خبر من سيمنع المقاطعة- هآرتس

الساعة 10:57 ص|24 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير
    لدى نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوتوبيلي، مثلما لزميلها وزير التعليم نفتالي بينيت، توجد عقيدة مرتبة يعتبرانها ردا ساحقا على الخائفين من المقاطعة على اسرائيل. العالم يحتاج لاسرائيل، للاختراعات والابتكارات الذكية التي تنتجها والمغروسة في كل حاسوب في العالم. واذا لم يكن هذا بكاف، فانه بدلا من دول الاتحاد الاوروبي، التي قررت وسم البضائع من المستوطنات، تقف كالصخرة المنيعة  دول كالهند، الصين واليابان. يمكن أن تضاف الى قائمة هذه الدول ايضا معظم دول افريقيا، كوريا الجنوبية وجزر الكاريبي ايضا والتي تخدم محبي ملاجيء الضريبة.

 

          حين يكون هذا هو الرد الرسمي، فيمكن لنا أن نعجب لصرخة حكومة اسرائيل عندما قرر المتجر الالماني كي.دي.في إزالة بضائع المستوطنات عن رفوفه (وتراجع عن قراره)، ولماذا تأثرت الاسرة الاكاديمية هنا بقرار جمعية علماء الانسان الامريكية مقاطعة مؤسسات البحث الاسرائيلية. فالبحوث يمكن نقلها بسهولة الى الصين، والمنتجات الفاخرة التي تباع في كي.دي.في تنتظرها على احر من الجمر رفوف الحوانيت في الهند. ولكن اكثر من السخف الذي تثيره ردود فعل حوتوبيلي وبينيت، فانها تثبت وعي المقاطعة. فمقاطعة اسرائيل تصبح ظاهرة عادية، تستوجب حلا، ولكن هذا سيوجد في العثور على مقاصد جديدة للتصدير وليس في تغيير سياسة اسرائيل. ان فرضة عمل حكومة اسرائيل هي انه لا يهم ما تكون عليه سياستها وان ليس الاحتلال هو المبرر للمقاطعة بل ازدواجية المقاطعين المصابين بلا شك بلاسامية بنيوية. والدليل، كما يدعي بنيامين نتنياهو الذي كعادته يسارع الى الربط بين الادعاءات ضد الاحتلال الاسرائيلي والكارثة والنازية، يوجد 200 نزاع في العالم، ولا يتصدون الا لاسرائيل.

 

          نتنياهو ينسى فقط ان ذات هذا العالم اللاسامي الذي يتوحد في الاتحاد الاوروبي، اشترى بضائع المستوطنات على مدى نحو خمسة عقود، ولكن الدول الغربية هذه، التي تقرر مقاييس التقدم والليبرالية، تجد صعوبة أكثر فأكثر في الحفاظ على صداقتها مع اسرائيل التي تمس، برأيها، بالاسس الانسانية التي شكلت البنية التحتية للاتحاد الاوروبي. فاحتلال الاراضي وقمع سكانها من جانب دول اعضاء في الـ OECD، ليس واردا في نظرها.

 

          حكومة اسرائيل، التي تواصل التمترس خلف الادعاءات بالعالم المزدوج واللاسامي، يجب أن تقلق جدا أسرة رجال الاعمال والاكاديميا الاسرائيلية. فهذه الاسر الصامتة، التي تمتنع حتى الان عن الاعراب عن مواقف سياسية، فما بالك عن الاحتجاج، ملزمة بالاستيقاظ. فمن يقف على رأسها لا بد يلاحظون التسونامي المقترب. عليهم أن يخرجوا الان من ابراجهم العاجية ومكاتبهم الزجاجية، ليوقفوا الانجراف.