خبر الطفل « إيلان » يعيد التذكير بمأساة اللاجئين السوريين بـ« قوارب الموت »

الساعة 10:38 ص|04 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

أعادت حادثة غرق الطفل السوري اللاجئ إيلان كردي « 3 سنوات » الذي هزّ جسده الملائكي العالم أجمع بعد أن قذفته مياه البحر المتوسط على سواحل مدينة « بودروم » التركية حيث احتضنته رمال الشاطئ بدلا من حضن أمه الدافئ، أعادت إلى الواجهة مآساة اللاجئين السوريين الذين أجبرتهم أوضاع الحرب القهرية في بلدهم على الهروب عبر البحر علّهم يجدون حلمهم في « الفردوس » الأوروبي.

فلا يكاد يمر يوم دون أن تسمع عن غرق مرقب، يبتلع فيه البحر المتوسط جثث الحالمين من السوريين والفلسطينيين بحياة آمنة كريمة، فقد تعاظمت مأساتهم خلال العام الجاري حيث بلغ عدد الغرقى والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط وهم في طريقهم إلى أوروبا، حتى 1/9/2015، ما مجموعه (2824) شخصاً وفق إحصائيات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

وأكدّ المرصد أن الشهر الأسوأ على المهاجرين هذا العام هو شهر نيسان (أبريل) بمجموع غرقى ومفقودين بلغ 1312 غريقاً أو مفقوداً (مقارنة مع 61 غريقاً في الشهر نفسه من العام 2014)، يليه شهر آب (أغسطس) بمجموع 676 غريقاً (مقارنة مع 629 غريقاً في الشهر نفسه من العام 2014).

ونوه إلى غرق أو فُقد قرابة 430 شخصاً وهم في طريقهم إلى إيطاليا، فيما غرق قرابة 2300 شخص وهم في طريقهم إلى اليونان.

وبيّن المرصد طرق اللجوء (المعابر الحدودية الرئيسية للاجئين منذ بدء العام 2015 حتى نهاية أغسطس/آب)، مشيرًا إلى أن اللاجئين لليونان يصلون عادةً عن طريق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وطبقًا للمرصد، فإنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015، بلغ عدد اللاجئين على الحدود الخارجية لليونان نحو  241.712 لاجئ، وهو ما يتجاوز بستة أضعاف عدد اللاجئين في الفترة ذاتها من العام الماضي.

بينما وصل خلال شهر أغسطس/آب فقط، نحو 127 ألف لاجىء إلى دول الاتحاد الأوروبي عن طريق اليونان، حيث تجاوز عدد اللاجئين إلى اليونان في شهر واحد عدد اللاجئين في عام 2014 بأكمله.

وأشار إلى أن معظم اللاجئين الفارين إلى اليونان يأتون من سوريا (بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون) ثم أفغانستان وألبانيا والباكستان فالعراق.

وشكّل السوريون النسبة الأكبر من اللاجئين، حيث بلغت نسبتهم نحو 60%، فيما بلغت نسبة اللاجئين من أفغانستان نحو 25%، ووصل من باكستان ما نسبته 5% من مجموع اللاجئين إلى اليونان، ومن العراق 2.7%.

أمّا الهجرة إلى ايطاليا فيصل اللاجئون إليها عادةً عن طريق منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط.

ولا يزال آلاف اللاجئين عالقين في غرب البلقان في أوضاع مزرية بسبب غلق دول غرب أوروبا الغنية أبوابها دونهم. حيث ينتظر لاجئين سوريين في محطة قطار بالعاصمة المجرية بودابست، في ظروف صعبة.

ولا تسمح السلطات المجرية لمن تمكن منهم من بلوغ أراضيها من التوجه بالقطار نحو ألمانيا. وكانت السلطات المجرية أقامت جدارا من الأسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا، وهي بصدد تعزيز هذا الجدار كي يستحيل تخطيه.

وأفادت تقارير إعلامية إن أعدادا أخرى من اللاجئين تعاني من ظروف صعبة في صربيا المجاورة للمجر رغم أن الحكومة الصربية أكدت أنها ستعمل ما في وسعها لمساعدتهم.

وكان آلاف اللاجئين تدفقوا في الأيام القليلة الماضية على اليونان ومنها إلى مقدونيا وصربيا. ويحاول هؤلاء الوصول إلى المجر لينطلقوا منها نحو بلدان غنية في غرب أوروبا على غرار ألمانيا والسويد والنرويج.

وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إحصائيات النازحين السوريين والفلسطينيين من سوريا إلى أوروبا، مؤكدا أن أعداد من وصل منهم إلى الحدود الاوروبية في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بلغ نحو 380 ألفا، مقارنة 145 ألفا في الفترة ذاتها من العام الماضي، و280 ألفا خلال عام 2014 بأكمله.

وتشير تقديرات المرصد الأورومتوسطي إلى وصول عدد قياسي من اللاجئين على الحدود الأوروبية خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، حيث بلغ عددهم نحو 190 ألف لاجئ، وصل معظمهم عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا واليونان (وهذا الرقم هو الأعلى منذ بدء عمل وكالة مراقبة وحماية الحدود الأوروبية « فرونتكس » في 2008)، فيما وصل البعض من تركيا عبر الحدود البرية مع بلغاريا، أو عبر البحر إلى اسبانيا.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) منذ بدء الأزمة في سوريا وحتى نهاية أغسطس (29/8/2015) ما مجموعه (4,088,078) لاجئاً سوريا.

وبحسب إحصائيات المرصد، فإن حوالي 2 مليون سوري نزحوا إلى العراق ومصر والاردن ولبنان، بينما نزح حوالي 1.9 مليون إلى تركيا وفق إحصائيات الحكومة التركية، وحوالي 24 ألف سوري نزحوا إلى شمال أفريقيا.

وتوقع المرصد أن يكون هناك قرابة 200 ألف لاجئ إضافي خلال الأشهر الأربعة القادمة من العام 2015، بحيث تصل أعداد اللاجئين السوريين مع نهاية هذا العام (2015) إلى 4.27 مليون شخصاً.

مرفق فيديو يوثق لحظات رهيبة عاشها المهاجرون السوريين والفلسطينيين قبل غرق مركبهم قرب السواحل الايطالية في شهر ابريل الماضي.