خبر ماذا حدث لتسيبي لفني- معاريف

الساعة 10:10 ص|17 فبراير 2011

ماذا حدث لتسيبي لفني- معاريف

بقلم: روبيك روزنطال

عرض استطلاع للرأي أجراه برنامج "بوبوليتيكا" في القناة الاولى مفارقة، كتعريف الصحفية مزال معلم الناجح. تقود تسيبي لفني حزب كديما الى تفوق أخذ يزداد على الليكود، لكنها تحظى بدرجة سيئة مقلقة من جهتها من الجمهور. والدرجة السيئة بسبب أدائها باعتبارها رئيسة المعارضة. حاولت أن أتذكر عن أي أداء يتم الحديث، وما الذي فعلته تسيبي لفني باعتبارها رئيسة معارضة، وأدّتني الذاكرة الى خطبة "كن رجلا، إنكمش". كان هذا منذ زمن في الحقيقة. وفي واقع الامر، كان انجاز لفني المركزي داخل صفوف كديما. في اثناء ذلك، لم يترك أحد الحزب ولم يعد الى الحزب الأم الليكود؛ ولم يتحد أحد زعامتها، والقصد بطبيعة الامر الى موفاز.

        يبدو هذا النجاح بأنه طريقة صحيحة لبناء القوة داخل الحزب أكثر من ان يكون ثقة بلفني. يصعب على موفاز عندما يقوم الى جانبها حاييم رامون وروني بار أون وتساحي هنغبي وآخرون، ان يبني مركز قوة مضادا ذا شأن. ومع كل ذلك، ما الذي تفعله تسيبي لفني؟ انها تستنسخ طريقة نتنياهو داخل الليكود. فنتنياهو في الحقيقة بيبي جديد، ويحرص على البقاء كذلك ازاء تحطم زميله اهود باراك، الذي بقي باراك القديم ولم يُغيره شيء. حاول بيبي القديم ان يُحرك اشياء الى هنا والى هناك، وأن يحارب هذا وذاك وخسر دائما تقريبا. أما بيبي الجديد فلا يكاد يتحرك. فهو يحرك اجراءات محسوبة، ويتوقع ردا، ويرجع عما فعل، ويمتنع عن كل صراع خفي وجلي وينجح ذلك.

        نتنياهو بعيد عن شعبيته في يوم الانتخابات، لكنه نجح في ألا يُعلَم باعتباره فشلا. يمكن ان نتساءل أهذه هي الزعامة التي تحتاج اليها دولة اسرائيل، لكن في مستوى النتيجة المباشرة ينجح نهج نتنياهو. بيد أن ما ينجح عندما تكون في الحكم وتحتاج الى المناورة بين القوى المتعارضة، غير الممكنة احيانا، لا ينجح عندما تكون في المعارضة. ففي المعارضة يُحتاج الى حضور دائم واضح. فالمعارضة بديل. وهي لا تستطيع أن تكون ليكودا مُحسنا أو مركزا مطورا، ويجب عليها ان تعرض صورة مرآة الائتلاف.

        اذا قال الائتلاف ألِفْ، فعلى المعارضة ان تقول باءْ. واذا عرض الائتلاف تصورا يمينيا، فيجب على المعارضة ان تعرض تصورا مركزيا واضحا على الأقل. واذا سعى الائتلاف الى الخصخصة، فيجب على المعارضة ان تسعى الى مجتمع رفاهة. واذا كان الائتلاف أسيرا في يد شاس، فيجب على المعارضة ان تكون حزبا مدنيا. إن من يجب عليه ان يخط النهج وان يناصره هي الزعيمة. والزعيمة صامتة أكثر الوقت أو تثور على طرق سلوك وتكتيكات وأخطاء مؤقتة لكنها لا تثور على الجوهر.

        أومن ان تسيبي لفني تملك ذلك. بيد انه يبدو انها لا تعمل مع المستشارين الصحيحين. يبدو ان الجميع حولها يسيرون على البيض. ويبدو انها ما زالت لم تدرك انها انفصلت نهائيا عن المعسكر الوطني وعن العائلة المحاربة التي نشأت فيها، وانها تُمثل حزب مركز معتدلا في مواجهة حزب المركز – اليمين المسمى ليكودا. وهي لم تستدخل بقدر كاف حقيقة انها انتقل اليها في ليلة الانتخابات نائبان من ميرتس ونصف نائب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ولن نتحدث عن مصوتي حزب العمل. والنتيجة ان لفني لم تنجح في ان تبني لنفسها صورة زعيمة وطنية في السنتين اللتين كسبتهما بأن تخلت عن السلطة بعد استقالة اولمرت.

        قد لا يكون كل هذا سوى أوهام. فكديما لحم من لحم الليكود، أي ما سموه ذات مرة الليكود الثاني، وتعلم لفني في خفايا قلبها انها هي وموفاز سيفعلان في السلطة ما يفعله نتنياهو بالضبط. فاذا كان هذا هو الوضع، فينبغي ان نفترض ان الناخبين سيفضلون في المستقبل كما حدث في الماضي، الشيء الحقيقي. وفي هذه الاثناء يستطيع نتنياهو الاستمرار في النوم بهدوء.