خبر قطر، خادم كل الاسياد- إسرائيل اليوم

الساعة 08:47 ص|25 يناير 2011

قطر، خادم كل الاسياد- إسرائيل اليوم

بقلم: ايلي افيدار

 رئيس ممثلية اسرائيل في قطر سابقا

(المضمون: كشف "الجزيرة" حقق منذ الان هدفه. فقد عزز جدا حماس وموقفها، وجعل الناطقين بلسان السلطة الفلسطينية يدخلون في حالة دفاع والناطقين الغربيين والاسرائيليين غير القليلين الادعاء بان مفاوضات السلام يمكن انهاؤها في أقرب وقت ممكن – المصدر).

نزعت "الجزيرة" القفازات وهاجمت السلطة الفلسطينية بشكل وحشي للغاية، غير مسبوق في العالم العربي. الازمة تمنحنا، نحن الاسرائيليين، اطلالة على الثقافة السلوكية للعالم العربي. فبينما يسير الغرب واسرائيل على أساس الاسود أو الابيض، فان العالم العربي يدار في احيان كثيرة بالوان عديدة ومع امكانيات مرنة ومتعددة. ما يفسر عندنا كازدواجية وجه هو "سياسة الخيارات المفتوحة".

قناة "الجزيرة" التي بملكية أمير قطر، تدار بروح وسياسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ، حمد بن جاسم، كريه نفس القيادة الفلسطينية حتى منذ عهد عرفات. قطر تتصرف تجاه الغرب بشكل مضلل، مما يتسبب في أن يروا فيها دولة معتدلة ومتطورة.

هذه هي ذات الدولة التي تعد باستثمار 37 مليار دولار لاستضافة المونديال، والى جانب ذلك فانها هي ذات قطر التي تستضيف في نطاقها يوسف القرضاوي، كبير متطرفي الاسلام. قطر، حليف امريكا الذي في نطاقه توجد قاعدة امريكية هائلة – هي أيضا الاكثر قربا من دوائر حماس وايران.

قناة "الجزيرة" تشكل منذ سنين رأس حربة الدعاية المناهضة لامريكا، المناهضة للحكومات المعتدلة في العالم العربي، والتي تزود بكاميرة كل متطرف هاذٍ في العالم الاسلامي. ومع ذلك، فان تطرف "الجزيرة" يسمح لها بان تعيش بهدوء وبدون ازعاج. زعامة قطر يمكنها ان تستخدم القناة كي تظهر الحس القومي والوطني تجاه العالم العربي، وفي نفس الوقت تدفع الى الامام "علاقات ساخنة" مع الغرب.

كشف "الجزيرة" حقق منذ الان هدفه. فقد عزز جدا حماس وموقفها، وجعل الناطقين بلسان السلطة الفلسطينية يدخلون في حالة دفاع والناطقين الغربيين والاسرائيليين غير القليلين الادعاء بان مفاوضات السلام يمكن انهاؤها في أقرب وقت ممكن.

الخطوة ستحبط كل ارادة فلسطينية لا تزال قائمة للمفاوضات مع اسرائيل وستزيد النشاط الفلسطيني للاعلان عن الاستقلال من طرف واحد.

ولكن اللهيب المشتعل الان سيهدأ لاحقا. "الجزيرة" ملزمة بان تكون قادرة على العمل في المناطق، والسلطة تحتاج الى "الجزيرة" كي تنقل رسالتها. هذه هي لغة المنطقة. اذا تعلمناها، سيكون بوسعنا التصرف بحكمة فنحقق في المجال السياسي ما هو حيوي لمصالحنا.