خبر تحدثوا الى الحاسوب.. هآرتس

الساعة 10:37 ص|18 فبراير 2011

تحدثوا الى الحاسوب.. هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: ثورة الاتصالات الحديثة وقدرتها على تغيير الاوضاع السياسية السيئة في العالم كله - المصدر).

أريد من اجل التغيير أن أكتب شيئا متفائلا. تعلمون ان الزمن ليس لمصلحتنا بالضرورة، كما نُحب ان نشكو في ليالي الجمعة ونحن قاعدون حول المكسرات والسلطات والفودكا. سيوجد دائما في هذه المجموعة من يقول ان الاستخبارات لم تتنبأ (مرة اخرى) بالثورة في مصر، وسيوجد في مقابلته من يقول ان الاستخبارات تنبأت بهذا منذ زمن. وسيقع جدل في مبلغ كون اهود يعاري ثقة. ولن نتحدث عن فؤاد بن اليعيزر الذي أجرى اللقاءات الصحفية مع جميع القنوات عن "مكالمته الهاتفية" مع مبارك، الذي كان بحسب تقارير وسائل الاعلام شبه مغشي عليه وليس في وضع تلقي مكالمات هاتفية. ثمة من يتساءلون ألن ينفذ الجيش المصري، الذي تحمل مسؤولية اعادة النظام كما كان، انقلابا عسكريا محكما في واقع الامر بذريعة ان الدستور لم يتم تغييره؛ وكيف ستسلك مصر مع اسرائيل، وما معنى سلسلة الاضطرابات في الدول المسلمة في المنطقة.

الثورة الحقيقية هي في استيقاظ قوة الاتصالات الحديثة – فيس بوك وتويتر وغوغل – التي تشكل معا أداة لكل من له اصبع ينقر بها الأزرار ليغير بذلك نظم العالم. هذه هي القوة التي تهدد مصير نظم حكم يريد الجمهور أو لا يريد خيرها.

كان الطاغية الروماني تشاوسيسكو آخر من تبين انه لم يعد للطغاة مثله شرفات للخطب. تعلم الشعوب المضطهدة اليوم، انه يتبين لها بنقرة على الزر مبلغ كون وضعها بائسا. إن قادة الشرفات ومكبرات الصوت المتوحشة، الذين يسيطرون بتخويف شعوبهم، كانوا أوائل الضحايا لموجة التسونامي التكنولوجية التي لم يعد شيء بعدها من نصيب هواة قلّة. في الدول الأكثر شمولية أخذ يقل الخوف من انتقام الحكام. إن نقرة على زر الحاسوب قد تسقطهم حجرا بعد حجر كما في لعبة الدومينو.

لم تعد اجهزة الاستخبارات هي عنصر المعلومات الوحيد. لم يتنبأ أي منها بالانتفاضة في تونس ومصر واستمرار ذلك في اليمن والجزائر والبحرين وايران. شاهد كل ايراني في الانترنت المشهد المُزعزع، عندما قتل حرس الثورة امرأة بدم بارد وقمعوا الانتفاضة التي صرخت من اجل الحرية. لكن يوم آيات الله سيأتي حتما. لا من الخارج بل من الداخل. انه منقوش على الجدار أو في الحاسوب في الأساس.

أهم ثورات الاتصال عملت لمصلحة رئيس الولايات المتحدة براك اوباما. فقد فاز في الانتخابات فوزا عظيما بفضل المعلومات التي تلقاها من الفيس بوك وتويتر – التي تلتف على القنوات السياسية المعتادة. إن نصف المليون من الامريكيين الذين ملأوا الساحة التي أدى فيها اوباما اليمين الدستورية، يثبتون من جاء به الى السلطة في الحقيقة.

يتساءل كثيرون ألن يُغرى الجيش المصري، الذي جعل نفسه مُقرا للنظام حتى تأسيس نظام ديمقراطي، بأن يكون نواة انقلاب عسكري متصل. أو ألن يقفز من وراء جنرال جليل مثل محمد نجيب ذات مرة، شبه عبد الناصر جديد. الخطر موجود لكنني أُقدر أن هذا لن يحدث. إن قوة الفيس بوك لن تُمكّن من هذا.

