خبر حملة هرتسوغ -هآرتس

الساعة 11:30 ص|02 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          يفترض بزعيم المعارضة اسحق هرتسوغ ظاهرا أن يوجد على يسار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون، سواء بسبب فكر الحركة التي اختارته ليكون زعيمها، أم لانه لا يمكنه أبدا أن ينافس المواقف المتطرفة باستمرار لاحزاب اليمين. عمليا، يسعى هرتسوغ بثبات لخلق الانطباع بان عضلاته أكثر انتفاخا من عضلات نتنياهو ويعلون، وذلك على ما يبدو تحت تاثير الاستطلاعات التي تبشر بفقدان المقاعد في صالح خصمه في الوسط العليل – يئير لبيد.

          المثال الاخير هو مطالبة هرتسوغ الحكومة عدم انتظار تحقق تهديد الانفاق التي تحفر من غزة الى النقب والخروج ضدها في حملة وقائية وتدميرية. على اساس هذا النداء القتالي يمكن التخمين بانه لو تحققت امنية هرتسوغ في حفر نفق الى حكومة نتنياهو والاستراق الى داخلها في منصب وزير الخارجية، لوقف هناك ممثلا لليمين. ويتعزز هذا الانطباع لرؤية الخطة السياسية التي نشرها قبل نحو اسبوعين، وفي اساسها هدف اسمى هو « فك الارتباط بأكبر قدر ممكن وباسرع قدر ممكن عن الفلسطينيين »، بغياب الامل لتحقيق حل الدولتين.

          حتى بلا صعوبة عملية تمنع هدم الانفاق - العثور على مسارها الدقيق -  ثمة حكمة قليلة في اقتراح هرتسوغ. وبالفعل، في البلدات المجاورة للجدار الحدودي اهتز الهدوء النفسي، خشية أن تكون حماس تحفر من تحت ارضهم (الامر الذي لم يثبت بعد) ومن شأن المخربين أن يطلوا عليهم في بيوتهم. لا يمكن الاستخفاف بقلق السكان، ولكن الحقائق المؤكدة حتى الان هي أن الهدوء الحقيقي على الحدود مع غزة يكاد لا يكون يخترق، وانه ليس مجديا لحماس الدخول في اشتباك آخر في مسلسل « الرصاص المصبوب »، « عمود السحاب » و « الجرف الصامد ». كما أن ليس هناك في اسرائيل ايضا حماسة للعودة الى اسابيع طويلة من الاشتباكات، التي تتضمن ضررا بالجسد وبالروح وصواريخ على المدن ومطار بن غوريون، ولا يمكن أن نعرف اذا لم تتسع هذه المرة الجبهة لتشمل مواجهة مع حزب الله في الشمال أيضا.

          لاسرائيل مصلحة في اعادة بناء مدني واقتصادي لغزة. والخطط في هذا الاتجاه اقترحها رجال منسق أعمال الحكومة في المناطق، وزارة الخارجية بل ووزير او اثنان، بما في ذلك نفتالي بينيت، الذي يسارع عادة الى المعركة. جولة عنيفة اخرى في غزة، اذا ما جاءت، يجب أن تتأخر قدر الامكان، والا تتم بمبادرة اسرائيلية.

          ان ثمن احتلال غزة، الخطوة التي يمكن التدهور اليها كنتيجة لمثل هذه الحملة أو غيرها، نشر في استعراض الجيش الاسرائيلي، الذي بث للجمهور ولحماس من داخل كابنت نتنياهو ويعلون في « الجرف الصامد ». ولكنهما ليسا على ما يبدو قويين مثل هرتسوغ، الذي يلاكمهما مرة اخرى من اليمين ويخون منصبه كرئيس للمعارضة.