خبر اختبار الشارع -يديعوت

الساعة 08:45 ص|25 يناير 2011

 اختبار الشارع -يديعوت

لا يوجد مائة في المائة

بقلم: ناحوم برنياع

الجواب الحقيقي على سؤال اذا كان لدينا شريك لا يوجد  في الوثائق التي تنشرها الجزيرة بل في شوارع الضفة الغربية. اذا ما استمر الهدوء الاولمبي الذي ساد هناك أمس، فهذا دليل على ان سلطة ابو مازن وسلام فياض هي صاحب السيادة الحقيقية، وسياستها مدعومة من معظم الجمهور. الضفة ليست تونس.

ردود الفعل في الشارع الفلسطيني ستقرر كيف سيتعاطون مع ابو مازن في واشنطن وفي العواصم الاوروبية، وكنتيجة لذلك كيف سيتعاطون مع حكومة اسرائيل. الرئيس اوباما، الذي يتردد بين هجر النزاع الشرق اوسطي وبين الدور النشط فيه سيتردد مرة اخرى. يوجد هنا اختبار للجميع.

التحدي ليس بسيطا. "وثائق قطرليكس" لا تتضمن فقط تفاصيل من داخل المفاوضات التي جرت في عهد حكومة اولمرت، بل تتضمن ايضا تفاصيل عن التعاون السري بين الجيش الاسرائيلي والمخابرات الاسرائيلية واجهزة أمن السلطة، وعن محاولات قادة السلطة الاستعانة باسرائيل للقضاء على حماس. ما يفهم منها هو قرار من قيادة فتح لصد حماس بكل ثمن حتى بثمن تسليم رجالها الى اسرائيل وتصفيتهم الجسدية. اقدر بان معظم الفلسطينيين الذين اطلعوا على هذه الوثائق يشعرون بعدم الارتياح. فليس لهذا الطفل صلوا. ولكن يحتمل أن يكون معظمهم يفضلون عدم الارتياح هذا على عدم ارتياح اسوأ منه – العيش تحت حكم حماس.

صحيح انه في الوثائق التي نشرت حتى يوم أمس لا يوجد الكثير مما هو جديد للقاري الاسرائيلي. عرفنا ان  ابو مازن مستعد لتبادل طفيف للاراضي. عرفنا أنه يفهم بان اسرائيل لا يمكنها أن تخلي الاحياء اليهودية في شرقي القدس والحي اليهودي في  البلدة القديمة. عرفنا انه هو وزملاؤه يفهمون بان اسرائيل لا يمكنها أن توافق على تطبيق كبير لحق العودة.

الجديد هو ليس في التفاصيل بل في الصورة العامة. فكمية الوثائق تدل على نية جدية للقيادة الفلسطينية للوصول الى اتفاق شامل. لم تكن هنا خدعة، لا في الجانب الفلسطيني ولا في الجانب الاسرائيلي، جانب اولمرت ولفني. بين الطرفين فصلت مسافة واسعة، ولكن يخطىء من يدعي ان هذه المسافة غير قابلة للجسر.

اذا ما تحقق اتفاق ذات مرة، فهو سيكون قريبا، على ما يبدو، من المواقف التي طرحت في الخريطة المنشورة. مشكوك أن يقوم زعيم اسرائيلي يوافق على اخلاء المبكى، الحي اليهودي، الاحياء اليهودية في شرقي القدس وكل سكان المستوطنين في الضفة. هذا قد يقع فقط في أعقاب مصيبة وطنية. مشكوك ان يقوم زعيم فلسطيني يتخلى عن موضع فلسطيني في القدس ويسلم بسيادة اسرائيلية على قسم هام من الضفة. السياسيون في الطرفين ممن يسوقون حلول المائة في المائة يكذبون على جمهورهم. إما ان تكون هنا دولة واحدة، ثنائية القومية، او تكون دولتان على اساس تسوية حل وسط، في هذه الخطوط، الى هذا الحد او ذاك. ما يمنع التسوية هو ليس فقط المسافة بين مطالب الحد الادنى للطرفين. العائق الاساسي في الجانب الفلسطيني هو الخوف من التوقيع. الفلسطينيون يمكنهم ان يقولوا امورا كثيرة على طاولة المفاوضات، ولكن عندما يقترب موعد التوقيع يذعرون ويفرون. العائق الاساس في الجانب الاسرائيلي هو الخوف من الثمن. الخطابات جميلة، الوعود كبيرة ولكن ليس خلفها نية حقيقية، وبالتأكيد ليس في حكومة اليمين الحالية. الحكومة معنية بالمفاوضات ولكنها لا تؤمن بالاتفاق.

الرد على نشر الوثائق كشف بعضا من مخاوف الطرفين. في القيادة الفلسطينية سارعوا الى النفي. بعض هذا النفي كان كاذبا. الرد الذي رفع باسم نتنياهو كان مثيرا للحفيظة بقدر لا يقل. قيل فيه ان نتنياهو يعجب لماذا يطالب الفلسطينيون بتجميد البناء في شرقي القدس، وقد سبق لهم أن تنازلوا عن الاحياء التي يفترض بالبناء ان يقوم فيها. يتبين ان نتنياهو هو رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول الذي يهزأ من الفلسطينيين بسبب تنازلاتهم. فلو كانوا يصرون على ضم رمات اشكول الى دولة فلسطين لكان يقدرهم اكثر.