بعد تهديدات قادة العدو

خبر هل الخليل على موعد مع سور واقي (2)؟

الساعة 04:54 م|22 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

توعد قادة الاحتلال الإسرائيلي في تصريحات منفصلة محافظة الخليل وقراها بإجراءات عسكرية مشددة، وتشديد الخناق عبر سلسلة من السياسات القمعية، بحجة الرد على العمليات البطولية التي ينفذها أبناء المحافظة.

وتشهد محافظة الخليل وقراها تطبيقاً ميدانياً لتصريحات قادة الكيان، حيث تشُن قوات الاحتلال منذ يومين مئات المداهمات الليلة، واعتقلت ما يزيد عن 70 مواطناً خلال اليومين الماضيين، وعمدت إلى إغلاق جميع مداخل ومخارج المدينة.

ومن الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال على المحافظة الفصل بينها، وبين المدينة، وقراها، علاوة على عرقلة عمل التجار والموظفين والطلبة على الحواحز العسكرية الإسرائيلية بصورة مهينة.

قوات الاحتلال تنفذ تهديداتها بتشديد أجراءتها القمعية ضد أهالي الخليل  

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو توعد المواطنين في مدينة الخليل بالمزيد من الإجراءات المشددة على خليفة عملية غوش عتصيون التي قُتل خلالها اثنين من المستوطنين.

كما وقال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي السابق ورئيس حزب « يسرائيل بيتينو »، أفيغدور ليبرمان، اليوم الأحد 22-11-2015، إن على (إسرائيل) فرض منع تجول في مدينة الخليل وحولها، والانتقال من بيت لآخر إذا لزم الأمر.

وجاءت تصريحات ليبرمان، صباح اليوم، بعد فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باعتقال منفذ عملية الطعن في « كريات غات » فورًا، بل اعتقلته بعد عدة ساعات، وقال إن معظم منفذي العمليات يأتون من الخليل، لذلك يجب فرض منع التجول فيها وفي القرى المحيطة بها.

كما ودعا ما يسمى بـ « رئيس مجلس غوش عتصيون » الاستيطاني، دافيدي بيرل، قوات الجيش للقيام بعملية « سور واقية 2 » في كل الضفة الغربية المحتلة.

ويقصد من عملية « السور الواقي » شن جيش الاحتلال لعملية اجتياح شامل للضفة الغربية المحتلة.

منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو أكد أن 95% من مداخل ومخارج الخليل أصبحت شبه مغلقة, وان المدينة أصبحت تخضع لحصار إسرائيلي جائر.

وأوضح عمرو لـ« فلسطين اليوم » أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية على مدينة الخليل وقراها، وعمدت إلى فصل القرى عن المدينة.

 شباب ضد الاستيطان: 95% من مداخل ومخارج الخليل أصبحت شبه مغلقة

وقال: الخليل تعاني من سلسلة من الإجراءات القمعية بحقها، حيث تعاني من الاعتقالات والمداهمات الليلية الكثيفة، والعرقلة على حواجز الاحتلال المنصوبة على المداخل.

وأضاف عمرو: يتفنن جنود الاحتلال في إهانة الفلسطينيين على الحواجز وعرقلة أعمالهم، ويقومون بتفتيش الجميع دون استثناء، ويُعرقلون معاملة التجار والعمال والطلبة.

وحول السيناريوهات المتوقعة بعد تلك الإجراءات والتصريحات الإسرائيلية، أستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية البروفسور عبدالستار أن تقتحم قوات الاحتلال الخليل، على غرار عملية السور الواقي التي استهدفت مدن الضفة عام 2002.

البروفسور قاسم يستعبد اقتحام الخليل على غرار عملية السور الواقي، والمطلوب تصعيد الموجهة كخيار لإنقاذ الخليل

وتوقع قاسم أن تكتفي قوات الاحتلال بالإجراءات المشددة وسياسية القبضة الحديدية دون اقتحام الخليل، في محاولة منها لكسر إرادة أهالي المدينة، خاصة وان أغلب منفذي العلميات خرجوا منها.

وقال قاسم لـ« فلسطين اليوم »: الاحتلال يعلم عبر أجهزته الأمنية والعسكرية أن السلطة تعمل بتفاني مطلق لضبط أية قطعة سلاح في الخليل، وأنها خالية من السلاح والقدرة على تنفيذ عمليات ضخمة ضد الاحتلال بفعل التنسيق الأمني.

وأضاف قاسم: الإجراءات القمعية قد تُثني أهالي الخليل عن المواجهة، في حال لم يكن لدينا كشعب فلسطيني قرار بمواصلة المواجهات الفلسطينية.

وأشار قاسم إلى ان المطلوب لإنقاذ الخليل من تلك الإجراءات القمعية تصعيد الانتفاضة وتوسيع دائرة المشاركة في كل فعالياتها على جميع الصعد، لافتاً أنه في حال تنازل الفلسطينيين عن خيار التصعيد سيخسرون أية إنجازات إن وجدت، وأنهم إن قرروا مواصلة الكفاح سيحصدون نتائج كبيرة.

وتقع مدينة الخليل في الضفة المحتلة إلى الجنوب من القدس بحوالي 35 كم، أسسها الكنعانيون في العصر البرونزي المبكر وتعتبر اليوم أكبر المدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة، حيث يقدر عدد سكانها بقرابة 200 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 42 كم2، ويتوسط المدينة المسجد الإبراهيمي الذي يحوي مقامات للأنبياء إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وزوجاتهم.