يقول عضو الكنيست نحمان شاي، الذي عاد من جولة محاضرات قصيرة في لندن، إن اسرائيل واحدة من أكثر الدول حوسبة في العالم – لانه يوجد على الأقل عشرة ملايين نقطة اتصال متنوعة في مملكة الاتصالات. فبنقرة واحدة لمواطن على الزر قد يحث الحكومة على أن تشتغل بالدولة أكثر مما تشتغل بنفسها. لا يُسعدنا أن نسمع وزير الدفاع الذي لا يتجاوز الآن في استطلاعات الرأي نسبة الحسم، يعلن في زيارته للشمال مع رئيس الاركان الجديد ان الجنود سيُدعون في المستقبل الى دخول لبنان مرة اخرى. "يذكرون في حزب الله الضربات التي تلقوها على رؤوسهم في 2006". أتمر هذه الاشارة الحربية بالفيس بوك من غير ان يتذكر في مخزن معطياته ما الذي تلقيناه من الضرب؟.

الزمن لا يعمل في مصلحتنا. سيحل الوقت الذي يبدأ الجمهور يفهم فيه ان حكومته لا تحكم، بل تحارب عن مجرد وجودها. وفي اللحظة التي يفهم ان الدولة التي ليست لها حدود دائمة غير قابلة للبقاء سيحين وقته ليتحدث الى حاسوبه.

في الحقيقة نأمر بعدم الاعتماد على المعجزة، لكن يجوز ان نأمل ان يزول الكابوس الايراني من فوق رؤوسنا لا بطائرات الـ اف 15 لسلاح الجو ولا بصواريخ التوما هوك الامريكية بل بالفيس بوك والتويتر وغوغل.

ـ
اللقاء الاخير والنهاية المذهلة.. اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: التقيت مع مبارك قبل كامب ديفيد 2000 وقال لي انه سيقبل أي اتفاق نتوصل اليه مع الفلسطينيين حول الحرم ودعاني الى عدم إدخال دول اخرى – وفي اثناء المؤتمر سافر الى السعودية وأعلن بأن موضوع الحرم يخص جموع المسلمين. حتى الآن لا أدري ما الذي غيّر رأيه - المصدر).

لقائي الاخير مع الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، جرى في حزيران 2000. عرفته جيدا منذ عهده كنائب للسادات. وقد تميز كمن يقول ما في قلبه، صريح حتى المفاجأة، ذو حس دعابة، لا يتذاكى، لا يتورط في صيغ دبلوماسية ولا يخشى ان تتسرب اقواله. وكان في سياق حديثه يضع، غير مرة، يده على ساق محادثه، مثابة ايماءة صداقة. رجل الشعب.

في حزيران 2000، كوزير عدل في حكومة باراك، التقيت مع مبارك بمبادرة باراك. باراك أراد في حينه ان يصل الى القمة مع كلينتون وعرفات، قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. كلينتون وافق ولكن عرفات امتنع عن ذلك. واعتقد باراك بأن ضغط مبارك على عرفات يمكن أن يُجدي وكان على وعي بالعلاقة الطيبة بين مبارك وبيني.

قبل سفري سألت باراك ما هي تعليماته. فقدم وصفا عموميا لنواياه، ولكنه كان دقيقا في المجال الاقليمي: اسرائيل ستطلب ضم 13 في المائة من الضفة الغربية. كانت هذه النسبة الأدنى التي عرضتها اسرائيل في محادثات رسمية حتى ذلك الحين.

الحديث مع مبارك كان ثنائيا. مبارك كان في مزاج رائق، وعلى عادته استطرد في القصص. رويت له عن رغبة باراك في عقد قمة للوصول الى اتفاق مبدئي مع الفلسطينيين. وشرح بأن عرفات يخشى ان يجد نفسه أمام محور باراك – كلينتون، يضغط عليه للتنازل وأن عرفات يشعر بعدم الراحة في الحديث بالانجليزية في محادثات تستدعي الدخول في التفاصيل. وأضاف بأن عرفات لا يرى نفسه كمن يدير مفاوضات بل كموقع على ما هو مُنجز، يكون قد اتُفق عليه مع أناس كأبو علاء.

وعندها سأل مبارك مع ماذا يأتي باراك الى القمة. قلت له ان باراك سيقترح ضم 13 في المائة من الضفة. القصة غيّرت الحديث. قال ان هذا لن يكفي للتوقيع على اتفاق، ولكن هذا رقم يمكن منه بدء المفاوضات. ووعد بتوصية عرفات بالمشاركة في القمة، الامر الذي قام به بالفعل بنجاح.

ولكن عندها توجه اليه كمن يشيع لي سرا، وطلب الحديث عن الحرم. لا أدري ماذا تقترحون بالنسبة له، شرح، ولكن مهم لي شيء واحد: عليكم ان تجدوا حلا سياسيا مع الفلسطينيين، لا تورطونا بحلول دينية، أعلام خضراء، سيادة الله، ولا تُدخلوا دولا عربية اضافية، هذا سيُحدث مشاكل جديدة فقط. أنا أعد بأن أتعايش مع كل حل تتوصلون اليه. هذه كانت الرسالة. وكان هذا تغيير دراماتيكي عن السياسة السابقة.

