خبر الغزيون يلتزمون شاشات التلفاز ويؤكدون مصر ليست مثل تونس

الساعة 03:14 م|01 فبراير 2011

الغزيون يلتزمون شاشات التلفاز ويؤكدون مصر ليست مثل تونس

فلسطين اليوم: غزة - خاص

تشكل مصر لدى سكان قطاع غزة مكانة خاصة عن باقي الأقطار العربية منذ قديم الزمان وذلك بسبب الارتباط الذي يجمع الطرفين ببعض بحكم الموقع الجغرافي الذي فرض هذه العلاقة القوية والمتينة من تاريخ طويل بين البلدين .

فقد شكلت مصر الوجهة الاولى للفلسطينيين عقب نكبة 48 ، حيث استقر بها آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وتزوجوا من بناتها واستقروا بها إلى وقتنا هذا وحظوا بالرعاية من قبلها، كما كانت الجامعات مفتوحة أمام الفلسطينيين وأعفوا من الرسوم الدراسية بخلاف الأجانب من الأقطار الأخرى قبل أن يتم إعادة فرض الرسوم من جديد، كذلك تعتبر مصر الوجهة الأولى لسكان قطاع غزة في تلقي العلاج في مستشفياتها. بالإضافة إلى أن الكثير من النساء المصريات يعشن في قطاع غزة بعد أن تزوجن من فلسطينيين، وهو ما زاد من قوة العلاقة بين الطرفين. هذه العوامل وغيرها جعلت العلاقة بين الفلسطينيين والمصريين أقوى من أي علاقة تربط الفلسطينيين بغيرهم.

وعلى ذلك حظيت الأحداث في الساحة المصرية باهتمام كبير من قبل الفلسطينيين عامة وسكان قطاع غزة خاصة، بحيث أصبحت الأحداث في مصر حديث الشارع، في السيارات في الجلسات الخاصة بين الأصدقاء، بالإضافة إلى اعتكاف الناس أمام شاشات التلفزة الفضائية متنقلين بين القنوات الإخبارية التي تتابع الأحداث في مصر على مدار الساعة كالجزيرة والعربية والعالم والبي بي سي والنيل للأخبار وغيرها من القنوات. وهو ما لم يكن واضحاً أثناء ثورة الياسمين التي حدثت في تونس على مدار شهر كامل انتهت بالاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.

أبو أحمد يقول لمراسل فلسطين اليوم، منذ يوم الجمعة الماضي وأنا أتابع الأحداث في مصر من ساعات الليل حتى الصباح عبر القنوات الفضائية، موضحاً أن لمصر مكانة خاصة عنده حيث تلقى تعليمه الجامعي في جامعة القاهرة أواخر السبعينات من القرن الماضي.

وأعرب عن أسفه لما يدور في مصر من تخريب واعتداء على الممتلكات وخاصة الأثرية منها، كالمتحف الذي تعرض للهجوم من قبل مجموعات خارجة عن القانون والأعراف، وأشاد بعروبة مصر ومكانتها التاريخية على مر العصور وموقفها من القضية الفلسطينية. وأعرب عن أمنياته بأن تمر هذه المرحلة على الشعب المصري بأقل الخسائر وبما يحقق أماني الشعب المصري .

وفي نفس السياق قال أبو خالد لمراسل فلسطين اليوم أنه دائم الاتصال بأهله في مصر للاطمئنان عليهم ، وأشار إلى أنه ولد في مصر وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مصر قبل أن ينتقل إلى اليمن لتعلم العسكرية والالتحاق بجيش المنظمة. وأضاف أنه لا يستطيع مغادرة شاشة التلفزيون لمتابعة ما يدور على الساحة المصرية، تلك الساحة التي ولد وترعرع بها. وقال:" منذ بدء الأحداث في مصر وأنا مشحون وغاضب وكل أمل ان تعيد مصر مكانتها الكبيرة في المنطقة .

وأضاف من حق الناس والشعب المصري التعبير عن رأيه، وكذلك له الحق في تعيين من يمثله، إلا أن الأمور تجاوزت ذلك الحق من خلال مخطط واضح يهدف لحرف المظاهرات عن هدفها فانتشرت الفوضى وأعمال السلب والنهب الأمر الذي تم تداركه بسرعة من قبل اللجان الشعبية .

بدوره قال المحلل السياسي أكرم عطالله لـ فلسطين اليوم:" ان مكانة مصر بالنسبة لقطاع غزة يجعل من سكانه يتابعون عن كثب التطورات على الساحة المصرية، وأوضح أن الزلزال في مصر أولى هزاته ستظهر في قطاع غزة، وأشار إلى أن الأقدار شاءت أن يرتبط القطاع بمصر عبر التاريخ فهي تمثل بوابته الوحيدة على العالم.

وأوضح أن الجيش المصري دفع دماً في شوارع قطاع غزة دفاعاً عنه من قبل المحتلين.

وأوضح أن الارتباط في السنوات الأخيرة أكبر من الارتباط الروحي، ومثلت مصر للقطاع مصدر الحياة في كل شيء من صحة وتعليم وسياحة بحيث أصبح القطاع يعتمد كلياً على مصر، وهو ما يجعل من المواطن في غزة يتابع كل ما يجري على الساحة المصرية ولسان حالهم يقول "حمى الله مصر وشعب مصر".