خبر مقتل ضابط شرطة واثنين من المتظاهرين والغضب يعم معظم المحافظات

الساعة 08:08 م|25 يناير 2011

مقتل ضابط شرطة واثنين من المتظاهرين والغضب يعم معظم المحافظات

فلسطين اليوم : وكالات

قتل ضابط شرطة واثنين من المتظاهرين خلال اشتباكات بين الشرطة المصرية ومتظاهرين غاضبين في عدة محافظات مصرية شهدت تدفقا لعشرات الآلاف من المصريين، في إطار "يوم الغضب" الذي يأتي احتجاجاً على "القمع والفساد" وللمطالبة بالتغيير.

 

وقد شهد حي المهندسين بالعاصمة أكبر هذه المظاهرات التي قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف بعد انضمام ذوي الناشطين المتظاهرين, بينما اندلعت مظاهرات احتجاج أخرى في ميدان عبد المنعم رياض، وأمام دار القضاء العالي، ودار الحكمة بشارع القصر العيني، فضلاً عن مظاهرات في مدن طنطا والمحلة والإسكندرية ودمياط والمنصورة والسويس والمنيا وأسيوط.

 

وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير بوسط العاصمة يعتزمون المبيت فيه, رافعين شعارات تندد بالفساد والاستبداد.

 

وكانت أبرز المظاهرات الأخرى بالقاهرة في منطقة روكسي بمصر الجديدة القريبة من مقر إقامة الرئيس حسني مبارك، والتي قادها مجموعة من النشطاء منهم الخبير العالمي في الهندسة الدكتور ممدوح حمزة.

 

كما نظم آخرون مظاهرة قادها عشرات النشطاء معهم محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أمام مقر الشهر العقاري في شارع رمسيس، ومظاهرات متفرقة أمام قصر العيني ونقابة الأطباء قرب البرلمان.

وتجمع أكثر من ألفي شخص من الأحزاب والقوى السياسية المصرية أمام مجمع التحرير، مطالبين الرئيس مبارك بالرحيل. وطالب المتظاهرون برحيل حكومة أحمد نظيف وتغييرها بالكامل، وهاجموا قيادات الحزب الوطني.

 

كما انتقد المتظاهرون وزير الداخلية المصري حبيب العادلي، ونددوا بالسياسات "القمعية" للوزارة وللأمن المصري وطالبوا بتعديل الدستور.

 

وردد المتظاهرون هتافات ضد مبارك استلهاما لاحتجاجات التونسيين التي أسقطت رئيسهم زين العابدين بن علي هذا الشهر.

 

وهتف متظاهرون أمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة قائلين "يسقط يسقط حسني مبارك"، و"يا جمال قول لأبوك كل الشعب بيكرهوك", في إشارة إلى جمال مبارك نجل الرئيس المصري والذي يعتقدون أنه يجري إعداده لتولي الرئاسة خلفا لوالده البالغ من العمر 82 عاما.

 

وذكر شهود عيان أن مناطق إمبابة والمطرية وشبرا وميدان مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية ومنطقة كورنيش النيل شهدت وجودا أمنيا مكثفا منذ الصباح الباكر.

 

كما شهدت محافظة الإسكندرية مظاهرات مماثلة تركزت في منطقة الرمل, حيث ندد الآلاف بالرئيس مبارك.

 

وفي مدينة السويس هتف المتظاهرون قائلين "بن علي بيناديك، فندق جدة مستنيك", في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي من بلاده إلى السعودية في وجه مظاهرات احتجاج عنيفة.

 

كما رددوا هتافات تقول "حكم الأب باطل, حكم الأم باطل، حكم الابن باطل", في إشارة إلى مبارك وقرينته وابنه, حيث يقول مصريون إن سوزان مبارك تتدخل في شؤون بلادها السياسية.