بعد عدة ايام بدأت القمة في كامب ديفيد. والاقتراحات التي بُحثت في سياق القدس كانت بالفعل اقتراحات لحل ثنائي. وعندها حصل شيء مذهل لم يسبق ان حصل: في 23 تموز، يوم ذكرى الثورة المصرية، والتي يشارك فيها الرئيس المصري في عدد لا حصر له من الاحتفالات، سافر مبارك الى الملك السعودي، وعقد لقاءا معه، وفي ختامه شارك في مؤتمر صحفي، أعلن فيه عن ان الحرم هو مكان مقدس للمسلمين أجمعين، وان هذا ليس موضوعا سياسيا يُحسم بين اسرائيل والفلسطينيين.

سمعت ولم أصدق. فبعد كل شيء، لست أنا من سأل مبارك رأيه في الحرم. هو الذي تكبد عناء نقل الرسالة. ما الذي دفعه الى مغادرة القاهرة في ذكرى الثورة، في اثناء مداولات القمة، لاصدار بيان مشترك معاكس، مع الملك السعودي؟.

لم أعد اليه أبدا. ليس لدي هنا سوى المعرفة الواضحة بأن المحادثات الثنائية مع الزعماء هي محادثات مشوقة وهامة بالنسبة للمذكرات وليس أكثر من ذلك بكثير.

ـ
التحول الديمقراطي في العالم العربي – مصلحة اسرائيلية.. اسرائيل اليوم

بقلم: دوري غولد

(المضمون: رغم النهج الحذر الذي قد تتخذه اسرائيل بالنسبة للتحول الديمقراطي في العالم العربي، فان انتشارها يشكل تطورا ايجابيا، طالما لا تساعد محافل تعمل على تدميرها- المصدر).

موجة الثورات في العالم العربي، التي بدأت في تونس انتشرت الى مصر، الاردن، اليمن والبحرين، شددت الحاجة الاسرائيلية الى تطوير سياسة تجاه هذه الحركة.

هناك فهم آخذ في الانتشار بانه بسبب قلقها من عدم الاستقرار المتزايد الذي سيوجه في النهاية نحوها، فان اسرائيل تعارض الميل الديمقراطي الجديد. غير ان لاسرائيل مصلحة واضحة في أن ترى الدول في محيطها تتبنى قيما ديمقراطية حقيقية. عمليا، انعدام الديمقراطية في العالم العربي ساعد في تخليد النزاع العربي – الاسرائيلي في العقود الماضية. في السبعينيات من القرن الماضي كتب المستشرق الامريكي مايكل هدسون، من جامعة جورج تاون عن "ازمة الشرعية" التي أثرت على العالم العربي.

ولما كان الزعماء العرب لم ينتخبوا بشكل ديمقراطي كان هناك دوما السؤال لماذا ينبغي لمجتمعاتهم أن تقبل بهم وان تطيع قوانينهم. الحكومات العسكرية التي قامت في مصر، في سوريا وفي العراق بقيت في الحكم اساسا بفضل استخدام المخابرات. كما أنها كرست نفسها لاهداف تجعلها تنال التأييد الشعبي.

وكنتيجة لذلك كان هناك موضوعان شددت هذه الحكومات عليها: الوحدة العربية (حتى منتصف الستينيات) والكفاح ضد اسرائيل. هذه كانت الاوتار التي عزفت الحكومات عليها كي تعظم شرعية النظام.

هذه الاستراتيجية السياسية كانت حيوية على نحو خاص بالنسبة لدول عربية، كسوريا والعراق، حيث ان سكانهما ليسوا متجانسين، ويسيطر عليهم نظام أقلية مكروه واغلبية السكان في الدولة رأوا في انظمتهم انظمة غير شرعية.

حتى اسقاط صدام حسين، كانت هاتان الدولتان هما الاشد تطرفا في كل المنطقة. الرئيس السوري بشار الاسد قالت لصحيفة "وول ستريت جورنال" في 31 كانون الثاني من هذا العام انه لا يقف امام المشاكل التي وقفت امامها مصر وذلك لانه ليس لديه علاقات دبلوماسية وثيقة مع اسرائيل. بتعبير آخر، اعترف الاسد في أن العداء المتواصل تجاه اسرائيل تشكل بالنسبة للانظمة العربية شبكة امان سياسية تساعده على البقاء في الحكم.

