قضى علماء من خمس دول ساعات يشاهدون مقاطع فيديو لقطط على الإنترنت. ثم أكدوا أنهم توصلوا إلى اكتشاف علمي مهم.
واكتشف الباحثون من جامعة باري ألدو مورو الإيطالية وجامعة الرور في بوخوم وكلية الطب في هامبورغ، بالتعاون مع باحثين آخرين من ألمانيا وكندا وسويسرا وتركيا، بعد تحليلهم لمئات مقاطع الفيديو للقطط المنزلية. أن هذه القطط تفضل النوم على جانبها الأيسر في أغلب الأحيان، ليس لأن هذه الوضعية أكثر راحة فحسب، بل لأنها تقدم ميزة تطورية تمكن القطط من الاستيقاظ السريع وتقييم الموقف بفعالية - سواء كان الوافد صديقا أو عدوّا أو مجرد وقت تناول الطعام.
كما كشفت دراسة 408 مقطع فيديو للقطط أثناء نومها (لمدة لا تقل عن 10 ثوانٍ في كل مرة) أن حوالي ثلثيها يختار النوم على الجانب الأيسر. ومن المعروف أن القطط تنام ما بين 12 إلى 16 ساعة يومياً.
ورغم أن القطط تُصنف كحيوانات مفترسة بطبيعتها، إلا أنها تظل عرضة للخطر أثناء النوم، مما يجعلها بحاجة دائمة إلى الاستعداد للاستيقاظ والرد الفوري عند أي تهديد محتمل. وهنا يبرز الدور الدقيق للدماغ في هذه الآلية الوقائية.
ووفق الدراسة: "يرتبط الجانب الأيسر من الجسم بالنصف الأيمن من الدماغ - المسؤول عن إدراك التهديدات والتوجه المكاني وتنسيق الحركات السريعة. وعندما تنام القطة على جانبها الأيسر، تستيقظ والنصف الأيمن من دماغها في حالة نشطة، مما يمكنها من تحديد موقعها في المكان والاستجابة بسرعة أكبر - سواء كان ذلك عند مواجهة مفترس، أو مطاردة فريسة، أو حتى مجرد سماع صوت مفاجئ".
وبدوره، أوضح البروفيسور أونور غونتوركون، أحد المشاركين في الدراسة، أن هذا التفضيل في وضعية النوم قد يكون ناتجا عن الانتقاء التطوري. فالنوم على الجانب الأيسر يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة، سواء في البرية أو في المنزل، حيث تبقى الغرائز الأساسية نفسها فعالة رغم الظروف الآمنة التي تعيش فيها القطط الأليفة".
جدير ذكره أن الباحثين اعتمدوا في دراستهم على مقاطع فيديو أصلية دون أي تعديل أو عكس للصورة، وذلك بهدف توثيق السلوك الطبيعي للقطط المنزلية بدقة قصوى.