خبر رامبو في المستشفى -هآرتس

الساعة 06:45 ص|23 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: القوات الاسرائيلية الخاصة تقتحم المستشفيات في القدس والخليل ونابلس رغم أن هذه تعتبر جرائم حرب حسب القانون الدولي  - المصدر).

هذه هي المرحلة التالية في التدهور: اقتحام المستشفيات وخطف المصابين من أسرّتهم. قوات السوسو ينفذون جرائم حرب تناقض بشكل واضح وثيقة جنيف. واسرائيل تؤدي التحية بانفعال. أبطال على المصابين وعلى الطواقم الطبية. ايضا برنامج « عوفداه » سال لعابه في هذا الاسبوع من شدة التأييد لافعالهم.

ليس من الصعب تصور الزوبعة التي كانت ستنشأ لو قام فلسطيني باقتحام مستشفى اسرائيلي وخطف مصاب من سريره وقتل ابن عمه الذي يرافقه. لكن عندما يفعل « الشباك » والوحدات الخاصة ذلك فانهم يحظون بالتهليل والتصفيق. في المرة القادمة التي سيزعم فيها الاسرائيليون أن الفلسطينيين يستخدمون المستشفيات، يجب تذكيرهم بمستشفى المقاصد والمستشفى الأهلي والمستشفى التخصصي في نابلس. هذه المستشفيات التي قام المستعربون الأبطال باقتحامها وصادروا وخطفوا وقتلوا.

الاقتحام الاول العنيف حدث قبل ثلاثة أسابيع في شرقي القدس، حيث اقتحم عشرات المسلحين مستشفى المقاصد مرتين. بحثوا عن ملف طبي لولد مصاب يبلغ 15 سنة، اشتبهوا أنه ألقى زجاجة حارقة. وبعد ذلك بأسبوع حدث الاقتحام في نابلس. ومن لم يسمع عنه شاهده في « عوفرا »، البرنامج الذي يحب أداء التحية لأفعال كهذه بغض النظر عن مدى قانونيتها وأخلاقيتها وضرورتها.

« هذا ليس عملا سهلا »، قيل في برنامج « عوفرا ». وكأن الحديث يدور عن قصف المفاعل النووي في ايران. المستعرفون تخفوا على هيئة مرافقين لمصاب على كرسي متحرك. هل عرفتم في أي غرفة ينام؟ سأل المراسل القائد الجريء. « عرفنا »، أجاب المقاتل. وفي أي سرير أيضا؟ « عرفنا ». كل الاحترام. « كانت مسدساتنا جاهزة »، قال الضابط البطل في حرب اسرائيل ضد الممرضات. احيانا يبدو أن الهدف الحقيقي للعملية هو التقرير في « عوفرا ».

لكن هذا الرقم القياسي تحطم مع اقتحام مستشفى الأهلي في الخليل. ففي هذه المرة انقضت القوات في الفجر على شخص يشتبه بتنفيذه عملية طعن. تخفى رامبو على هيئة امرأة ولاّدة. وكان الهدف مصاب آخر تم أخذه من السرير. وفي الطريق، كما قالوا، قتلوا إبن عمه الذي خرج في تلك اللحظة من الحمام وحاول، حسب اقوالهم، التهجم على القوات. وليس واضحا كيف ولماذا.

« المستشفيات المدنية التي يجب أن تقدم المساعدة للمصابين والمرضى لا يجب أن تكون هدفا للاقتحامات. يجب احترامها والدفاع عنها دائما ». هذا ما جاء في البند 18 من وثيقة جنيف التي وقعت عليها اسرائيل. وجاء في البند 19 « الحصانة الممنوحة للمستشفيات لا تلغى إلا اذا استُخدمت خارج العمل الانساني وتنفيذ اعمال تلحق الضرر بالعدو... وتقديم العلاج لجرحى القوات المسلحة لا يعني عملا يلحق الضرر بالعدو ».

هذا واضح، ولكن ليس في اسرائيل التي تعتبر أن الميثاق والقانون الدولي أمور ظلامية، ولا تسري عليها. فهي حالة خاصة، دولة تحارب على وجودها أمام الشيطان الذي يختبيء في المستشفيات. مع أن هذه المواثيق وُجدت بالضبط من اجل هذه الحالات.

  هذه اعمال انتقامية واضحة. يمكن اعتقال المطلوبين بعد تعافيهم، دون الاخلال بمبدأ الدفاع عن المستشفيات وخلق حالة من الرعب في اوساط آلاف المرضى والمصابين. وقريبا ستُقام قوة جديدة تختص بمحاربة المستشفيات، بما في ذلك تخصصات: فرقة الولادة وقوة للطواريء. لنترك جانبا التهكم والغيمة الاخلاقية. فسؤال الدكتور سمير الخياط من نابلس يدوي: « هل هم بالنسبة لكم أبطال؟ ». نعم دكتور خياط، هؤلاء أبطال اسرائيل.