خبر ليسافروا الى المغارة -هآرتس

الساعة 09:18 ص|20 فبراير 2011

ليسافروا الى المغارة -هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: يؤيد الكاتب ان يزور الطلاب اليهود الصغار الخليل ومغارة الماكفيلا ليروا بشاعة الاستيطان اليهودي في تلك المنطقة - المصدر).

        وقع علينا رعب مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي). سيقع طلاب اسرائيليون غافلون أنقياء ضحية فرية دهاء من وزير التربية. "سيُرغموهم" على ان يروا بأعينهم مغارة الماكفيلا. انقضى العهد الذي كان الطلاب فيه يعرفون المغارة من الصور الساذجة لرسامي القرن التاسع عشر، التي زينت المغارة بصور فلاحين قدماء وربما شجرة نخل. إن عذريتهم الطرية ستُنتهك بيد فظة، عندما يرون يهودا يُصلون قرب قبور الآباء والأمهات. ولن يعرفوا كيف احتُلت المغارة على أيدي هؤلاء اليهود، وربما يعتقدون، والعياذ بالله، ان هذه المغارة ذخر اسرائيلي، وجزء من السيادة المتوهمة التي تفرضها اسرائيل على المناطق المحتلة.

        ليسافروا وليروا. ثم لينطلقوا بعد ذلك ايضا الى كريات اربع والى بيت هداسا والى حي أبينا ابراهيم. ليست هذه مواقع جنسية يجب تحذير الاولاد منها. ما الذي نعتقده، هل نعتقد انهم اذا لم يروا فسيُقضى على الشعور القومي؟ هل تتلاشى الفاشية؟ ليسافروا وليروا. لانهم سيمرون قرب مغارة الماكفيلا ايضا – وكيف لا يمكن ذلك – بسور الفصل الذي يطوق بيت لحم وظاهر الخليل، وقرب الصفوف على الحواجز، وسيرون حوانيت السوق في الخليل التي أُغلقت بطلب من المستوطنين.

        ما الذي يعرفونه عن الخليل الآن؟ إن من يعتقد ان كريات اربع وبناتها الغازيات جزء من دولة اسرائيل لن يُغير رأيه في أعقاب النزهة، ومن لا يعرف الورم الخبيث الذي أحدثه الاستيطان اليهودي في قلب المدينة العربية فلن يعرفه على نحو أفضل من أفواه معلميه، الذين لم يُجهدوا انفسهم حتى الآن في التحدث اليه عنه. سيستمر في تنمية الشعور بأن مغارة الماكفيلا هي قدس الأقداس، وعندما يبلغ فقط ويستطيع السفر اليها بنفسه، أو ربما مع الوحدة العسكرية التي سيخدم فيها، فسيرى لاول مرة الموقع. وماذا سيحدث آنذاك؟ هل أصبح وهو بالغ أقل قومية أم أكثر قومية؟.

        ليسافروا وليروا ايضا فظاعة العقار التي تسمى جبل أبو غنيم، وافرات وتقوع، ونوكديم وغوش عصيون. وليفهموا ان غوش عصيون ذاك ليس بيوتا قليلة يمكن ازالتها بضربة كف الجرافة، بل هو منطقة متعددة الشعب، سيكون مستقبلها معلقا بعد عدة سنين بهؤلاء الزوار الصغار. لان مغارة الماكفيلا وغوش عصيون لا يوشكان ان يبتعدا عن حياتهم في الزمن القريب. لن يكون من الممكن بعد خداع الطلاب بأفكار عن حلول سحرية – لا من قبل اليمين ولا من قبل اليسار.

        إن الدعوة الى منع زيارة مغارة الماكفيلا تشبه الدعوة الى الجهل. إن أضرار وزير التربية وأشباهه في الحكومة كبيرة جدا داخل الصفوف المحصنة، تلك التي لا ينفذ فيها الجدل الفكري ومرأى العيون، اللذين يمكن ان يثيرهما في تلميذ واحد التساؤل أو ربما الانتقاد.

        صحيح، يوجد خوف كبير من أن يسمع الطلاب الرواية القومية فقط عندما يأتون لزيارة مغارة الماكفيلا، ويعلمون بالتلاعب اليهودي فقط بالعدل التاريخي. لكن ثمة احتمال ايضا ان يعرف أحد المعلمين كيف يعرض عليهم الحقيقة الاخرى. ربما يكون الى جانبهم شخص ما يجعلهم يسألون المرشدين الموجهين عددا من الاسئلة: مثل، لماذا لا يستطيع المسلمون أن يُصلوا دائما قرب قبر ابراهيم الذي يُعد ايضا "أباً" عربيا لا يهوديا فقط؟ ولماذا نُظفت المنطقة قرب مغارة الماكفيلا من العرب؟ ربما يعرف بعض المعلمين ايضا كيف يُعدون الطلاب اعدادا مناسبا لهذه الزيارة.

        إن ارادة منع الطلاب من زيارة مغارة الماكفيلا تشبه ارادة منع الطلاب الامريكيين من زيارة محميات الهنود الحمر، لئلا يُبين لهم مرشدوهم أن هذه هي صورة الحياة الانسانية التي منحهم إياها الامريكي الابيض.

        إن الدعوة الى معارضة زيارة مغارة الماكفيلا، علاوة على كشفها عن الوكالة على الطلاب، هي اظهار عظيم الأثر لخيبة أمل موجودة عند الجمهور في مواجهة السيطرة المسرعة للأفكار العنصرية والفاشية، التي تُطبخ في أدمغة ساسة من اليمين.

        ليسافروا اذا الى المغارة وليروا. ليلتفوا بعلم اسرائيلي، ولينشدوا نشيد الأمل، وليبصقوا على عربي عارض ولينتقموا لدم باروخ غولدشتاين. لا يمكن سجن الفاشية في فصل دراسي. يجب إبعاد ساعر لا مغارة الماكفيلا.