خبر جزيرة من الاستقرار-يديعوت

الساعة 11:47 ص|05 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

جزيرة من الاستقرار-يديعوت
بقلم: غي بخور
 (المضمون: اسرائيل هي واحة الاستقرار في الشرق الاوسط واذا قام الاتحاد الاوروبي بفرض التغيير عليها تحت شعار « السلام » فانه سيكون أول من يدفع الثمن - المصدر).
في الوقت الذي يُغرق فيه ملايين المهاجرين اوروبا، لاجئين وباحثين عن عمل، معظمهم من الشرق الاوسط والدول الاسلامية، والتدفق آخذ في الازدياد، يوجد مكان واحد من الاستقرار الذي يرسل الى اوروبا القليل من اللاجئين، وهو هنا – يهودا والسامرة، الاردن وعرب اسرائيل. هذا بفضل الاستقرار الذي توفره اسرائيل القوية لهذا الجزء من المنطقة. وهناك من زعم مرة أنه الاخطر والاكثر اشتعالا في الشرق الاوسط. اليوم انقلب كل شيء: سوريا، العراق، ليبيا واليمن تحترق؛ لبنان، مصر وشمال افريقيا معرضة لخطر الانضمام السريع لهذا الحريق. في وضع كهذا تتحول اسرائيل الى كنز.
هناك اصوات في الاتحاد الاوروبي تحاول تغيير هذا الوضع ودس حل لنا. فالموقف المحافظ يزعم أننا لب الصراع في الشرق الاوسط. ويتبين أن اسرائيل هي هامش الهامش للمشكلات الحقيقية في المنطقة. ومن المشكوك فيه أننا على صلة بالصراعات الحقيقية – داعش، خلافة اسلامية، اسلام متطرف، هجرة، تطهير عرقي، سنة وشيعة، قبائل وطوائف معادية لبعضها البعض – تلك الصراعات التي بدأ سكان الدول فيها بالتوجه بأعداد ضخمة الى اوروبا.
يعرف اولئك الذين يطالبون بتغيير الوضع عندنا أنه اذا كانت محاولة دولية لاحداث تغيير مفروض على منطقتنا – فستندلع هنا حرب كبيرة وفي اعقابها هجرة ملايين المسلمين الى اوروبا – في البداية من مناطق يهودا والسامرة وبعد ذلك من الاردن. والسلطة الفلسطينية ستنهار بالتأكيد، وتسيطر حماس وداعش على المناطق التي تحت سيطرتها فتتحول الى سوريا 2.
وما سيحدث في يهودا والسامرة سيؤثر فورا على الاردن. اذا انهار الاردن مثلا بعد سيطرة المتطرفين الاسلاميين على اراضيه كلها أو جزء منها، فان نحوا من مليوني لاجيء من سوريا والعراق الموجودين الآن في الاردن، اضافة الى ملايين الاردنيين، سيبدأون في الخروج. الى أين؟ الى اوروبا.
بكلمات اخرى، اسرائيل قوية مع الحفاظ على الوضع الراهن في يهودا والسامرة، هي مصلحة لا تناقض مصلحة اوروبا وإنما مصلحة اوروبية وجودية. اسرائيل اليوم هي الدولة التي تمنع التعاسة والمعاناة وهجرة الملايين الى القارة. هذه الموجة من الهجرة ستصل الى اوروبا لأنه لن يكون لاولئك المهاجرين مكان آخر يهربون اليه بعد أن تنهار دول عربية محيطة. والدول الاخرى – دول الخليج والسعودية – سترفض استيعابهم. الحاق الضرر باسرائيل سيكون الحاق الضرر باوروبا. السلام لن يحدث بسبب هذا التغيير، بل الخراب – لاوروبا. القارة التي يحتلها الآن الملايين، معظمهم من المسلمين، يجب أن تفهم: كل شيء تغير. ما كان صحيحا بالأمس ليس صحيحا اليوم. على القارة اعادة تحديد الجهات التي تخلق الاستقرار في الشرق الاوسط والجهات التي تُحدث التدهور، والعمل بناء على ذلك – لا يوجد لها الكثير من الوقت. مشكلات الشرق الاوسط تتجه الى شواطيء اوروبا. رام الله وعمان قد تتدفقان غدا الى أثينا وهامبورغ وكالا ولندن.
فكرة الاتحاد الاوروبي تحطمت لأنها تعيش في واقع وهمي، واقع « نهاية التاريخ » والاهتمام المبالغ فيه بالذات، وتجاهل الآخرين. الآن لا مجال سوى العودة الى الواقع، والواقع يفرض نفسه.
يمكن تجاهل هذا التحذير وطيه بسرعة. اذا تجاهل الاتحاد الاوروبي هذا التحذير وقام بتخريب الاستقرار الموجود هنا، فسيدفع هو نفسه ثمن ذلك.