خبر لنمنع « جرف صامد 2 »- هآرتس

الساعة 08:58 ص|12 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

الاشتعال في غزة في نهاية الاسبوع، والذي قتل فيه 9 فلسطينيين، من شأنه أن يجر اسرائيل الى معركة عسكرية تغطي بقوتها على سلسلة العمليات في الاسبوعين الاخيرين.

 

          لاكثر من سنة بعد حملة « الجرف الصامد »، الظروف الاساس قبيل الحملة ومنذ انتهائها لم تتغير. فالسلطة الفلسطينية منقسمة، جغرافيا وحكوميا. ثماني سنوات سيطرة حماس في غزة لم تحسم للسكان. نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر يرى في حماس عدوا. احساس الحصار في غزة وخيبة أمل السكان من بطء الاعمار للدمار يشعلان النار تحت وعاء الضغط لنحو مليوني مواطن محصورين في منطقة هزيلة ومكتظة.

 

          واضيف الان الى وعاء الضغط هذا تضامن سكان غزة مع اخوانهم في الضفة الغربية، في القدس وفي مدن اسرائيل. 3.000 غزي شاركوا في المظاهرة المركزية في نهاية الاسبوع امام كيبوتس ناحل عوز. وبزعم الجيش، فان الكثيرين منهم تقدموا بشكل خطير نحو الجدار، في محاولة لاجتيازه. وبعد أن القيت قنبلة يدوية لم تنفجر، القيت زجاجات حارقة واحرق أحد البوابات في الجدار – رد جنود من لواء المظليين باطلاق النار الحية. وكانت النتائج قاسية.

 

          منذ عقدين من الزمان، منذ بناء الجدار حول غزة، يوثق ويدرب في الجيش الاسرائيلي على سيناريو مواجهة بدايتها غير عنيفة ولكن تواصلها فتاك ومتصاعد: مسيرات مدنية شمالا نحو عسقلان وشرقا نحو ناحل عوز، كيسوفيم وسديروت. لا عمليات، لا اعمال اخلال بالنظام بل احتجاجات يائسة. جيوش مؤتمنة على حماية السيادة وصد المتسللين، ولكن كما تدل ايضا مشاهد اللاجئين والمهاجرين الذين يدقون بوابات اوروبا، فان استخدام الجنود او افراد الشرطة المسلحين في مواجهة جموع مدنية ليس ذا غاية ومن شأنه أن يتسبب بمآس زائدة.

 

          في احداث تشرين الاول 2000 في الجليل وفي وادي عارة، وفي قضية سفينة « مرمرة » تعلمت اسرائيل باي سرعة من شأنها أن تتشوش الرغبة في الامتناع عن ايقاع الاصابات بالمدنيين وتتحول الى مواجهة كثيرة الضحايا. والمظليون هم ايضا شاركوا أغلب الظن في المهامة التي ثارت الى ما هو أكثر من فرضياتها الاولى. والان مطلوب تحقيق ثاقب في ملابسات الصدام بين الجيش وسكان غزة: ماذا كانت التقديرات الاستخبارية حول عدد المشاركين، كيف استعدت القوات مسبقا، أي توجيهات صدرت لهم وكيف تصرفوا في الميدان عمليا.

 

          ان الخوف من مزيد من التورط في غزة يؤخر استبدال قائد المنطقة الجنوبية ويجب أن يقف أمام عيون حكومة اسرائيل قصيرة النظر. مطلوب حوار أمني فوري مع حماس، في كل قناة عربية او اوروبية متوفرة، لتهدئة الساحة وتصعيد المساعي لتحقيق هدنة اكثر صمودا من وقف النار الهش في السنة الاخيرة.