كما أن النزاع ساعدهم على صرف انتباه مواطنيهم عن الانتقاد للحكم.

في الاسبوع الماضي دعا حاكم ليبيا، معمر القذافي اللاجئين الفلسطينيين في ارجاء العالم الى غمر شواطىء اسرائيل، على سبيل الفرار من مواجهة الدعوات للاصلاح السياسي في ليبيا. "علينا أن نخلق أزمة في العالم"، قال صراحة.

قوى مناهضة للديمقراطية

رغم أن الانتقال الى الديمقراطية في العالم العربي يمكنه أن يساعد على انهاء النزاع العربي – الاسرائيلي فان الفترة الانتقالية الى حكومة انتقالية مليئة بمخاطر كبرى.

لشدة الاسف، توجد اليوم قوى مناهضة للديمقراطية في العالم العربي تأمل في استغلال الانتخابات للاستيلاء على الحكم. الاخوان المسلمون في مصر يحاولون تصعيد نفوذهم في البرلمان المصري منذ التسعينيات، ولكنهم غير ملتزمين بالديمقراطية.

المرشد الاعلى السابق للاخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف، كشف النقاب عن رأيه في الموضوع في العام 2007، حين قال ان الاسلام وحده هو "الديمقراطية الحقيقية". وقال لـ البي.بي.سي في ذاك الوقت ان الديمقراطية الغربية "غير واقعية" و "زائفة".

وهكذا، في انتخابات لا تتضمن التزاما مسبقا بالديمقراطية والسلام يمكن أن تؤدي الى نتائج تكون بالضبط عكس ما يتوقع منها الغرب.

في 2006، الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني ادت الى انتصار حماس. ومتشجعة من انتصارها الانتخابي، صعدت المنظمة هجمات الصواريخ ضد التجمعات السكانية في السنوات التالية لذلك، مما ادى الى حملة "رصاص مصبوب" في نهاية العام 2008.

من ناحية تاريخية، سعت الديمقراطيات الى الدفاع عن نفسها من أوضاع كهذه من خلال رفض القوى التي لا تقبل بالفرضيات الاساس للديمقراطية ومن شأنها أن تضعضع الساحة الديمقراطية اذا ما صعدت الى الحكم. لدى الجمهورية الفدرالية الالمانية قوانين تحظر مشاركة الحزب النازي او الشيوعي في الانتخابات الالمانية.

عمليا، الاتفاق الانتقالي لاوسلو 2 من العام 1995 شدد على أن كل المرشحين، الاحزاب او التحالفات لن يسمح لها بالمشاركة اذا كانت تتبنى العنصرية او تتطلع الى أن تنفذ اهدافها بوسائل غير ديمقراطية (الملحق 2، المادة 3).

ادارة بوش تجاهلت هذه المادة تماما حين ضغطت على اسرائيل للسماح لحماس بالمشاركة في الانتخابات رغم ذلك. عندما يفحص الغرب مسألة الاصلاحات في العالم العربي، واضح ان المطلوب هو معيار متفق عليه للمشاركة في الانتخابات.

لشدة الاسف، كان هناك ميل للتقليل من قيمة النوايات الحقيقية للجماعات المتطرفة مثل حماس والمنظمة الام لها، الاخوان المسلمين. في 10 شباط فاجأ مدير الاستخبارات القومية الامريكية، جيمس كلابر مراقبين سياسيين حين ذهب بعيدا وقال: "تعبير الاخوان المسلمين هو تعبير مظلة لجملة متنوعة من الحركات، في حالة مصر، مجموعة متجانسة جدا، في معظمها علمانية، امتنعت عن العنف وانتقدت القاعدة على اعتبارها تحريفا للاسلام". اذا كانت هذه هي المشورة التي يمكن للشخص الاهم في اسرة الاستخبارات الامريكية ان يسديها للرئيس اوباما، فلا غرو ان البيت الابيض لم يستبعد الاخوان المسلمين كشريك في الحكومة المصرية القادمة. مسموح لاسرائيل الا توافق على هذا التقدير. فبعد كل شيء، المرشد الاعلى للاخوان المسلمين الحالي، محمد بديع، أثنى على الجهاد في خطاباته الاخيرة في ايلول 2010. معظم قادة القاعدة، مثل خالد الشيخ محمد، الذي خطط لهجمات 11 ايلول، مصدرهم في الاخوان المسلمين". رغم النهج الحذر الذي قد تتخذه اسرائيل بالنسبة للتحول الديمقراطي في العالم العربي، فان انتشارها يشكل تطورا ايجابيا، طالما لا تساعد محافل تعمل على تدميرها.