خبر شكرا لك يا اهود.. معاريف

الساعة 10:49 ص|26 يناير 2011

بقلم: شلومو بوحبوط

ورئيس مركز السلطة المحلية في اسرائيل

(المضمون: أعطى اهود باراك حزب العمل باستقالته الفرصة لتجديد نفسه ليعرض نفسه مرشحا أهلا لقيادة الدولة - المصدر).

يشبه حزب العمل شجرة كبيرة جذورها في الارض أسفل أسفل. تبدو ذُؤابة الشجرة للناظر جافة ذاوية، لكن تسميدا صحيحا وتشذيبا للأغصان الجافة سيفضيان الى نمو وإزهار من جديد. سمّى باراك نفسه "استقلالا". وقد منح حزب العمل الاستقلال أكثر مما أحرزه لنفسه الى درجة تمهيد الطريق لبعثه من جديد. إن الحزب الذي أفضى بخلاف جميع الاحتمالات الى استقلالنا والى نهضة الشعب اليهودي، يحظى بنهضة من جديد بمسار يبدو مثل سيناريو يكرر نفسه شيئا ما.

أنا أشكر لاهود باراك، لا بلسان السخرية لانه تحمل المسؤولية ومكّن حزب العمل من النمو من جديد. الكرة منذ الآن في يد حزب العمل. تغير المزاج العام وأصبحت رياح الخير تهب حوله. يجب على اعضاء حزب العمل ان يعرفوا كيف يستغلون الفرصة. كيف يفعلون هذا؟ يخطون خطوة الى الوراء لا الى الأمام. أريد أن أقول ان يتبنوا سياسة الحزب حينما كان في ذروة مجده في بداية التسعينيات. ومن اجل فعل هذا يجب عليهم جميعا ان يتفقوا على ان الهدف ليس اختيار رئيس بل صوغ حزب. أن ينشئوا عملا مشتركا، وان يختاروا علما، وأن تُدبر اموره الحزبية على نحو سوّي، وأن تُجدد العلاقة بالميدان. أن يؤسس الحزب كما يؤسس حزب جديد.

المهمة العاجلة المباشرة هي اعادة بناء الحزب بصفته منظمة. وأن يُرسم عمل عملياتي بحسب خطة عمل. يجب على الاعضاء ان يفهموا ويعلموا ان السياسة الداخلية مهمة لكن من يشتغل بها الآن سيدفن الحزب الى الأبد واحتمالاته ايضا. يجب على عناصر التنظيم ان تعمل في تخصص لبناء قاعدة المنظمة في حين يكون الاعضاء السياسيون مشغولين بتجنيد الناس والموارد. يجب اعلام حزب العمل بعلامة من جديد مع كل ما يحمل هذا من معنى. الامكانات اليوم كثيرة ويملكون الأدوات كلها. مستقبله أمامه.

ينبغي تجديد العلاقة بالميدان وزيادة التأثير المباشر في رفاهة سكان دولة اسرائيل في جميع مجالات الحياة. تنبغي العودة قليلا الى الوراء والعمل كما كان الامر في الماضي. يجب على حزب العمل ان يجدد مؤسسات تتصل بالجمهور بمنح الخدمات. وينبغي بطبيعة الامر ملاءمتها مع الواقع المتغير القائم. لكن ليس من الممتنع تجديد حركة شباب، ونوادٍ جماهيرية ومنازل يومية وخلايا طلاب، وأن يُجند من جديد نشطاء اجتماعيون وأناس أحياء، وأن يتم تجديد النقاش الفكري لمسألة ما هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأن يكونوا فما للطبقة الوسطى المتأكلة.

من المناسب ومن الواجب تجديد عمل مكتب الحزب الذي كان يبحث في الماضي في كل يوم خميس شؤونا اجتماعية، وتحليل الميزانية ووجود طرق لتقوية طبقات مختلفة من السكان. يجب على كل عضو كنيست ان يتحمل مسؤولية عن منطقة أو عن طائفة مختلفة من السكان وان يعمل بحسب خطة عمل يتم تقريرها.

سيتدفق بسبب اعلام صحيح ومضمون مصبوب مع العمل في الميدان على الحزب عناصر نوعية وفيها أناس حياة عامة ورؤساء بلديات ورجال اعمال ومثقفون وغيرهم. آنذاك سيصبح الحزب ناضجا مستعدا لانتخاب رئيس يكون مرشحا حقيقيا لرئاسة الحكومة. فاذا لم يفعل هذا فسيعود سريعا جدا ليشغل نفسه بالسياسة الصغيرة والشلل والحروب الداخلية.

يجب على الحزب الذي انشأ الدولة أن ينقذها من انهيارها وأن يُعيد أهلية الحكم إلينا.