خبر العدوان « الإسرائيلي » على غزة بعدسة غربية

الساعة 06:54 ص|10 فبراير 2011

العدوان "الإسرائيلي" على غزة بعدسة غربية

فلسطين اليوم-وكالات

افتتح المصور الألماني كاي فايدنهوفر معرضاً فوتوغرافياً في لندن بعنوان 'كتاب الدمار' وهو أيضاً عنوان آخر كتاب له. وتتمحور مواضيع الصور حول حجم الدمار الذي خلفه العدوان الصهيوني في غزة عام 2009.

سمحت جائزة التصوير الصحافي التي منحتها شركة 'كارمينياك جيستشن' لفايدنهوفر بالعمل لمدة ثلاثة أشهر في غزة لتوثيق مآسي الضحايا الأحياء، فاستطاع بذلك أن يغوص في تفاصيل الدمار الذي سببه العدوان "الإسرائيلي" وتمكن من التعرف على الكثير من ضحايا الاحتلال بغية التقرب منهم وتفعيل مآسيهم في الصور. وهكذا يلاحظ أن فايدنهوفر اعتمد في صوره على التركيز في ابراز التشوهات الجسدية لضحايا الاعتداء بشكل فني وخلاق كما تظهر الكثير من الصور مشاهد الدمار الهائل الذي سببه العدوان في منازل القطاع وبناه التحتية.

وتتميز أعمال فايدنهوفر الذي في رصيده الآن أربع كتب فوتوغرافية :السلام المثالي، تفاصيل الحياة الفلسطينية بين الانتفاضتين، الجدار ومؤخراً كتاب الدمار، بتسليطها الضوء على الحياة الفلسطينية والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون.

وهذا أدى إلى اعتقاد الكثير من الأشخاص الذين يدعمون "إسرائيل" أن فايدنهوفر منحاز إلى فلسطين، ولكنه نفى ذلك في حديث خاص مع 'القدس العربي' وقال أنه يحاول دائماً أن يتحرر من ضرورة إثبات كلا الجانبين من القصة وعرضها بتوازن وموضوعية كما في الصحف والتلفزيون، في محاولة لتصوير ما يشده ويؤثر به.

وأضاف أن هذا لا يعني بالضرورة أنه منحاز أو متعاطف مع فلسطين أكثر من "إسرائيل" فقد أوضح لـ 'القدس العربي' أنه كان يرغب في الذهاب إلى "إسرائيل" لتصوير الضحايا الإسرائيليين أيضاً بهدف تحقيق نوع من التوازن، ولكنه فضل أن لا يفعل لأنه يعي أنه لن يجد الكثير من الضحايا الصهاينة ولن يجد دماراً هائلا ً في البناء.

 وبالتالي فإن اعماله يمكن أن توحي أنه يقصد عدم المساواة في عرض كلا الوضعين. وأضاف: 'هل من المنطق أن يكون في معرضي صور لـ 50 جريحاً فلسطينياً مقابل جريح صهيوني واحد؟! هذا حتماً سيشير إلى أني منحاز لجهة معينة وأنا لا أريد ذلك'.

ويلاحظ في صور فايدنهوفر تركيزه على المباني المهدمة وتصويرها مع الدقة المعمارية حيث تضيف الأضواء الحزينة التي استعملها شيء من بقايا أهلها، كأنها تحكي قصصهم أو تنوح عنهم بالصراخ أو ربما بالصمت.

كما أن الدقة في تصوير هذه المباني المدمرة تظهر نتائج القوات المتفجرة والرصاص الذي أصابها كالمنازل التي انهارت اثر الألغام والحرائق والقذائف.

وفي الصورة التالية التي تعرض في المعرض ، تظهر بقايا من منزل في عزبة عبد ربه شرق غزة بعد أن دمره الجيش الإسرائيلي. الإبداع الفوتوغرافي لفايدنهوفر في هذه الصورة ألبسها ثوباً جديداً حيث تبدو محكمة بأضواء قاتمة وتبدو السماء فيها كئيبة تفتقر إلى الصفاء والحياة تماماً كما أصبح المنزل بعد سقوطه.

وفي المقابل هناك صور لأطفال، رجال وأمهات تركت الحرب على أجسادهم بصمات العدوان والقهر والدمار. وفي هذه الصور يبرز فايدنهوفر تشوهاتهم بطريقة مباشرة ويروي قصة كل شخص منهم في الشرح المرافق للصورة. فالصورة المرافقة مأخوذة من المعرض وهي صورة لطالبة فلسطينية من حي التفاح في مدينة غزة.