خبر من يُسمح له أن يرفض .. هآرتس

الساعة 06:59 ص|03 سبتمبر 2015

بقلم

(المضمون: التهديد بطرد معلم شارك في مظاهرة ضد الاحتلال، في حين أن الحاخامات الذين يحرضون بطريقة عنصرية ويطالبون الجنود بعدم تنفيذ الاوامر، لا يتم التهديد بطردهم - المصدر).

والد بنيامين نتنياهو، المؤرخ بن تسيون نتنياهو، وقع في حينه على عريضة تطلب من الجنود رفض تنفيذ الأوامر، وأكثر من ذلك – تهديد الجنود الذين سينفذون أمر الخروج من الاحتلال الغير قانوني لغزة ومحاكمتهم على جرائم ضد الانسانية. لم يطلب أحد الغاء تسمية الشوارع على إسمه أو المس باحترامه بسبب ذلك. إبنه، رئيس الحكومة، فاز في الانتخابات في تظاهرة مع دانييلا فايس، التي تطالب برفض تنفيذ الاوامر، وقد أدينت واعتقلت بسبب التعدي على الجنود. ولم يقل أحد شيء.

لكن ضد مديرة مدرسة للفنون، وقعت قبل سنوات على عريضة واحدة لا تطالب برفض تنفيذ الاوامر بل تؤيد حق الجنود بذلك، حدث « لينش » (الفتك) برئاسة رئيس بلدية للاقالات ورئيس بلدية آخر يقوم بالهجوم من اجل اقالة استاذ كل خطأه كان المشاركة في مظاهرة ضد الاحتلال. لقد اعوج الملعب لدرجة أن تشويه القواعد تحول الى أمر عادي. العرائض قانونية، لكن التحريض على العنصرية ليس قانونيا. هذا لا يزعج الحاخام شموئيل الياهو، الذي قدمت ضده لائحة اتهام، ولا يمنعه من الاستمرار في اصدار الاوامر، بحكم منصبه كحاخام يتبع للدولة في صفد، لعدم بيع أو تأجير الشقق للعرب، ولا يتم فصله، وبحر من المال العام يستمر في التدفق لجيوبه. أما الاستاذ الذي يتظاهر بعد ساعات التعليم، يهددون بفصله اذا لم يكن في الجانب الصحيح. بن تسيون نتنياهو ليس وحده، فحاخامات رئيسين طلبوا عدم تنفيذ الاوامر – ولكن لم يتوقف تدفق المال العام اليهم ومكانتهم التعليمية بقيت قوية: عندما ألقت الجموع الغفيرة وبتشجيع من الوزراء الادوات والحجارة على جنود الجيش الاسرائيلي في بيت ايل، وطلبوا عدم تنفيذ قرار المحكمة – كل اولئك المُربين ظلوا في وظائفهم.

عندما يقول فنان من اليسار « بيب محكمة » ويعتذر، فان الفتك الحكومي يفقد أعصابه. تحريض الشرطة يظهر موقفه كمعادي لاسرائيل وليس انتقاد سياسة حكومة اسرائيل كما في الديمقراطية. وعندما يحرض عمير بنيون ضد اليسار « الشيطان » والعرب « سكين في الظهر » فانه يتحول الى المطرب البيتي لرئيس الحكومة حيث دعاه الى منزله وطلب منه أن يغني له النشيد الوطني في احتفالات فوزه.

ليس استاذا واحدا أو مديرة واحدة، بل تيار تعليمي ضخم يحرض بمنهجية ضد الخدمة في الجيش الاسرائيلي عموما، وهو في تزايد وبتمويل من الدولة. اضافة الى التيار الحريدي، فان التيار الديني الرسمي يفصل بين البنين والبنات ويمنع دخول المعلمين العلمانيين ويضفي الطابع اليميني. واغلبية اولاد اسرائيليين الذين يعتبرون يهودا بدأوا أمس الصف الاول في التيارات الدينية والحريدية على اختلافها.

ليس اليمين فقط. عندما يحاول يئير لبيد مركزة نفسه، يدعي أن اعضاء « كسر الصمت » الذين يعارضون العنف مثلهم مثل « كهانا حي » – التنظيم العنصري غير القانوني الذي يحرض على العنف العنصري. وما لا يفهمه الذين يحاولون التمركز بسيط: كلما حرضوا ضد اليسار فان الخريطة كلها تتطاير نحو اليمين. وعندها فان المحرض من الوسط لا يكون يميني بما يكفي. وتكفي رؤية ما قدمه ذلك لليكود.

أعضاء اليمين الذين ليسوا فاشيين يجب عليهم تذكر: ليس هناك شيء كهذا: حرية سياسية لطرف واحد فقط. واعضاء الوسط – يسار اذا كانوا يريدون تبديل الحكم فان عليهم معرفة: من يحاول اطعام الجمهور المزيد من الكراهية لليسار فلن يكون شرعيا في نظر ذلك الجمهور، بل هو يضيف الوقود الى النار التي ستحرقه ايضا.