 

وفي مدينة المنصورة, أحاط محتجون بصورة كبيرة مرفوعة لمبارك ورددوا هتافا يقول "باطل باطل", وقال شاهد إن المحتجين حاولوا تحطيم الصورة لكن قادة لهم هتفوا "سلمية سلمية".

تدخل أمني

وتشير الأنباء الواردة من العاصمة المصرية إلى أن قوات الأمن المحتشدة منذ الصباح لم تتمكن من منع المتظاهرين من الوصول إلى الأماكن العامة، حيث استخدمت في وقت لاحق الهراوات وخراطيم المياه وقنابل الغاز.

 

وقد سقط مصابون في الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين, حيث قال مصدر أمني لرويترز إن اللواء عبد الرؤوف عادل مساعد مدير أمن محافظة السويس ورئيس مباحث قسم شرطة مدينة السويس عاصمة المحافظة الرائد محمد عادل أصيبا بحجارة رشقها محتجون. كما أصيب خمسة متظاهرين على الأقل.

 

وتشير رويترز إلى أن مظاهرات يوم الغضب تعد اختبارا لمدى إمكانية تحويل النشطاء رسالتهم عبر الإنترنت إلى واقع في الشوارع.

 

وقال مشاركون في المظاهرات ان قوات الأمن المركزي لم تتعامل بشراستها المعهودة مع المتظاهرين حتى الآن رغم اعتقالها عددا منهم.

 

يشار إلى أن وزير الداخلية حبيب العادلي قال في مقابلة مع صحيفة الأهرام إن "الأمن قادر على ردع أي خروج أو مساس بأمن المواطن ولن يتهاون على الإطلاق في حالة المساس بالممتلكات أو الإخلال بالأمن، لكن الشرطة ستقوم بتأمينهم وحمايتهم في حالة ما إذا كانت تلك الوقفات للتعبير عن الرأي".

 

في حين ذكر مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية أنه لا مانع من مبيت المواطنين في الميادين والشوارع، بشرط عدم الإخلال بالنظام العام أو تكدير السلم أو أمن المارة وعدم تعطل حركة السير والمرور، حسب قوله

وأضاف المصدر أن الشرطة ستستمر في التعامل مع المتظاهرين في إطار السماح لهم بالتعبير عن رأيهم واحتجاجهم في إطار من الشرعية والقانون، مشددًا على أنه سوف يتم التعامل بحزم وقوة في حالة الخروج عن الشرعية.

وأكد المصدر أن جميع أفراد الشرطة الذين نزلوا إلى الشوارع للإشراف على تأمين المظاهرات، ولم يمسك أحدهم عصى أو درعًا، حسب قوله، كما لم يعتدوا على متظاهر.

وشدد المصدر على أن الداخلية تتعامل مع الأمر باعتباره "أزمة تمر بها البلاد، وليس الحكومة أو فئة بعينها"، وتابع: "نناشد وسائل الإعلام بمراعاة المصلحة العامة بمصر وعدم الانسياق وراء شائعات القصد بها تخريب البلاد".

ونفى المصدر ما تردد عن وفاة أحد أفراد الشرطة، إلا انه أكد إصابة 7 ضباط و30 فرد أمن بالقاهرة والجيزة، وقال إن حالتهم مستقرة ولا تدعو للقلق.

وقال مصدر أمني آخر: إن تعليمات وزارة الداخلية شددت على حماية المتظاهرين ما دامت المظاهرة سلمية، نافيًا اعتقال متظاهرين، وقال: إن حالات الاختفاء التي يتم نشرها على المواقع الالكترونية لا أساس لها من الصحة.

وأضاف المصدر أن أجهزة الأمن لم تعترض على نزول المواطنين للشارع للتعبير والتظاهر السلمي، "لكن بعض المتظاهرين اندس بينهم فئة تحرضهم على العنف واعتدوا على رجال الأمن، إلا أن اعتداءهم قوبل بضبط النفس"، حسب قوله.