بالصور حجاج غزة يغيرون عاداتهم وينتظرون اقتراب العودة لشراء الهدايا

فلسطين اليوم

تقف الحاجة أم محمد بالقرب من أحد المحال التجارية في شارع عمر المختار بغزة، تنظر يميناً ويساراً من خلف الزجاج على البضاعة المعروضة بشكل هندسي لعلها تجد ما يناسب مهنِئها بزيارة زوجها لبيت الله الحرام وأـدائه لفريضة الحج هذا العام.

وتتنوع هدايا الحج المتعارف عليها في أوساط الفلسطينيين بين، « السبح - السجاد - أطقم الصلاة - العطور - هدايا الأطفال من صور الكعبة والمسجد النبوي- الطواقي - الجلبيات » وغيرها الكثير من الهدايا، والتي اتفق غالبية الحجاج هذا العام بالذات على شرائها من الأسواق الغزية بدلاً من الأسواق السعودية؛ لأسباب متعددة أهمها الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة.

الواقع فرض تغير العادات

ومن العادات التي نشأ عليها الحجاج في فلسطين هو شراء هدايا الحج قبل الخروج من قطاع غزة لأداء الفريضة؛ لكن الخشية لدى الحجاج هذا العام من تكرار حادثة إغلاق معبر رفح أمام المعتمرين، دفعهم لتأجيل عملية الشراء حتى اقتراب وتأكيد عودتهم من مكة المكرمة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الهدايا في السعودية والخشية من التخلي عن بعض الحقائب بسبب الشحن الزائد.

وتضيف المواطنة أم محمد، لقد ذهب زوجي إلى الحج هذا العام بعد انتظار دام أكثر من أربعة أعوام وقال لي: « عندما تقترب عودتي إلى الديار بعد أداء الفريضة، اشتري كل ما يلزم من هدايا الحج لأنني لن أشتري أي حاجة من السعودية بسبب ارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية السيئة، إضافة إلى خشيتي من أن يكون ما أحمله زائد خلال عملية الشحن بسبب شرائي لماء زمزم ما يدفعني للتخلي عنه ».

وأشارت إلى أنها ذهبت إلى الكثير من المحال التجارية بغزة لكنها وجدت الأسعار متباينة، قائلة: « سأشتري بما قدره (1000) شيقل من الهدايا مصليات جلبيات هدايا أطفال وما يلزم ».

قُلت لوالدي قبل أداء الحج استمتع برحلة العبادة وأملئ قلبك بالإيمان ولا تهتم بالهدايا

من جهتها قال نجل الحاج أبو ياسر أحمد:« عندما وقع اسم والدي في قرعة الحج لهذا العام أوصاني بعدم شراء هدايا الحج كعادة الحجاج في الأعوام الماضية، إلا عند اقتراب عودته من الديار الحجازية؛ لخشيته من إغلاق معبر رفح في وجه الحجاج كما حدث مع المعتمرين الذي فشل موسمهم بشكل كامل.

وأضاف أحمد: »باقي يومان ويعود والدي وكافة حجاج قطاع غزة عبر معبر رفح حيث اشتريت هدايا الحج بالكامل من المحال التجارية بغزة« ، مؤكداً أن الأسعار في متناول اليد.

وتابع قوله: »قُلت لوالدي قبل أداء الحج استمتع برحلة العبادة وأملئ قلبك بالإيمان وتقوى الله عز وجل ولا تهتم أبداً للهدايا، كافة الهدايا موجودة في أسواق غزة نحن نشتريها وأنت ادعوا لنا من أطهر مكان بالعالم« .

حولنا هدايا العمرة إلى الحجاج والإقبال ضعيف

بينما أكد أسامة التركماني صاحب محل تجاري متخصص في بيع هدايا الحجاج، أن الإقبال على شراء الهدايا هذا العام ضعيفة جداً خاصة بسبب الأوضاع الاقتصادية وخشية الحجاج منذ اليوم الأول من عدم أداء مناسك الحج كما حدث مع المعتمرين.

وأوضح التركماني في تصريح خاص لمراسل »فلسطين اليوم الإخبارية« ، أن أهالي الحجاج بدأوا بشراء الهدايا لكن على قدر إمكانياتهم البسيطة.

وأشار إلى أن البضائع التي تم شرائها للمعتمرين منذ بداية العام تم تحويلها فوراً لبضائع للحجاج وذلك لعدم خروج أي معتمر من قطاع غزة إلى الأراضي السعودية لهذا العام بسبب إغلاق معبر رفح المتواصل، لافتاً إلى أن المحال التجارية تكبدت الكثير من الخسائر لعدم نجاح موسم العمرة إضافة للإقبال الضعيف من قبل الحجاج على شراء الهدايا.

أسعار غزة أقل من السعودية وهي مناسبة للجميع..

وفيما يتعلق بالأسعار وهل تتناسب مع أسعار السعودية قال التركماني: »إن البضائع الموجودة في السعودية موجودة في قطاع غزة وبأسعار أقل فمثلاً « جاء نجل أحد الحجاج وسألني عن سعر جلابية أطفال فقلت له »9« شيقل فقط فقال لي شراها والدي بـ13 ريال ما يقارب الـ11شيقل »، فهناك فرق 3 شيقل في القطعة الوحدة فكيف لو تم شراء كمية.

وأضاف: « ليست هذه الأسعار تندرج على كافة البضائع لكن غزة أسعارها منخفضة عن الأسواق السعودية، لافتاً إلى أن كافة هدايا الحجاج موجودة في قطاع غزة »فلا تتعب نفسك أيها الحاج« .

وعن الأسعار عرض التركماني أسعرها قائلاً: »دستة السبح "12حبة بـ5 شيقل، الجلابية الرجالية بـ15 شيقل جلابية الأطفال بـ9 شيقل، هدايا الأطفال من 3 شيقل فما فوق الأسعار مناسبة للجميع.

وطالب التركماني ذوي الحجاج إلى شراء البضائع من قطاع غزة وذلك لدعم الاقتصاد الوطني.

يشار إلى أن عدد حجاج قطاع غزة لهذا العام 2450 حاج بينهم البعثة الطبية والإعلامية والخدمات الأخرى إضافة إلى 500 حاج من ذوى الشهداء.