خبر بدون مستقبل، بدون أمل، بدون حلم- هآرتس

الساعة 09:13 ص|06 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بدون مستقبل، بدون أمل، بدون حلم- هآرتس

بقلم: نحمايا شترسلر

 (المضمون: لقد فقد الشعب الفلسطيني الامل في انهاء الاحتلال بوسائل غير عنيفة، وعليه فحتى ابو مازن لا يتجرأ على شجب اعمال القتل الاخيرة. بل ان مسؤولين آخرين يثنون عليها. يبدو أن هذه المرة، خلافا للمرات السابقة لن يوجه قوات الامن لقمع موجة العنف - المصدر).

الليكوديون يجن جنونهم. فاليهود يقتلون في المناطق وفي القدس، وهم يضطرون الى السكوت. يتعرض اليهود للاعتداءات في الطرقات وهم لا يمكنهم أن يأخذوا تابوتا ويسيروا في رعنانا، بل لا يمكنهم ان ينظموا مهرجانا في ميدان صهيون في القدس ويلبسون فيه رئيس الوزراء بزة الـ اس.اس. هم يتميزون غضبا وليس ثمة من يمكن لهم أن يتهموه.

 

          في واقع الامر يوجد لهم، بوجي هرتسوغ. فلو أنه على الاقل كان انتصر في الانتخابات واقام حكومة، لكان ممكنا الاستمتاع بعض الشيء. كان ممكنا اغلاق المفترقات، واشعار اطارات السيارت، والمطالبة باسقاطه الفوري - من بلاد الحياة – عقب فشله الواضح في حماية اليهود. ولكنه هو، الداهية، خطط بعناية خسارته في الانتخابات – كي لا يتمكن الليكوديون من تنفيس غضبهم. فضد من سيتظاهرون؟ حيث أن نتنياهو يوجد في الحكم منذ ست سنوات ونصف على التوالي ولا يجلب لهم الهدوء والسكينة. سيد الارهاب يجلب الارهاب. سيد الارهاب يجلب الدم والنار وعواميد الدخان. وهم محبطون بلا حدود.

 

          صحيح أنه يوجد نفتالي بينيت وآييلت شكيد ممن يقولان لهم بالضبط ما يريدون أن يسمعوه: يجب تلقين الفلسطينيين درسا، هدم البيوت، اغلاق الطرق بالحواجز، اعادة محرري صفقة شاليط الى السجون، بناء المستوطنات والسماح للجيش الاسرائيلي بالانتصار. ولكنهما من البيت اليهودي وهم يكرهونه هو ايضا.

 

          لا يريدون ان يفهموا بأن العجب ليس موجة القتل الحالية، بل حقيقة انها لم تقع من قبل، رغم ان حكومات نتنياهو واصلت تعميق الاحتلال، القمع، الحواجز، تكثيف المستوطنات في المناطق وفي شرقي القدس، في ظل تبديد كل أمل فلسطيني بالحل. عشية الانتخابات قال نتنياهو انه لن يوافق في أي مرة من المرات على اقامة دولة فلسطينية. إذن صحيح انه بعد ذلك قال العكس، ولكن هذا في اطار حملة التضليل الشهيرة له.

 

          يؤمن الليكوديون بان سياسة القمع المتشددة هي التي منعت حتى الان اندلاع الانتفاضة الثالثة، وعليه فينبغي تعميقها. ولكنهم مخطئون جدا. فالسبب الحقيق هو حرب ابو مازن العنيدة ضد استخدام العنف، فيما يتمسك بالعمل الدبلوماسي، رغم ان هذا لم يعطِ نتائج. كما أنه على ما يبدو يخشى من أن تطيح به الانتفاضة الثالثة من الحكم، ترفع حماس وتؤدي الى فقدان عشرات الاف وظائف نشطاء فتح – مثلما حصل في غزة.

 

غير ان الان، كأس المعاناة مليئة وحتى ابو مازن لا يمكنه ان ينقذ منها. فهو لا يمكنه ان يوقف الغضب الشعبي وارهاب الافراد، الذين يرون المستوطنات تزدهر، عنف المستوطنين يتصاعد، المساجد والكنائس تحترق، وحتى عائلة تحرق حية دون ان تبحث الشرطة والمخابرات بجدية عن القتلة. وللعقبى، يرون محاولات السيطرة على الحرم.

 

          لقد فقد الشعب الفلسطيني الامل في انهاء الاحتلال بوسائل غير عنيفة، وعليه فحتى ابو مازن لا يتجرأ على شجب اعمال القتل الاخيرة. بل ان مسؤولين آخرين يثنون عليها. يبدو أن هذه المرة، خلافا للمرات السابقة لن يوجه قوات الامن لقمع موجة العنف.

 

          إذن صحيح ان نتنياهو، بينيت وشكيد لا يريدون انتفاضة ثالثة. فهم اناس طيبون. يريدون فقط ان يسمح لهم بالبناء بهدوء في نابلس، الخليل وفي شرقي القدس. فهم مؤيدون عظماء للتعاون، كذاك الذي يجري بين الجواد وممتطيه. ماذا حصل، هل الممتطي لا يعطي التبن للجواد؟

 

          وأمامهم يقف مصدوما، في خوف كبير وفي يأس عميق باقي شعب اسرائيل، الذي يرى كيف يقودنا اليمين الى مصيبة كبرى، حرب رهيبة اخرى، مقاطعات دولية وتدمير السياحة، الاستثمارات، الاقتصاد والمجتمع. ومثلما في اغنية زوهر ارغوف: « بدون مستقبل، بدون أمل، بدون حلم »