خبر جاء شاب جديد الى الحي- هآرتس

الساعة 10:53 ص|13 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

 

بقلم: موشيه آرنس

          (المضمون: اذا كان العرب في اسرائيل يعتقدون أن الارهاب سيساعد في اقامة الدولة الفلسطينية فهم مخطئون. وهذا الدرس تعلمه محمود عباس - المصدر).

          إنضم لاعب آخر الى القائمة الطويلة للمشاركين في حمام الدم في سوريا – فلادمير بوتين. هل هذا اللاعب سيغير شكل المعركة؟ هل يمكنه اعادة السلطة المطلقة في سوريا للاسد وبالتالي وقف سفك الدماء؟ بوتين يستخدم الوسائل المطلوبة: الطائرات، الصواريخ، السفن الحربية ووسائل لوجستية – لكن هل هذا كافٍ؟ هل هناك حاجة الى القوات البرية لاتمام المهمة وهل الرئيس الروسي على استعداد لهذه الخطوة؟ يمكن القول إن هذا سيتبين في الاسابيع القادمة. الامر الواضح الآن هو أن بوتين مصمم على ترك بصماته في هذه الحرب التي لا يبدو أن لها نهاية.

          يبدو أن بوتين يريد حرف الانظار عن تورطه في اوكرانيا، وربما يريد اثبات أن روسيا قوة عظمى مثل الاتحاد السوفييتي في حينه، لكن الهدف العلني له هو اعادة سيطرة الاسد على سوريا. وبواسطة التعاون مع ايران يبدو أنه سينجح في ذلك. اذا نظرنا الى مئات آلاف السوريين الذين قتلوا في السنوات الاخيرة واللاجئين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا، يمكن الاستنتاج أن أي وضع سيكون أفضل من الوضع الحالي حتى لو كان نظام الاسد القمعي. هنا توجد مفارقة اخلاقية.

          وماذا بالنسبة للعراق؟ هل كان وضع الشعب العراقي أفضل تحت نظام صدام حسين رغم افعاله البشعة – استخدام السلاح الكيميائي ضد الاكراد العراقيين، غزو الكويت واطلاق الصواريخ على اسرائيل؟ تصعب معرفة الاجابة، بالنظر الى سفك الدماء في العراق منذ سقوط نظامه على يد الولايات المتحدة والمجازر اليومية التي تحدث هناك. أليس هناك بديل للسلطة القمعية في المجتمعات الغير ديمقراطية وامكانية اقامة مؤسسات تمثيلية تحظى بالشرعية من اغلبية الجمهور؟.

          هذه الاسئلة تصلح ايضا لتعامل اسرائيل مع جاراتها. وقد وقعت اسرائيل على اتفاقات سلام مع مصر والاردن حيث أن هذين النظامين غير ديمقراطيين. يبدو أن استمرار علاقات السلام معهما ترتبط ببقاء هذه الانظمة. لقد اقتربت اسرائيل من اتفاق السلام مع سوريا في عهد حافظ الاسد. وعلى خلفية الاحداث الحالية يصعب القول إنه لو تحقق اتفاق السلام كان سيبقى في ظل الاحداث التي حدثت في السنوات الاخيرة هناك.

          أفضلية الانظمة القمعية أنها تشكل عنوان. يمكن التفاوض معها وتهديدها وتوقيع اتفاقات السلام معها. إن الفوضى التي تحل محلها لا تملك هذه الافضليات. اذاً هل سيتحسن وضع اسرائيل اذا استطاع بوتين اعادة القوة للاسد؟ هل سيتحسن وضع الشعب السوري؟ اسرائيل ايضا، مثل باقي الديمقراطيات الاخرى في العالم تواجه هذه المفارقات الاخلاقية.

          مواطنو اسرائيل العرب الذين يتمتعون بالديمقراطية التي يسود فيها القانون، هم ايضا يجب أن يتطرقوا الى هذه الاسئلة الاخلاقية. انظروا الى الاتحاد الغير مقدس بين الشيوعيين والاسلاميين الذين يسيرون يدا بيد في الناصرة وهم يحملون الاعلام الفلسطينية. إنهم يتجاهلون المجزرة التي في سوريا ويؤيدون حرب السكاكين بزعم كاذب أن اسرائيل ستدمر المسجد الاقصى، هذه الاكاذيب التي ينشرها الجناح الشمالي للحركة الاسلامية في اسرائيل. إن تأييدهم للارهاب يلحق بالفلسطينيين الضرر أكثر من الضرر الذي يلحق باسرائيل الامر الذي يضعضع العلاقات بين المواطنين العرب واليهود. فاذا كانوا يعتقدون أن العمليات الارهابية ستساعد في اقامة الدولة الفلسطينية فهم مخطئون. وهذا الدرس قد تعلمه محمود عباس.