خبر لننصت الى عباس- هآرتس

الساعة 10:15 ص|08 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

بينما ينشغل رئيس الوزراء، بعض الوزراء وأساسا نشطاء اليمين المتطرف وقادة المستوطنين باشعال النار ويدعون ويعملون على تشديد اجراءات العقاب المتخذة ضد الفلسطينيين، يواصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بذل كل ما في وسعه كي يؤدي الى تهدئة الوضع.

 

          في مقابلة منحها عباس لجاكي خوري من « هآرتس » أمس أوضح بان التعليمات التي اصدرها لاجهزة الامن الفلسطينية تستهدف تهدئة الميدان وعدم تصعيد العنف. « أنا مع الكفاح الشعبي غير العنيف، ولكن ضد كل عنف واستخدام للسلاح »، عاد عباس وحدد الخطوط التي توجهه منذ بداية ولايته.

 

          في الوقت الذي يطالب فيه اليمين الاسرائيلي بالمزيد فالمزيد من الخطوات العنيفة – بدءا بهدم المنازل وانتهاء بالتخفيفات الاضافية (والسائبة) في تعليمات فتح النار – يقول عباس العكس تماما. وبينما يحرض اليمين الاسرائيلي لمزيد ومزيد من أعمال القتل والهدم، وهي الوسائل التي اثبتت تجربة الماضي بانها تفاقم المواجهة فقط، ولا تؤدي الى أي حل، يفهم عباس الحاجة الى اعادة شيطان الانتفاضة العنيفة الى القمقم، قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة.

 

          اذا حصل هذا، واندلعت لا سمح الله انتفاضة اخرى، فسيتضرر الشعبان، سينزفان وسيدفعان مرة اخرى ثمنا باهظا، دون أي جدوى. عباس يفهم هذا، اما بنيامين نتنياهو فعلى ما يبدو لا يفهمه.

 

          ينبغي الان الانصات الى عباس، صوت المنطق والاعتدال شبه الوحيد الذي ينطلق في المنطقة. فقد قال في المقابلة ان « من وجهته نحو التسوية، يمنع الاحتكاك ويسعى الى التهدئة، الا اذا كانت له مخططات اخرى ». ولعل هذه ايضا محاولته الاخيرة لترك أثره، أثر الاعتدال الذي لن يكون على ما يبدو آخر مثله.

 

          ينبغي الانصات لشروحاته المنطقية عن اندلاع دائرة العنف الحالية – وليدة اجراءات القمع والقتل في الاشهر الاخيرة – واستخلاص الاستنتاجات اللازمة منها: فقط تغيير السياسة الاسرائيلية سيؤدي الى تغيير السلوك الفلسطيني. ينبغي ان نصدقه حين يقول انه غير معني بالعودة الى دائرة الدماء. ولشدة الاسف لا تنطبق اقوال مشابهة من الجانب الاسرائيلي.

 

          الكرة توجد الان في اساسها بيد حكومة اسرائيل: اذا اتخذت الخطوات التي تهدد باتخاذها، فان الرد الفلسطيني العنيف لن يتأخر في المجيء والوضع سيخرج عن نطاق السيطرة. اما بالمقابل اذا ما تصرفت اسرائيل بضبط لنفس وبحكمة، ولم تستسلم للتحريض واثارة النوازع من جانب المستوطنين، عندها سيكون احتمال معقول بان ينسى اندلاع العنف الحالي ايضا، حتى الجولة القادمة، التي ستأتي بالطبع، اذا لم تسارع اسرائيل الى عرض حل سياسي عادل.