خبر تصنع تاريخاً جديداً للأمة والمنطقة!../ نواف الزرو

الساعة 02:45 م|12 فبراير 2011

تصنع تاريخاً جديداً للأمة والمنطقة! نواف الزرو

مرة أخرى.. إنه درس: "إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر"..

وقد تعلمت الشعوب العربية الدرس..

فالشعب التونسي أراد الحياة فاستجاب القدر...

والشعب المصري أراد الحياة فخضع القدر لإرادته وثورته..

وأراد إسقاط النظام.. فسقط النظام... وأي نظام...؟!

 

يحق للمصريين إذن، أن يفرحوا بهذا الانتصار التاريخي العظيم..

ويحق للعرب أن يفرحوا معهم..

فقد حطم الشعب حاجر الخوف والرعب...!

فتحطم معه الصنم.. وأي صنم...؟!

وأسقط الجدار.. وأي جدار- صهيوني-...؟!

وسقطت القلعة.. وأية قلعة-صهيونية-...؟!

سقط الجبار المستبد المتكبر...

سقط كبير الفراعنة بحجم "أبو الهول"..

فعلم الشعب المصري- ومن قبله التونسي- الأمة العربية والشعوب المستضعفة المقموعة درسا في التاريخ وإرادة الحياة.. وبأن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر..

 

وفي عظمة الشعب المصري وعظمة ثورته المجيدة تجلى تفاؤل الإرادة الحديدية التي وقفت وراء نهوض وتماسك وإصرار الشعب على التغيير، في مواجهة تشاؤم العقل الذي لم يكن يتصور أنه بالإمكان تحطيم مثل هذه القلعة الأمنية الاستبدادية البوليسية هي الأعتى والأشد حصانة في الشرق الأوسط-- من روح فلسفة انطونيو غرامشي-.

 

 فبعد أن استحضر الشعب التونسي مقدمة ابن خلدون الخالدة التي تتحدث-كما كثفها الكاتب الكبير رشاد أبو شاور- عن "أن الشعب يمكن أن يصمت طويلاً، حتى ليبدو أنه خنع تماما، وما عاد قادرا على رفع صوته محتجا على جرائم الأجهزة الوحشية التي دمرت روح المقاومة والأنفة لديه.. ولكنه كالبركان ينفجر قاذفا النيران المحبوسة في جوفه"، جاء الشعب المصري بثورته العظيمة ليسطرها بحروف من نار ونور ودم..!.

 

فكان الشعب المصري بجملته الفاعل والمؤثر الرئيس في المشهد ليصوغ في المحصلة جملة مصرية عربية مفيدة..

لينفجر البركان المصري قاذفا حممه المحبوسة..

ليرسم مشهدا جديدا...

 وليشكل خارطة طريق جديدة...

 وليكتب تاريخاً جديداً ..

كان حتى اللحظة حلما وأملا للمصريين وللأمة...

 

إنها بالتاكيد نقلة تاريخية من الأحلام والآمال والطموحات إلى الحقيقة وإلى حيز التطبيق على الأرض.. وإلى صناعة التاريخ والمستقبل...

 

إنه تحول تاريخي نوعي من الوزن الثقيل الذي لم يأت في حسابات الإدارتين الأمريكية والصهيونية على السواء..

فشبهت الصحف البريطانية سقوط مبارك بسقوط جدار برلين، فكتبت صحيفة "ذى صن" الواسعة الانتشار "لا حاجة لأن تكون مصريا لتبتهج اليوم، فالمشهد الرائع للسلطة الشعبية وهي تطيح الديكتاتور الفاسد يدفئ كل القلوب"، وصحيفة "التايمز"، تقول"إنها لحظة سقوط جدار برلين لهذا الجيل.. فمصر والشرق الأوسط والسياسة فى العالم العربى تغيرت إلى الأبد"، وصحيفة الجارديان، تضيف:" إنها لحظة تاريخية، تعيد مصر إلى قيادة العالم العربى"،  بينما تحدثت صحيفة "الديلى تليجراف" عن ثورة المصريين التى أنهت 30 عامًا من حكم نظام مبارك قائلة: "إن قوة الشعب صنعت تاريخ مصر، فلقد رضخ الرئيس المصرى أخيرًا أمام حشد إرادة شعبه"، وقالت الصحيفة "إن الدولة اليهودية التى وقفت وراء مبارك بصفته واحدًا من أقرب حلفائها العرب، حتى النهاية باتت فى مأزق".

 

إذن.. -وبشهاداتهم أيضا-، الأمة أمام فجر مصري وعربي وشرق أوسطي جديد..

ولذلك فإن هذه الاحتفالات العارمة على امتداد خريطة مصر والعرب بسقوط الطاغية لها مشروعية تاريخية لم يسبق لها مثيل، فلم ترها الأمة منذ عقود طويلة، هي عقود الظلم والظلام والاستبداد..

 

فلتحتفلي يا مصر..

ولتحتفلوا يا عرب..

فهي فرحة أمة على امتداد خريطة العرب حلمت بتحطيم القيد والانعتاق نحو فجر جديد...

فأخذ الحلم يتحول إلى حقيقة...!