خبر في ذكرى الشهادة.. فكر الشقاقي يقود المرحلة نحو مواجهة مفتوحة مع العدو

الساعة 03:07 م|05 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

يصادف في أواخر شهر أكتوبر البطولة والفداء والتضحية الذكرى العشرون  لاستشهاد مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور المفكر فتحي الشقاقي (أبو ابراهيم) الذي اغتالته أيدي الموساد الآثمة في مالطا عام 1995.

ويصادف في ذكرى استشهاد الأمين العام اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال « الإسرائيلي » في الضفة والقدس المحتلتين، في صورة انتفاضة فلسطينية ثالثة؛ كما وصفها خبراء في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

 فكر الشهيد المؤسس وروحه تطوفان زقاق كل فلسطين مدينة مدينة، مخيم مخيم حارة حارة، زقاق زقاق، بيت بيت، في عقل الطفل، في ذاكرة الشيخ، في مقلاع الشاب، لتشتعل الأرض لهيباً من تحت أقدام العدو الصهيوني.

 فكر الشهيد المؤسس وروحه تطوفان في هذه المرحلة وكل مرحلة زقاق كل فلسطين مدينة مدينة، مخيم مخيم؛ حارة حارة، زقاق زقاق، بيت بيت، في عقل الطفل، في ذاكرة الشيخ، في مقلاع الشاب، لتشتعل الأرض لهيباً من تحت أقدام العدو الصهيوني

كيف لا تشتعل الضفة والقدس وهو القائل: «إنني لا أخاف على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فلقد بنينا صرحاً متماسكاً... فلسطين غايته والاستشهاد أداته ووسيلته... وشبابنا في الداخل قادرون على تغيير الواقع وخلق المستقبل الذي يليق بالشرفاء والمجاهدين وبالقدس الشريف...».

راهن الشقاقي عبر فكره الثاقب على الشباب فكان التلاحمة والحلبي وقبلهم الآلاف، راهن الشقاقي على الشيوخ فكان المرابطين في الأقصى وقبلهم الآلاف، راهن على كل فلسطين فكانت الانتفاضات التي مرغت أنوف العدو.

واستطاعت حركة الجهاد الإسلامي بقيادة المؤسس الشهيد ومن خلفه الأمين العام الحالي للحركة د.رمضان شلح حفظه الله أن تجدد نفسها وأن تكون حاضراً أساسياً وفاعلاً في انتفاضة الأقصى الأولى والثانية سواء عبر العمليات الاستشهادية والجهادية، أو عبر حضورها الجماهيري.

الباحث والمحلل السياسي الأستاذ حسن عبدو يقول: فكر وروح الشقاقي عبر الإطار العام لحركة الجهاد الإسلامي يقودان الانتفاضة الثالثة التي تثبت من جديد أن المقاومة والمواجهة الخيار الأنجع للتصدي للعنجهية الصهيونية.

وأضاف الباحث عبدو لـ« فلسطين اليوم »: فكر الشقاقي الذي يرتكز على مبدأ المقاومة وخيار المواجهة يلائم حالة الصراع التاريخي والعقدي الفلسطيني – « الإسرائيلي ».

باحث سياسي:  فكر وروح الشقاقي عبر الإطار العام لحركة الجهاد الإسلامي يقودان الانتفاضة الثالثة التي تثبت من جديد أن المقاومة والمواجهة الخيار الأنجع للتصدي للعنجهية الصهيونية

وتابع: ما يدور بالضفة والقدس المحتلتين من مواجهات عنيفة مع الاحتلال الإسرائيلي يتلائم ويتجانس مع الفكر الشقاقي ومبادئ حركة الجهاد الإسلامي، لذلك باستطاعتنا القول بالفم الملآن الشقاقي يعيش المواجهات والمرحلة عبر فكره الثاقب ومبادئه السامية.

وأكد عبدو أن الشقاقي « في كل محطاته كان يرى أن القدس وفلسطين هي مركز الصراع الكوني بين قوى الحق وقوى الباطل المتغطرس »، مشيراً ان الأمين العام من اشد الداعين إلى توسيع المواجهة وديمومتها مع العدو « الإسرائيلي »، وان تكون فلسطين هي بوصلة الأمة.

وأوضح عبدو أن كل ثورة وكل انتفاضة شعبية بوجه أي محتل لابد أن ترتكز على مبادئ الفكر الشقاقي، « لا يمكن تصور انتفاضة بدون إستراتيجية وتكتيك وفكرة المقاومة ».

وأشار إلى ان الشقاقي كان كثيراً ما يدفع الحالة الفلسطينية للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر التعبئة العامة من خلال خطاباته وكلماته وأفكاره، مشيراً أنه كان من أحرص الشخصيات الوطنية على ديمومة الصراع كيف لا ومن كلماته الخالدة « يجب علينا ان نبقى جذوة الصراع مشتعلة بيننا وبين هذه العدو الغاصب ».

مسؤول ملف القدس في حركة الجهاد الإسلامي المحرر فؤاد الرازم يقول: القدس كان لها نصيب وافر في فكر الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي، فمن أقواله أن القدس جزء من عقيدتنا وأننا نحملها أينما ذهبنا وأينما حللنا وأينما روحنا ولن ننساها مهما ابتعدنا عنها ومهما كان فهي جوهرة الصراع العربي الإسلامي ضد بني يهود.

 القيادي الرازم: القدس كان لها نصيب وافر في فكر الشقاقي وقاد الانتفاضة الأولى من داخل أسوار سجون العدو

وأكد الرازم في لقاءات سابقة أن كافة الدلالات تؤكد مدى عشق الشقاقي  ــ رحمه الله ــ للقدس والمسجد الأقصى، فهو عندما عمل مدرساً عمل في مدرسة  دار الأيتام القريبة من المسجد الأقصى، وعندما غادرها لدراسة الطب في جامعة الزقازيق عاد إليها ليمارس مهنة الطب في  مستشفى المطلع، وتزوج من مقدسية.

كما وأوضح القيادي الرازم أن الشقاقي « قاد الانتفاضة من داخل أسوار سجون العدو » وان كان من اشد الداعين لها، مشيراً إلى أن المواقف الحركية في ذلك الوقت كان كانت تخرج من داخل سجون الاحتلال عبر رسائل قصيرة « كبسولة » يتم إخراجها بالدرجة الأولى من خلال الزيارات، لافتاً إلى أن معظم بيانات حركة الجهاد الإسلامي كانت تخرج من داخل سجون الاحتلال، حيث أن الدكتور فتحي الشقاقي كان معتقلاً في ذلك الوقت.

إذن من جديد تبرز كلمات الشقاقي، ويسطع معها الأمل ليتواصل الشهداء عبر السيف وسطوع شمس النهار، عبر كلماته الخالدة: «ملعون من يساوم، ملعون من يتراجع، ملعون من يقول لكيانهم المسخ: نعم، فالصف الأول يستشهد، والصف الثاني يستشهد، والصف العاشر يستشهد، نحن شعب الشهادة، ولو على حجر ذبحنا لن ننكسر، ولن نستسلم، ولن نساوم».

ونختم بما كتبه في قصيدة « الاستشهاد.. حكاية من باب العامود » في تموز/يوليو 1979:

- تلفظني الفاء،

- تلفظني اللام،

- تلفظني السين،

- تلفظني الطاء،

- تلفظني الياء،

- تلفظني النون،

- تلفظني كل حروفك يا فلسطين،

- تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون،

- إن كنت غفرت،

- أو كنت نسيت...