خبر بدون شروط مسبقة- هآرتس

الساعة 11:16 ص|03 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

 (المضمون: يقترح الكاتب أن يتم تخصيص جزء كبير من الميزانيات التي سيتم منحها للوسط العربي، للوسط البدوي الذي يعاني من الضائقة في مجال التعليم والاقتصاد واماكن العمل - المصدر).

إن قرار الحكومة القاضي بتخصيص 15 مليار شيكل خلال الخمسة سنوات القادمة من اجل تقليص الفجوات في الوسط العربي هو قرار تاريخي. فبعد 68 سنة تبذل اسرائيل الجهود الكبيرة من اجل ايجاد المساواة بين جميع مواطنيها، اليهود والعرب. منذ حرب الاستقلال التي حدث خلالها صراع على الحياة والموت بين اليهود والعرب، حدث تقدم حقيقي في العلاقة بين المجتمعين، لكن الطريق ما زالت طويلة أمامنا. إن قرار الحكومة يفترض أن يمهد الطريق لتقدم آخر في هذا الموضوع الذي له أهمية قصوى.

هناك من سيقول إن القرار جاء متأخرا، لكن يجب علينا جميعا أن نبارك اتخاذه وأن نفهم أنه جزء من عملية تدريجية تحتاج الى الوقت.

لا يجب استغلال هذه الفرصة من اجل وضع الشروط على السلطات المحلية العربية للحصول على الميزانيات التي ستقوّم المشاكل التي تعاني منها الاقليات في اسرائيل مثل البناء غير المرخص حيث يجب التعامل مع هذه المشكلة. ولا شك أنها ستجد المتابعة في الخطة الخمسية، لكن لا يجب اشتراط منح الميزانيات بذلك.

سيكون من السهل جدا تحطيم الشعور المتفائل الذي تنشئه الخطة في اوساط الاقليات من خلال وضع الشروط. يجب على قرار الحكومة أن يكون تعبيرا عن النية الحسنة ودون اشتراط الامر بأي شيء.

المهنيون في وزارة المالية والوزارات الاخرى وبالتعاون مع ممثلي الاقليات في اسرائيل، سيُطلب منهم الحديث عن تفاصيل خطة الحكومة التي تهدف الى دمج الاقليات في المجتمع الاسرائيلي وأخذ الجميع الى القرن الواحد والعشرين. وبعد إذنهم أريد اقتراح عدد من الاقتراحات.

الوسط الاكثر اهمالا في المجتمع الاسرائيلي هو الوسط البدوي في النقب، حيث الفجوة تمتد هناك الى مئات السنين بين طابع الحياة التقليدي للبدو الرُحل وبين الحياة في اسرائيل اليوم. إنهم يحتاجون الى مساعدة كبيرة في هذه المهمة الصعبة. والاكثر أهمية هو موضوع التعليم الذي يجب استثمار الكثير فيه من اجل التعليم وتهيئة الشباب، الاولاد والبنات، واكسابهم القدرات والمهارات التي يحتاجها الاقتصاد المتطور. يجب فرض قانون التعليم الالزامي على الاولاد في الروضات واقامة آلاف رياض الاطفال كي تخدم سكان المدن والمناطق البدوية، ايضا في الوسط البدوي، ورفع مستوى التعليم في المدارس الثانوية بشكل كبير لتهيئة الشباب للتعليم العالي أو المهني في اسرائيل. هذه مهمة كبيرة وسيضطر الجيش الاسرائيلي الى أن يساهم في هذا الجهد. ومثال على ما يمكن تحقيقه في هذا الموضوع يمكن رؤيته في المدرسة الثانوية في القرية الدرزية بيت جن التي يحصل الطلاب فيها على النسبة الاعلى في أحقية البغروت (الثانوية العامة) في اسرائيل. إن هناك فجوة كبيرة بين انجازات هذه المدرسة وبين انجازات اغلبية المدارس الثانوية في الوسط العربي ومن المفروض سد هذه الفجوة.

الخدمة الوطنية تقدم للشباب العرب المتطوعين فرصة للمساهمة في الدولة والتعرف على المجتمع الاسرائيلي الموجود خارج قراهم، رغم أن عدد المتطوعين يزداد من سنة الى اخرى. وما زال هناك مكانا كبيرا للتحسين. الخدمة الوطنية هي بديل فقط للخدمة العسكرية حيث أن اليهود والدروز والشركس يشاركون اليوم في الدفاع عن الدولة. هذا هو الواجب المدني بمستواه الاعلى. وفي نهاية المطاف يمكن عدم حدوث الاندماج الكامل في المجتمع الاسرائيلي طالما أن المساواة في الواجبات غائبة. وفي المقابل يجب أن تكون هناك مساواة في الحقوق والفرص. ويوجد للجيش الاسرائيلي دور مهم في تحقيق هذا الهدف الذي يحتاج الى الوقت، لكنه سيتحقق.