خبر خطر الكونسيرت -هآرتس

الساعة 11:38 ص|23 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: تسفي برئيل

 (المضمون: الصراع في ايران بين المحافظين وبين الرئيس روحاني شديد. وقد لوحظ ذلك في ميزانية الأمن التي ستتضاعف لمنع حدوث اصلاحات اقتصادية تعزز مكانة روحاني في الانتخابات - المصدر).

« من يأخذ الطلاب الى اوروبا، رجالا ونساءً معا، تحت غطاء وفود الطلاب، فهو لا شك يخون الواقع الذي يجب أن يخدم الطلاب، وهو يخون ايضا حرية الذين سيأتون في أعقابهم ». هذا ما قاله زعيم ايران الروحي علي خامنئي قبل بضعة أشهر.

خامنئي مخلص لقناعته، حيث يعتبر الصلة مع الثقافة الغربية تهديدا للثورة. وقد كرر خامنئي تحذيره قبل اسبوعين في لقاء له مع رؤساء الجامعات.

« هناك من يلاحظ ويتحدث عن نشاطات مع جوقات ومعسكرات غربية، وهم يبررون ذلك بقول »إن الطلاب يجب أن يكونوا سعيدين« . وأضاف »من الجيد أن تكون سعيدا، لكن السؤال هو بأي ثمن؟ هل بثمن الظهور في عروض مختلطة؟ أي فائدة حصل عليها الغرب من الاختلاط عدا الجرائم الجنسية؟ وحسب اقواله يجب تشجيع التعليم من خلال التعمق في الدين والقيم الثقافية للجمهورية الاسلامية.

عمليا لا جديد في أقوال خامنئي، الذي يقف مثل الصخرة في وجه أي تقرب أو تشجيع لثقافة الغرب، لكن السياسة الداخلية لا تنقص هنا. فانتقاده موجه بشكل أساسي الى الرئيس حسن روحاني الذي يشجع الوفود الطلابية ويعتقد أن الموسيقى الكلاسيكية لا تلحق الضرر بالنسيج الثقافي الايراني.

يبدو أن غضب خامنئي لا ينبع فقط من اسباب فكرية، بل ايضا من قرار وزارة العلوم برئاسة فراج زيدانه الغاء أكثر من 860 منحة غير قانونية حظي بها موظفون حكوميون رفيعي المستوى قبل عام. وقد قال خامنئي عن هذا القرار إنه « غير اخلاقي وغير قانوني ».

 

 تبادل الانتقادات بين مكتب خامنئي وبين حكومة روحاني لا تترك أي انطباع لدى الرئيس. ففي الاشهر الثلاثة الاخيرة تغيب روحاني عن اجتماعات مجلس مصالح الأمة، وهو الجسم المحافظ الذي معظم اعضائه الـ 35 يقوم خامنئي بتعيينهم. ومن صلاحيات هذا المجلس مراجعة قرارات البرلمان وفحص ملاءمتها مع دستور الدولة.

حسب التقارير من ايران فان هدف مقاطعة روحاني للمجلس هو التعبير عن الاحتجاج بسبب الخطة التي تم إقرارها في تموز، حيث ستتم زيادة ميزانية الأمن الايرانية لتصبح 40 مليار دولار. صحيح أن ميزانية الأمن الايرانية ما زالت بعيدة عن ميزانية الأمن السعودية التي تبلغ أكثر من 80 مليار دولار، إلا أن زيادة ميزانية الأمن بـ 50 بالمئة قياسا بميزانية السنة الماضية، تشكل ضربة لخطط التطوير التي يسعى الرئيس لتنفيذها.

مجلس مصالح الأمة هو الذي يقوم بوضع ميزانية التسلح حيث أن معظم الاعضاء فيه هم أعداء ايديولوجيين للرئيس روحاني، وأغلبيتهم عارضوا الاتفاق النووي. فحسب رأيهم زيادة ميزانية الأمن بشكل كبير تصيد عصفورين بحجر واحد. تجعل المجلس جهة مسؤولة تهتم بالأمن بعد أن لحق به الضرر بسبب اتفاق روحاني النووي، وتضع الثقل ايضا لمنع الرئيس من اجراء اصلاحات من شأنها أن تساعده وتساعد مؤيديه في الانتخابات البرلمانية في شهر شباط القادم. روحاني لا يمكنه معارضة ميزانية التسلح التي وافق عليها خامنئي، لكن يمكنه على الأقل الامتناع عن المشاركة في جلسات المجلس.

الاتفاق النووي الذي تجاوز جميع العوائق والعقبات السياسية الممكنة في ايران، موجود عميقا في عملية التطبيق. وحسب التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة النووية فان ايران تقدم الجدول الزمني الذي تم تحديده من اجل تفكيك أكثر من 4500 جهاز طرد مركزي في مفاعلي نتناز وفوردو، وهي بحاجة الى تفكيك 10 آلاف جهاز آخر من اجل الايفاء بمتطلبات الاتفاق النووي. 6.100 جهاز طرد مركزي منها 5.100 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم.

حسب وتيرة التفكيك الحالية، ستُنهي ايران المهمة حتى تاريخ 12 كانون الثاني، وعندها يمكنها المطالبة برفع معظم العقوبات الاقتصادية. يبدو أن هذه السرعة موجهة للانتخابات حيث أن رفع العقوبات سيشير الى قدرات اقتصادية جديدة تثبت أن روحاني قد نفذ وعوده التي وعد بها عند انتخابه في صيف 2013.

الرئيس الروسي الذي سيصل اليوم الى طهران للمشاركة في مؤتمر الدول المصدرة للغاز، يريد قطف ثمار الاتفاق بسرعة، وهو سيلتقي مع روحاني. روسيا حصلت على الاذن للمشاركة في عطاء لاقامة شبكة القطارات التحت ارضية في طهران، وهي ستبيع ايران 100 طائرة ركاب من نوع « سوخوي » بصفقة تبلغ قيمتها 30 مليار دولار.

روسيا العلمانية التي اشتركت مع بريطانيا في عام 1941 لاحتلال ايران، هي الآن حليف مرغوب فيه في الجمهورية الاسلامية. الامر اللافت هو أن ثقافة روسيا لا تقلق ايران مثل الجوقات الموسيقية الغربية ومعسكرات الطلاب الغربيين في اوروبا. وقد لا تهدد هذه الثقافة خامنئي، بل الذاكرة الوطنية التي ما زالت تعتبر الولايات المتحدة هي المحتل الوحيد.