خبر ثورة قادمة في الإعلام المصري..ونجوم الجزيرة السابقون يستعدون لقيادة التغيير

الساعة 12:05 ص|21 فبراير 2011

ثورة قادمة في الإعلام المصري..ونجوم الجزيرة السابقون يستعدون لقيادة التغيير

فلسطين اليوم- وكالات

تمور الساحة الإعلامية المصرية هذه الأيام بحراك لم يشهده الفضاء الإعلامي منذ أجيال، مع عودة أسراب الإعلاميين المبعدين، والوجوه التي ناصبها الحزب الحاكم المنحل أمرّ العداء، عن طريق الإقصاء والإلغاء والملاحقة وتهديد الفضائيات الخارجية في حال استضافتها، إضافة إلى تحول الإعلام المصري بعد الثورة إلى حديقة للآراء المختلفة التي تاق وتعطش لها المشاهد المصري والعربي.

وحسب 'القدس العربي' فإن هناك توجها في مصر لإنشاء محطة إخبارية تلفزيونية خاصة تبث على طريقة قناتي 'الجزيرة' و'العربية'، يتولى المسؤولية فيها احد نجوم 'الجزيرة السابقين'، ويعكف رجال أعمال الآن على دراسة ميزانيتها وإستراتيجيتها.

وذكرت مصادر مصرية لـ'القدس العربي'، أن هناك توجها لمناقشة كل القضايا المحظورة سابقا في التلفزيون المصري، مثل الأوضاع في المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الأخرى، علاوة على ليبيا والجزائر وغيرهما، وهي موضوعات لا تقترب منها الفضائيات الخليجية غالبا.

وأكدت المصادر نفسها أن هناك خطة لاستقطاب كفاءات تلفزيونية مصرية تعمل حاليا في محطات خارجية، مثل 'العربية' و'أبوظبي' و'الجزيرة' و'بي بي سي' العربية، سواء للعمل في المحطات الحكومية، أو في المحطات الخاصة الموجودة حاليا، مثل 'المحور' و 'دريم' و'الحياة' التي يملكها مليارديرات، مثل نجيب ساويرس.

نجوم المستقبل الإعلامي في مصر الجديدة سيكونون من الكفاءة المهنية العالية، التي تخرجت من مدرسة 'الجزيرة' غالبا، وغادرتها بسبب خلافات مع رئيس الشبكة السيد وضاح خنفر، وهم حسين عبد الغني، مدير مكتب 'الجزيرة' في القاهرة، ومؤسس إذاعة الثورة المصرية في ميدان التحرير، وحافظ الميرازي مدير مكتبها السابق في واشنطن، ويسري فودة صاحب برنامج 'سري للغاية' الشهير، ومدير مكتب 'الجزيرة' السابق في لندن، إضافة إلى قطب الإعلام الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي ذهب إلى قناة 'الجزيرة' بعد أن سدت في وجهه ستوديوهات المحروسة، وبعد أن منع من الظهور على قناة 'دريم' أو إي قناة مصرية أخرى.

الرجل عاد الآن إلى الفضائيات المصرية بقوة، ولديه 84 مليون مشاهد من مواطنيه، أي أكثر من ثلث مشاهدي العرب، الأمر الذي سيوفر له فرصة الظهور في بلده، حيث يتوقع أن يكون تأثيره داخل مجتمعه اكبر.

أما صاحب 'قلم الرصاص' حمدي قنديل، الذي أوصد النظام المصري القديم كل أبواب الإعلام الداخلي في وجهه، كما طالت يده لمنعه من الظهور بمحطات خليجية وعربية خارجية، مثل المنار والفضائية الليبية، سيجد الباب مشرعا له ليأخذ مكانه في كل الإعلام المصري الجديد.

كل ذلك يسير بموازاة توجه اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، الذي تحول في عصر مبارك والفقي إلى عزبة ومكبر صوت للحزب الوطني للتبرؤ من تداعيات السياسة الإعلامية في عصر مبارك، وإعلانه أن التلفزيون والإذاعة ملك للشعب، وانه بعد انتصار الثورة لن يقدم للجماهير سوى الحقيقة.

ولم يخف معظم الإعلاميين المصريين فضل الإعلام العربي الخارجي كـ'الجزيرة' في مؤازرة عملية التغيير الكبيرة في مصر، ومناصرة الثورة التي واجهت حربا شعواء مما يسمى بالإعلام الحكومي، الذي قاده وزيرا الإعلام الاسبق والسابق صفوت الشريف وأنس الفقي.

إذا هي طلقة إنذار بأن الإعلاميين المصريين الذين عيروا كثيرا بمسألة الريادة الإعلامية قادمون، وبأنهم مثلما كانوا روادا في المحطات العربية الخارجية يمكن أن يكونوا كذلك منافسين أقوياء جدا داخل الإعلام المصري، في ظل توفر شروط الحرية الكفيلة بصعود نجم أي إعلام، فما بالك أن كان إعلاما بحجم ومكانة الإعلام المصري بعد ثورة الشباب.

ويعتقد متابعون للمشهد الإعلامي المصري والتطورات الأخيرة التي طرأت عليه، بعد سقوط الرئيس حسني مبارك ونظامه، أن المال لن يكون العائق في المستقبل لجذب الكفاءات المصرية للعمل في القنوات الخاصة الحالية، أو التي يمكن أن تتأسس في المستقبل القريب، بسبب وقوف مليونيرات خلف هذه المحطات أولا، ووفرة الإعلانات التجارية.

وفوجئ المشاهدون قبل أيام معدودة بالسيد انس الفقي وزير الإعلام المصري السابق يكشف أن مرتب الإعلامي محمود سعد يصل إلى ثمانية ملايين جنيه مصري، أي ما يعادل مليوني دولار أمريكي، أثناء اتصاله بالإعلامي المذكور هاتفيا. وهناك من يقول أن راتب السيدة منى الشاذلي صاحبة برنامج 'الساعة العاشرة' الشهير في قناة 'دريم' يصل إلى عشرة ملايين جنيه إسترليني، وهي مرتبات ضخمة تتواضع أمامها رواتب كبار المذيعين في محطتي 'الجزيرة' و'العربية'.

السيد هيكل بات ضيفا دائما على قنوات الإعلام الرسمي والخاص في مصر، وكذلك الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار العلماء الذي أم المصلين يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير، ونقلت خطبته معظم القنوات المصرية إلى جانب قناة 'الجزيرة'، وتردد انه تلقى عرضا من محطة مصرية لتقديم برنامج أسبوعي مماثل لبرنامج 'الشريعة والحياة'، الذي يقدمه حاليا كل يوم احد عبر شاشة 'الجزيرة'.

تأثير الإعلام المصري بعد تحريره ربما يمتد أيضا إلى القنوات الفضائية اللبنانية التي تسللت إلى الأسواق الخليجية والسعودية بشكل خاص، للحصول على حصة من الكعكة الإعلانية.

مجالات المنافسة ستمتد أيضا إلى قطاع الدراما التلفزيونية، وهيمنة الدراما السورية ربما تتراجع في ظل عودة الدراما المصرية إلى عهودها الذهبية مثلما يتوقع الكثير من النقاد. ففي مصر ممولون وكفاءات عالية تملك تراكما عميقا في هذا الميدان، وتستطيع أن تبدع في ظل وجود مناخ الحرية.