خبر منقطع عن الواقع- هآرتس

الساعة 09:50 ص|04 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

أثبت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرة اخرى مؤخرا بانه منقطع عن الواقع. ففي الوقت الذي تغلي فيه الضفة الغربية، ولا تهدأ الضائقة في قطاع غزة، وقف نتنياهو في المكان المحبب له، قاعة الجمعية العمومية للامم المتحدة، والقى خطابا آخر دراماتيكيا وعديم الاهمية.

 

          لقد تكرس معظم الخطب للهجوم على الاتفاق مع ايران، والذي لم يعد احد يتصور تغييره، مع اضافة حيلة مثيرة للسخرية – « الصمت الصاخب » لـ 44 ثانية – والتي استهدفت التأثير المزعوم على ممثلي اسرة الشعوب، ممن نفد صبرهم ازاء حماسة نتنياهو الفارغة. فأكثر مما يصخب صمت رئيس الوزراء المسرحي يصخب انعدام فعله.

 

          بعد وقت قصير من الخطاب وقعت عملية ارهابية فلسطينية اخرى في المناطق: فقد اطلقت النار على الزوجين نعماه وايتام هينكن، من سكان مستوطنة نارييه، فقتلا في سيارتهما على الطريق بين ايتمار والون موريه، قرب بيت فوريك، امام ناظر اطفالهما الذين نجوا من اللظى.

 

          هذه العملية الباعثة على الصدمة هي عنوان تحذير آخر مسجل على الحائط: الانتفاضة الثالثة على الطريق. فبعد سنوات من انعدام الفعل السياسي، القتل العابث للفلسطينيين، مصادرة الاراضي وهدم المنازل، وفي ظل انعدام كل افق من الامل – فان الانتفاضة من شأنها ان تندلع.

 

          الرد الوحيد على هذا الخطر هو تعطيل فتيلة. ليس بناء المزيد من المستوطنات منفلتة العقال، ليس الخروج الى حملات ثأر وليس اعتقالات جماعية، تشديد العقاب، اغلاق محاور السير وخنق عشرات القرى – كما يطالب قادة اليمين منذ الان. فكل هذه ليس فقط لن تحل شيئا، بل ستفاقم فقط الوضع وتدهور المنطقة الى جولة اخرى من العنف عديم الغاية. اما فعل سياسي حقيقي، جريء وبعيد الاثر، هو الامر الوحيد الذي يمكنه ان يعيد الى غمده سيف الانتفاضة العنيفة ويوقف خطر سفك الدماء الذي يحوم فوق رؤوس كل سكان المنطقة.

 

          انتفاضة ثالثة، اذا ما نشبت لا سمح الله، ستكون مصيبة رهيبة للشعبين، ونتنياهو سيتحمل مسؤولية جسيمة في اندلاعها. ففي كل سنوات حكمه لم يفعل شيئا كي يتقدم نحو حل الدولتين، الذي كان تمجيده على لسانه. بل العكس، فقد فعل رئيس الوزراء كل شيء كي يخرب عليه ويحبطه مرة واحدة والى الابد، الى أن بات اليوم شك ان يكون هذا الحل لا يزال قابلا للتطبيق على الاطلاق. فقد كان هذا هو هدف نتنياهو.

 

          في هذه الايام الخطيرة، بدلا من اشعال التحريض ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقاء الخطابات اللاذعة عن الكارثة واللاسامية، على نتنياهو ان يقوم بواجبه كرئيس الوزراء: منع سفك الدماء من خلال التقدم في الحل السياسي.