ما لم يوجد تحادث بين اليهود والعرب في القدس في مستقبل المدينة، فان كل خطة بناء جديدة هي هدم للأمل. من توصية اللجنة المحلية للبناء الجديد في الشيخ جراح – أم هارون في الاسبوع الماضي حتى خطة لفتا، فان اتجاه البناء على اراضي الفلسطينيين يجب أن يتوقف. عرف المقدسيون كيف يدافعون عن عيمق هتسفئيم، أربما ننجح ايضا في الحفاظ على قرية لفتا – في وضعها الحالي الاخضر الجميل – للأجيال القادمة؟.