تقرير « الفيديوهات ».. انتقائية تُعايش الواقع بحاجة لضوابط

الساعة 08:20 ص|30 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

مازالت تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي قائمة الوسائل التي باتت تؤثر على حياة المواطنين، على كافة النواحي أبرزها السياسية والاجتماعية، بما تتضمنه من معلومات وأخبار ومضامين متعددة الأهداف والأغراض، باختلاف توجهاتها وسياساتها وطريقة استخدامها.

ومؤخراً، باتت تنتشر الفيديوهات التي تتحدث عن مواضيع مختلفة، يقوم عليها شخص يتجول بكاميرا بين عامة الناس، بحثاً عن إجابات لأسئلة، أو للحديث عن قضية ما تشغل الرأي العام، وقد تحمل مشكلة لأحد المواطنين، أو أزمة يمر بها المجتمع، أو موضوع شيق يضفي نوعاً من الفكاهة في ظل المنغصات الحياتية التي يعيشها الفلسطينيون.

ولا يخفى على أحد أهمية هذه المواقع والفيديوهات بكافة وسائلها خاصةً في ظل انتفاضة القدس التي تشتعل في الأراضي الفلسطينية منذ الأول من أكتوبر الماضي، حيث باتت هذه المواقع تشكل خطراً على الاحتلال، أصبح يحاربها بكل الوسائل.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسات اعلامية عام (2015م )، يرى نحو ( 36.5% ) من الفلسطينيين أن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في التأثير على صناعة القرار السياسي والاجتماعي في فلسطين.

بربخ: مواقع التواصل الاجتماعي مكنت من الاستفادة على صعيد انتفاضة القدس، بفضح جرائمه الاحتلال خاصةً إعدام الفتيات بدم بارد، وإيصال مظلومية الشعب الفلسطيني إلى كل العالم

توصيل الصورة وإتاحتها

الأستاذ والاعلامي في كلية مجتمع الأقصى « نضال بربخ »، أكد في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في توصيل الصورة الإعلامية بشكل كبير وإتاحتها للحرية الاعلامية، خاصة أن الحكومات تضع القيود والعراقيل أمام وسائل الاعلام التقليدية، كالتلفاز والراديو.

وأشار الاعلامي بربخ، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي مكنت من الاستفادة على صعيد انتفاضة القدس، من انتهاكات للاحتلال بفضح جرائمه خاصةً إعدام الفتيات بدم بارد، وإيصال مظلومية الشعب الفلسطيني إلى كل العالم، مضيفاً أن دور الاعلام في انتفاضة الأقصى الأولى لم تكن كما في انتفاضة القدس.

ويُعتبر الفيس بوك بالنسبة للشباب الفلسطيني منبر مفتوح للتعبير عن الآراء السياسية المختلفة أو الترويج لأفكار وتوجهاتهم الشخصية.

يقول الشاب « أحمد كلخ » والمتابع على مواقع التواصل الاجتماعي أن موقع الفيس بوك تم استخدامه بفعالية من أجل نشر صور وفيديوهات تمس ما نعايشه في العديد من القضايا على مستوى الأحداث اليومية، من جرائم يقترفها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وغيرها من الأحداث.

وأضاف كلخ: « بالنسبة لي، أركز في نشر الصور والفيديوهات التي أشعر أنها تستطيع تغيير الواقع وتحاكي طبيعة المرحلة الخطيرة، بتوثيق وفضح جرائم الاحتلال الجاثم على أرضنا.

عبيد: الوسائل الإعلامية الدولية تضطر للتعامل مع هذه الصور  كونها تأخذ طابعاً حصرياً بفعل تواجد هذا الشاب أو ذاك في موقع الحدث دون تواجد للصحفيين.

خطر على الميدان

على الصعيد ذاته، أوضح الإعلامي »فادي عبيد« مسؤول العلاقات الخارجية في صوت القدس، أن المقاطع المصورة لا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة ؛ لأن هذه المقاطع تتنوع في مضامينها، فهناك ما هو خبري يوثق للحظة ما، وهناك أخرى تذهب لما هو أبعد من ذلك عبر إعداد تصاميم ثورية وحماسية.

وأضاف عبيد في حديث لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية« ، أننا نرى وسائل إعلامية دولية تضطر للتعامل مع هذه الصور، كونها تأخذ طابعاً حصرياً بفعل تواجد هذا الشاب أو ذاك في موقع الحدث دون تواجد للصحفيين.

وحول الاستخدام السلبي لصفحات التواصل الاجتماعي، يقول عبيد، »أنه في مرات معينة يكون الشاب أو المواطن متحمساً فقط للتصوير دون مراعاة أن مثل هذه الصورة ستشكل خطراً على الشباب في الميدان، داعياً لتوخي الحذر في توضيح الأماكن والأشخاص كي لا يستفيد منها الاحتلال الاسرائيلي« .

وأوضح، أن المقاطع المصورة توفر وثيقة لجريمة احتلالية بحق الفلسطينيين بذكر ما جرى مع الشهيدة هديل الهشلمون والتي تفند مزاعم الاحتلال وتأكيد تعرضها للإعدام.

وشهدت الحالة الفلسطينية، بروزاً كبيراً للفيديوهات نظراً لخصوصية الحالة الفلسطينية، على الصعيد السياسي والاجتماعي، بعضها أصاب هدفه، وبعضها الآخر فشل في نقل الرسالة المرجوة، نظراً لحاجتها لضوابط النشر التي باتت مطلوبة لأهميتها.

الشيخ: يجب الحظر في التعامل مع صحافة المواطن بما أنها صحافة انتقائية تفتقد المهنية والمصداقية في اختيار العينة على حسب رؤية وفكرة الشخص القائم بإنتاج المادة .

الاستخدام السلبي

وقد تميزت السنوات الماضية بانتشار ظاهرة الفيديوهات الشخصية التي تحاكي الأحداث الجارية لدعم، لذلك استغل الشباب الفلسطيني هذه الشبكات الاجتماعية عن طريق تنظيم العديد من الفعاليات السياسية و الاجتماعية و الثقافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ذات الصدد، تقول الإعلامية والمحاضرة الجامعية »عدلات الشيخ، أن صحافة المواطن تعزز الترابط والتكامل مع أفراد المجتمع، بما يتيح فضاءً عاماً صالحاً لتبادل الحوار والتلاقي والتواصل، فهي تقرب المسافات وتيسر الاتصال والتواصل والتفاعل في أي وقت، موضحة أنها تساعد أحياناً في نشر الشائعات والتقارير الخاطئة بشكل سريع جداً، وغالبا ما تنقصهم الخبرة في اعتماد المعايير الصحافية الاحترافية.

وتابعت في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: هذه الوسائل تكون مجدية في بعض المناطق التي لا يستطيع أن يصل لها الاعلام، منوهةً إلى أنه يجب الحظر في التعامل مع صحافة المواطن بما أنها صحافة انتقائية تفتقد المهنية والمصداقية في اختيار العينة على حسب رؤية وفكرة الشخص القائم بإنتاج المادة .

وأوضحت الشيخ، أن الفائدة منها هي باعتبارها كتوثيق في بعض الحالات التي تفتقد فيها المصادر الرسمية بعد التأكد من مصداقيتها، كما يتعرض الشباب الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعدة أخطاء و سلبيات في إيصال المعلومات ظناً منهم أنها مفيدة.