خبر الناجي الوحيد يروي لـ« فلسطين اليوم » الساعات الأخيرة لشهداء 6 أكتوبر

الساعة 12:04 م|13 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

« في ساعة متأخرة من مساء 6 أكتوبر عام 1987 التقيت بالشهداء في حديقة مجاورة لمنزلي.. كانوا يرتدون اللباس الأبيض كأنهم عُرسًان .. التحم جسدي بأجسادهم دون إدراك رغم أنني أراهم كل يوم .. أجلستهم بحديقة قرب المنزل وبعد ساعات ذهبنا لنقل سيارة أحدهم من بيتي إلى بيته تمهيداً للوصول إلى منزل أكثر أمنناً خشية اعتقالهم من جديد خاصة بعدما تمكن اثنين منهم فيما عرف بقضة الهروب الكبير من داخل سجن غزة المركزي ».

الناجي الوحيد عرف اسمه بـ« شرارة الانتفاضة » يروي لـ« فلسطين اليوم » الساعات الأخيرة لشهداء 6 أكتوبر والذين حققوا الانجازات العظيمة لهم ولشعبنا المقاوم حينما هربوا من سجن غزة المركزي مروراً بعملية شيخهم القائد مصباح الصوري التي أدت لإصابة عدد من الضباط الصهاينة في منطقة الكوربة شرق حي الشجاعية، وصولاً إلى عملية التوفيق التي أدت لقتل ضابط ومجندة قبل أن ينالوا الشهادة.

تفاصيل العملية..

« توجهتُ مع سامي الشيخ خليل وزهدي قريقع وأحمد حلس ومحمد الجمل صاحب السيارة التي نريد إيصالها إلى منزله قبل الوصول لمكان أكثر أمننا بعدما اشتدت أعين العملاء علينا وأصبحنا في خطر كبير » القول لشرارة الانتفاضة.

ويضيف بحالة من الحزن: « لم أكن أنا وأحمد نحمل السلاح كانت مهمتنا نقلهم وإرسالهم إلى مكان آمن ودعمهم بالرصاص خاصة وأن الرصاص في تلك الفترة كان له ثمناً باهظاً وقيمة كبيرة جداً كنا نشتري الرصاص ونعطيه لسامي وزهدي ومحمد ».

ويؤكد شرارة الانتفاضة، أن سامي وزهدي ومحمد وأحمد في أخر ساعات كان حال لسانهم يقول اللهم أعطنا الشهادة مقبلين غير مدبرين وكانت وصيتهم أن تظل الراية مرفوعة والعيون اتجاه المسجد الأقصى لمقاومة المحتل وطرده من بلادنا بقوة السلاح.

وفي تفاصيل المغادرة قال الناجي الوحيد شرارة الانتفاضة: « عندما خرجنا من الحديقة طلبت من سامي ومحمد وزهدي أن يمتشقوا أسلحتهم ويكونوا على استعداد تام لأن طبيعة المحتل الغاصب هي المكر ونصب الكمائن في أي وقت، كما طالبتهم بان يكونوا على بعد أمتار من السيارة التي كنت أستقلها مع أحمد ».

ويضيف: « عندما اقتربنا من مسجد التوفيق شرق حي الشجاعية باغتتنا الجيبات العسكرية الإسرائيلية حتى أصبحت تفصل بين سيارتنا وسيارة الشهداء الثلاثة وعندما تجاوزنا الشارع سمعنا اطلاق النار من قبل الرفاق الثلاثة الذين تمكنوا من قتل ضابط ومجندة ولم يمضي سوى ثواني حتى لاحقتنا مركبات الاحتلال ».

وتابع قوله: « رأينا جيب عسكري يلاحقنا وقررتُ وأحمد الهرب رغم إطلاق الاحتلال النار علينا بشكل جنوني أصيب خلالها أحمد واستطعنا الوصول إلى منطقة البيارات ظل أحمد في السيارة لعدم قدرته الفرار بسبب الإصابة واستطعت العودة إلى منزلي وتاه جنود الاحتلال بين الأشجار والأزقة وبعد ساعات هجموا على المنزل واعتقلوني ».

وعن بطولة محمد الجمل قال: « في شهر مايو بعيد الأضحى المبارك لعام 1987 قال محمد لأمه: »سأضحي يا أمي اليوم بخروف« .. وفعلاً ضحى محمد في ذاك اليوم بضابط مخابرات وبدلاً من أن يعود لأمه بخروف عاد لها بعملية طعن بطولية قتل خلالها ضابط مخابرات ما أدخل البهجة والسرور إلى قلب والدته ».

وعن بطولات أبطال الهروب الكبير قال: « نفذوا 3عمليات بطولية قتل خلالها 4 ضباط ومجندة بدأها الشيخ مصباح الصوري بعد الهروب الكبير بشهرين، ثم توالت الأحداث حيث تمكن الجمل والشيخ خليل من تنفيذ عملية الوحدة وعملية التوفيق والتي راح ضحيتهم أربع ضباط.

12 عميل كانوا يراقبوننا ..

وفيما يتعلق بمطاردة العملاء لهم قال: »بعد أن استشهد مصباح الصوري توجهت عيون العملاء الصهاينة نحو محمد الجمل وسامي الشيخ خليل وأصدقائهم وكانت تلاحقهم عيون 12 عميل وفي إحدى الإيام قمنا بإلغاء لقاء هام بسبب العملاء ومراقبتنا الشديدة« .

وأشار إلى أن الجيبات العسكرية الإسرائيلية كانت تلاحقنا والدليل هو مباغتتها لنا، وبعد أن تم اعتقالي علمت من رفاقي السجناء أن العميل قبض عليه واعترف بجريمته النكراء إلى جانب اعترافه على مجموعة من العملاء الذين هربوا من قطاع غزة بعد أن تم كشفهم.

وقد أوصى شرارة الانتفاضة قيادة حركة الجهاد الإسلامي وبخاصة الأمين العام د. رمضان عبد الله شلح ونائبه زياد النخالة بالتمسك بخيار المقاومة وعدم التنازل عن شبر من أرض فلسطين والسير على طريق شهداء الهروب الكبير وغيرهم من الأبطال والقادة ».