خبر الحكومة الانتقالية التونسية تواجه أول أزمة دبلوماسيّة

الساعة 04:03 م|15 فبراير 2011

الحكومة الانتقالية التونسية تواجه أول أزمة دبلوماسيّة

فلسطين اليوم- وكالات

تواجه السلطات التونسية أول أزمة دبلوماسية مع إيطاليا القلقة من تدفق المهاجرين بطريقة غير مشروعة على سواحلها بعد شهر تمامًا من سقوط الرئيس زين العابدين بن علي.

 

ونظرًا إلى أهمية هذا الملف، وصل وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني مساء الاثنين إلى تونس في زيارة مفاجئة يلتقي خلالها رئيس الوزراء الانتقالي محمد الغنوشي، على هامش رحلة مقررة منذ فترة طويلة إلى سوريا والأردن.

 

كما فرضت القضية نفسها على برنامج وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، التي وصلت صباح الاثنين إلى تونس، في زيارة تستمر بضع ساعات، وكانت تهدف أساسًا إلى تقديم دعم من الاتحاد الأوروبي إلى الإصلاحات السياسية وإنعاش الاقتصاد الأساسي لحسن سير العملية الانتقالية.

 

واكتفت أشتون بالقول خلال مؤتمر صحافي إن "المفوضية في بروكسل على اتصال مع تونس وإيطاليا لمعالجة قضية المهاجرين غير الشرعيين"، وذلك بعدما دعت إيطاليا الاتحاد الأوروبي إلى "تدخل عاجل". وفي مواجهة مشكلة الهجرة غير المشروعة، أعلنت الحكومة الانتقالية الاثنين أنها ترفض بشكل قاطع "أي تدخل في شؤونها الداخلية" أو "مساس بسيادتها"، على حد قول مسؤول في وزارة الخارجية التونسية.

 

وتصاعدت اللهجة بين تونس وروما في نهاية الأسبوع، بعد وصول حوالي خمسة آلاف مهاجر إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة خلال خمسة أيام، معظمهم من التونسيين الباحثين عن عمل في أوروبا. وقال وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني الأحد "سأطلب من وزير الخارجية التونسي أن يسمح لقواتنا بالتدخل في تونس لوقف تدفق اللاجئين. التدابير التونسية (لمنع الهجرة) على وشك الانهيار".

 

غير أن المتحدث باسم الحكومة التونسية أعلن أن هذه الفكرة "مرفوضة". وأفادت منظمة الهجرة الدولية الاثنين عن توقف وصول المهاجرين التونسيين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وسيّر الجيش التونسي دوريات الاثنين في شوارع جرجيس (اكرر جرجيس) في الجنوب، التي انطلق منها المهاجرون بالمئات، إلى إيطاليا.

 

من جهتها، ذكرت السلطات التونسية أنها أفشلت محاولات عدة لمهاجرين غير شرعيين انطلاقًا من سواحل قابس (جنوب). كما أقام الجيش المدعوم من خفر السواحل مركزًا للمراقبة في مرفأ المدينة، وأغلقت ممرات عدة تسكلها زوارق المهاجرين عادة، كما ورد في وكالة الأنباء التونسية.

 

وقال عبد الحميد بطيب (18 عامًا) الذي يحمل شهادة جامعية في الميكانيك إنه "يريد الرحيل بحثًا عن عمل". وأضاف "بسبب الاضطرابات الوضع صعب، أردت أن أجرّب حظي في أوروبا". واتهم ثمانية مهاجرين تونسيين حاولوا الوصول بشكل غير مشروع إلى إيطاليا في 11 شباط/فبراير، الاثنين خفر السواحل التونسيين بإغراق سفينتهم عمدًا، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وفقدان 30 شخصًا في المياه الدولية.

 

وقال أحد هؤلاء الناجين، وهو زياد بن عبد الله (23 عاما)، إن "السفنية أبحرت من منطقة سياحية بالقرب من جرجيس، وعلى متنها 120 راكبًا"، مضيفا أنه "تم إنقاذ 85 شخصًا، وقتل خمسة، ولا يزال 30 آخرون في عداد المفقودين".

 

وأكد سبعة ناجين آخرين هذا الاتهام. وفي جزيرة لامبيدوزا، قال مسؤول في المرفأ إن المهاجرين التونسيين الذين وصلوا إلى الجزيرة سيعودون اعتبارًا من الثلاثاء بعد تحسن الأحوال الجوية. وأوضح هذا المسؤول، الذي فضل عدم كشف هويته، "الثلاثاء سيبدأ الوافدون على الأرجح بالعودة لأن البحر سيكون أكثر هدوءًا".

 

وتذكر مطالب المهاجرين الحكومة بحجم التحرك الاجتماعي الذي يجب أن يقدم إلى المهاجرين، الذين طالبوا في بداية حركتهم الاحتجاجية التي أدت إلى سقوط النظام السابق، بالخبز والعمل. وتونس التي تعتمد إلى حد كبير على الدعم الاقتصادي للأسرة الدولية ستنظم في آذار/مارس في قرطاج مؤتمرًا دوليًا حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية بمساعدة الاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلنت أشتون.

 

وأوضحت أن الاتحاد "سيقدم فورًا 17 مليون يورو لمساعدة الحكومة"، لافتة إلى تقديم 258 مليون يورو بحلول العام 2013. وعبّرت أشتون أيضًا عن أملها في أن تتم المصادقة على "وضع متقدم" لتونس لدى الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة بعد ستة أشهر.

 

واحتفل التونسيون اليوم بمرور شهر على رحيل زين العابدين بن علي. فالجمعة 14 كانون الثاني/يناير عند الساعة 18:00، وبعد 23 عامًا من الحكم بدون منازع، فرّ بن علي (74 عامًا) من البلاد، بعد حركة احتجاجية شعبية، استمرت حوالي الشهر، وأسفرت عن سقوط أكثر من مئتي قتيل.