خبر رئيس وزراء التكرار- هآرتس

الساعة 09:23 ص|06 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس عن تغيير السياسة، ردا على عمليات الارهاب في القدس وفي السامرة. وفي اطار السياسة الجديدة سيسرع هدم منازل المخربين، ستوسع الاعتقالات الادارية، وسيعتقل المحرضون ويبعدون، وستعزز القوات في القدس وفي الضفة الغربية. غير أن هذه السياسة ليست جديدة.

 

          ويكاد يكون البيان نسخة دقيقة عن البيان الذي اصدره نتنياهو بعد العملية في الكنيس في القدس في تشرين الثاني قبل نحو سنة، عندما قتل أربعة مصلين وشرطي. في حينه ايضا أمر بهدم المنازل، تعزيز القوات واعتقال المحرضين. وفي حينه ايضا، مثلما اليوم، فان المتهم المركزي في نظره هو رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

 

          السنة المليئة بالعنف التي مرت منذئذ، ولا سيما الهجمتين الارهابيتين الاخيرتين، واللتين قتل فيهما الزوجين هينكن في السامرة وأهرون بينيت ونحمايا لفي في القدس – تثبت كم هي عديمة كل جدوى ومنطق سياسة نتنياهو. فهذه السياسة اساسها اثقال اليد على الابرياء، زيادة قوات الحراسة الذين ينتظرون ظهور منفذي العمليات، وتوجيه اصبع الاتهام والتهديدات العليلة تجاه « محرضين » وهميين، يمسكون زعما بخيوط شفافة، يديرون منظومة ارهاب خفية عن العيان. ولكن نتنياهو وباقي الناطقين بلسان اليمين يعرفون جيدا بانه لا توجد لا خيوط ولا منظومة.

 

          لا ينبغي لنا أن ننفي بانه يوجد تحريض في المجتمع الفلسطيني ولا سيما في مسألة الحرم، وان الشباب الذين ينطلقون الى القيام بالعمليات متأثرون بها. ولكن هذا تحريض شعبي، يوجد اساسا في الشبكات الاجتماعية. فالمخربون لم ينتظروا خطاب عباس في الجمعية العمومية للامم المتحدة كي ينطلقوا الى اعمالهم، كما أنهم لن يخافوا التهديدات ببناء مستوطنة جديدة أو تغيير تعليمات فتح النار، مثلما اقترح الوزير نفتالي بينيت. فالتجربة تبين ان حتى الموت المرتقب لهم لا يمنعهم. والحقيقة هي ان حتى اليوم لم تجدي كل هذه الخطوات نفعا بل انها فاقمت الوضع كما يبدو.

 

          اضافة الى ذلك، فقد قتل بينيت ولفي في احد الاماكن الاكثر حراسة في اسرائيل – شارع الواد، الذي يقطع الحي الاسلامي في البلدة القديمة. عشرات المقاتلين من حرس الحدود، افراد الشرطة والحراس المدنيين يتواجدون في هذا الشارع ليل نهار وتنتشر فيه اعداد لا حصر لها من الكاميرات المرتبطة بمنظومة « مباط 2000 » من منظومات المتابعة والاستكشاف الاكثر تطورا في البلاد. كل هذا لم يجدِ نفعا ضد شاب ابن 19 يحمل سكينا.

 

          على نتنياهو أن يتخذ خطوات عملية اكثر، مثل اظهار الجدية بالنسبة للحفاظ على الوضع الراهن في الحرم، او ادخال مراقبين – فلسطينيين أو دوليين، بالبزات او باللباس المدني – الى منطقة الحرم. ولكن، يجب الاعتراف بان نتنياهو لن يكون الزعيم الذي يخرج اسرائيل من الجمود السياسي ويوقف الاحتلال – واللذين هما الحل الوحيد لتهدئة الوضع، لتقليص الارهاب وللمستقبل الطبيعي لمواطني اسرائيل.