خبر التجمعيون- يديعوت

الساعة 10:58 ص|09 فبراير 2016

فلسطين اليوم

عالقون في نفق الزمن

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: بالذات لاني مع التعايش اؤيد كل قانون يقاتل ضد نواب التجمع ويبعدهم عن وعاء اللحم وكاميرات التلفزيون. لماذا؟ لانهم خطر على الحياة المشتركة - المصدر).

من يريد التعايش بين اليهود والعرب؟ الجواب على ذلك بات غامضا في العقد السابع لدولة اسرائيل. قلة في اليمين يؤمنون برؤيا جابوتنسكي عن ضفتين للاردن، « حيث تكون الوفرة والسعادة لابن العربي ، ابن المسيحي وابني ». وبالتأكيد ليس اولئك الذين يحملون اسم بيتار (فريق كرة القدم) على رؤوس الاشهاد. قلة في اليسار يؤمنون بالتعايش، والا لكانوا تعاملوا مع العرب كمواطنين وليس كدائرة علاجية يتعين احتواؤها. والا لما كانوا تصرفوا برقة الاسياد وتنازلوا عن واجبات المواطنة ومن هنا ايضا عن احساس الانتماء.

أنا مع التعايش اليهودي والعربي ليس كجزء من حلم او قصيدة جون لينون، بل لانه لا توجد امكانية اخرى. نحن هنا كاغلبية في الدولة القومية الديمقراطية التي بنتها الصهيونية، وهم هنا كأقلية – ولا توجد عصا سحرية تغير هذا. النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ليس مرتبطا بالسياسة في المناطق، وهو ينتقل احيانا ليصل ايضا الى النقب والجليل، يتسلل الى جمهور عربي غفير يجلس ممثلوه في الكنيست.

وبالذات لاني مع التعايش فاني اؤيد كل قانون يكافح ضد نواب التجمع. كفاح ثابت وصلب بكل الوسائل القانونية من اجل ابعادهم عن وعاء اللحم وكاميرات التلفزيون. لماذا؟ لانهم خطر على الحياة المشتركة.

غير أن هناك تعلق الدولة في جدال مفتعل. فمراجعة اليومين الاخيرين في بعض من صفحات الرأي من اليسار يخلق احساسا بان هذا هو نوع من الاضطهاد العنصري. اسرائيل ضد العرب. الكنيست ضد زعبي، غطاس وزحالقة. من يؤطر القصة هكذا، فانه لا يريد ان يتصدى للواقع الصعب – يريد أن يخفيه. لا يريد ان يتصدى لمن يقف خلف الزيارة لعائلات المخربين الفلسطينيين، خلف المشاركة في الاساطيل أو المحاضرات المناهضة لاسرائيل في حركة الـ بي.دي.اس.

السنة هي 2016، ولكن لدى اعضاء التجمع الساعة عالقة في 1948. هذه الحقيقة التي لا يسمح من يتجاهلها للتعايش بالنجاة. فالحرب الذي يخوضونها هي على الارض، على الهوية الوطنية، على الانتصار الكبير لليهود الذين احتلوا وبقوا على قيد الحياة بدلا من أن يلقى بهم الى البحر مثلما وعد زعماء الدول العربية. هذا يوجد في الهواء. اسرائيل تقدمت، اما هم فعلوا في نفق الزمن.

هذا بالضبط السبب الذي يجعل الكفاح ضد القومية العربية المتطرفة ضروريا، وليس وسيلة لاضطهاد النواب العرب بل لاضطهاد التعايش. فمن يخلق نزع شرعية للزعبي يخلق نزع شرعية لحرب جوج وماجوج في دولة اسرائيل. للعودة الى امكانية الثورة في النقب وفي الجليل، للهروب، للابعاد ولجملة اخرى من الحلول الحربية كبديل عن التعايش.

الزعبي وغطاس (المسيحي) وقفا في اثناء قراءة « الفاتحة » لانهما جزء من الحرب. لديهما طرف، وهو ليس طرف من يؤيدون اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية حيث « تكون الوفرة لابن العربي، ابن المسيحي وابني ». فهما مع الدمار القائم. ومن هو مع التعايش، ولا يهم ما هي اسبابه، ملزم بان يكافحهما كي يجعل عرب اسرائيل جزءا من النسيج الاسرائيلي. من اجل التقدم في مسيرة الاندماج الكامل التي تكون فيها حقوق وواجبات. هوية اسرائيلية.

ان من هو مع التعايش لا يمكنه أن يستطيب موقفا قوميا متطرفا ضد دولة اسرائيل، تضامنا مع عدو يذبح المواطنين. من هو مع التعايش لا يمكنه ان يوافق على الا يؤدي قسم من المواطنين واجب الخدمة الوطنية (هكذا ايضا للاصوليين) وان كان فقط كون الخدمة هي جزء من عملية بلورة الهوية. ان من هو مع التعايش لا يقدم تخفيضات في الاسعار لباقي اعضاء القائمة المشتركة بدعوى ان لا بديل لهم. ان من هو مع التعايش يقاتل. يقاتل ضد العنصرية لدى اليهود، لديه في الساحة الخلفية، وهو يقاتل النزعة القومية العربية المتطرفة، تضامن النواب العرب مع العدو، في محاولة لتمزيق الحبل. وهو يفعل كل ما هو ممكن لان الامكانية الاخرى مصيبة.