خبر هكذا تستنبط الشعوب العربية قدرتها على التغيير

الساعة 08:54 ص|17 فبراير 2011

هكذا تستنبط الشعوب العربية قدرتها على التغيير

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

تتسابق الشعوب العربية في كافة أنحاء العالم العربي في إسقاط حكوماتها واحدة تلو الأخرى، فمن تونس وحتى الجزائر ومصر والبحرين وليبيا، مستخدمةً كافة الوسائل السلمية الممكنة لتحقيق أهدافها، ولا تتراجع هذه الشعوب حتى تصل لمبتغاها.

فالشعوب العربية تسارعت منذ بدء الثورة التونسية للإعلان عن غضبها الذي تكنه منذ سنوات لزعماء وقادة ورؤساء بلادهم، فخرجت تعبر عن رغباتها ومطالبها، كالموج الثائر، مطالبين بحقوقهم المسلوبة.

ولكن السؤال الذي تحاول "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الإجابة عنه من خلال هذا التقرير هو المحرك لهذه الشعوب، والدافع لها للخروج والتعبير عن رأيها ومطالبها وقدرتها على صنع التغيير الذي تسعى إليه منذ سنوات.

أمل المهادي (23 عاماً) الطالبة الجامعية، ترى أن الكبت الذي تشعر به الشعوب العربية منذ سنوات جعلها تخرج في حالة غليان تيقنت أنه لن تعبر عنه في أي وقت آخر، طالما بدأت في إحدى الدول العربية.

وأضافت المهادي، أن العرب ملَوا من حالة الركود التي يعيشونها منذ سنوات، وانقشع عنهم حاجز الخوف الذي تملكهم خلال السنوات الماضية، خاصةً وأن ثورة تونس أثبتت للعرب أجمعين أنهم قادرين على فعل المزيد.

أما المواطن عبد الرحمن الحسني (41 عاماً) فيعتبر أن الشعوب العربية، استنبطت شجاعتها من الخوف الذي تملكها، ومن رغبتها في أن تعيش في كرامة، امتهنها القادة والمسؤولين، ومن ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة كان سبب في حدوثها طمع بعض الرجال الذي تملكوا البلاد.

وأوضح الحسني، أن الشباب العربي أصبح لديه إمكانيات وقدرات عقلية وتكنولوجية لم تكن موجودة في السابق، وكثيراً ما كان يُتهم بأنه غير مبالي، فعمل على صنع هذه الثورات التي تثبت عكس ما كان متوقع منهم.

واتفقت معه ميسون المظلوم (36 عاماً)، التي أكدت أن الشباب العربي خرج من رحم الكبت وقلة الوظائف وضعف المستوى المعيشي، ليعلن عن غضبه الكبير تجاه هذه الحكومات، مستخدمين وسائل تكنولوجية ومواقع انترنت متوافرة لديهم، وقد اعتمدوا في ذلك على مساندتهم من أجيالهم السابقة التي شجعتهم على فعل ما عجزوا عن فعله من ثورة ضد حكومات ظالمة.

 

وفي تعقيبه، أوضح الدكتور ناجي شراب الكاتب والمحلل السياسي في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الشعب هو الأساس في التغيير والتأثير، كما أن عناصر القوة تكمن فيه، سواء كانت هذه العناصر مادية أو معنوية.

وأضاف، أنه إذا قام الشعب بالتغيير فهو حق طبيعي وفطري له، لأن الثورة ملك للشعب وتعتمد على عنصرين هامين هما بيئة النظام، وأسباب أخرى كالاتصالات والعولمة والظروف الخارجية المحيطة.

أما بخصوص بيئة النظام، فأشار الدكتور شراب إلى أن بيئة النظام متغيرة ومتحركة، وهي أوسع من النظام نفسه، وهي تسير باتجاه صعودي، وفي حال أصبح هناك انحراف في ممارسة السلطة، ووجد ظلم وفساد فيها، فإنه سيرفضها.

وبين الدكتور شراب، أن الشعب بفطرته يرفض الظلم والاستبداد، والفساد والسلطوية، منوهاً إلى أن دول العالم الثالث لديها ثقافة أبوية وسلطة القمع، حيث أصبحت الدولة أشبه بالغول تمارس قوة القمع تجاه المواطنين، فضلاً عن الثقافة الدينية وليس الدين نفسه، حيث يتم توظيف الدين لصالح الحاكم.