خبر 30 طفلا أصيبوا بتشويه أو إعاقات دائمة خلال العدوان

الساعة 04:35 م|28 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إن أكثر من ألف طفل في قطاع غزة تعرضوا لإعاقات مستديمة بسبب الإصابة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

ووثّقت 'الدفاع عن الأطفال' في تقرير لها ، من بين هؤلاء المصابين، 30 طفلا أصيبوا بحالات تشويه أو إعاقات دائمة، حيث أسفر ذلك العدوان عن استشهاد 2220 فلسطينيا، من بينهم 1492 مدنيا على الأقل، وأصيب 3374، من ضمنهم أكثر من ـ1000 طفل تعرضوا لهذه الإعاقات.

وأضافت: 'لطالما كان الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا في الحروب، فإما يقتلون أو يصابون بتشوهات وإعاقات دائمة تلحق ضررا كبيرا بصحتهم النفسية والجسدية، الأمر الذي يؤثر على مختلف مناحي حياتهم، بما في ذلك تحصيلهم العلمي'.

 وأشارت إلى أنه وبعد مرور عام على العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ما زال الآلاف من المصابين بينهم أطفال يعانون جراء ما لحق بهم من إصابات وتشوهات، ويحاولون الاندماج في المجتمع، بعد أن أصبحوا رهائن إعاقاتهم، والأثر النفسي الذي لحق بهم جراء ذلك.

 وبينت أن من هذه الحالات الطفل إبراهيم أبو شباب من رفح، الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي، حيث أصيب خلال العدوان بشظايا في رقبته بالقرب من العصب، وتهتك في عظم الفخذ الأيمن، وسقوط بالقدم اليمنى، إضافة لشظايا صغيرة في باقي أنحاء جسمه، ووصفت إصابته وقتها بالخطيرة جدا.

وتقول والدته 'للحركة العالمية': إن إبراهيم خضع لعدة عمليات جراحية، وتغيب عن دراسته لمدة 3 شهور تقريبا، الأمر الذي أثر على مستواه الدراسي، حتى أنه رسب في 3 مواد في شهادة الفصل الأول، مشيرة إلى أن مستواه قبل الحرب كان جيدا جدا، ولكن بعده أصبح مستواه أقل بكثير.

وتضيف ' يعاني إبراهيم أثناء توجهه للمدرسة بسبب استخدامه العكازات حتى الآن، وهو في بعض الأحيان يقول إنه لا يريد أن يكمل دراسته، فحالته النفسية سيئة جدا بسبب إصابته،      واستشهاد شقيقه محمود'.

 وأوضحت أن ابنها يتحدث في بعض الأحيان بصوت عال أثناء نومه أو يصرخ، ويخشى النوم في غرفة مظلمة، خاصة في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء في القطاع، وأصبح عصبيا وعنيفا مع أصحابه وأفراد أسرته بعد الإصابة، بسبب عدم قدرته على اللعب والجري كما في السابق.

وتقول والدته 'إبراهيم يتلقى حاليا دروسا خاصة في مؤسسة 'طيبة' التعليمية، لتحسين مستواه الذي تراجع بسبب الإصابة، ويدرس معه في المؤسسة ذاتها شقيقه عبدالله حتى يساعده في التحرك والتنقل، وعندما تسأله عن الأحلام التي يشاهدها في نومه، يجيبها أنه يحلم بيوم القصف الذي أصيب خلاله واستشهد فيه شقيقه محمود، وأنه يلعب ويركض كما كان قبل الإصابة'.

أما الطفل بلال الشرافي (11 عاما) من مدينة غزة، فقد أصيب بشظايا في مختلف أنحاء جسده جراء قصف طائرات الاحتلال منزل عائلته خلال العدوان، والذي أسفر أيضا عن استشهاد والدته وشقيقه.

الطفل الشرافي مكث في المستشفى ما يقارب الشهر بسبب خطورة إصابته، ومن ثم حول إلى ألمانيا لوحده دون مرافق، لاستكمال العلاج.

ويقول بلال: 'قبل الحرب أنهيت الصف الرابع الابتدائي، وكانت الفترة إجازة لما صارت الحرب وتصاوبت، وكان من المفترض أن أترفع للصف الخامس، لكن بسبب إصابتي وتحويلي للعلاج في ألمانيا التي مكثت فيها 10 أشهر، فقدت السنة الدراسية، فعندما عدت كان العام الدراسي قد انتهى'.

ويضيف: 'كنت شاطر بالمدرسة ومعدلي جيد جدا، لكن السنة راحت علي، مش عارف شو أعمل، بداية السنة الجديدة رح أسجل مع أولاد الصف اللي أصغر مني بسنة'.

الطفل ثائر جودة ( 10 أعوام) من جباليا البلد، بترت رجله اليمنى، وأصيب بعدة شظايا في جسده، وتهتك باليدين، بعد قصف طائرة استطلاع إسرائيلية لحوش منزل عائلته خلال العدوان، ما أسفر عن استشهاد والدته، وأربعة من أشقائه.

ونقل الطفل جودة إلى ألمانيا للعلاج، ومكث هناك ما يقارب من 10 أشهر، جرى خلالها تركيب طرف صناعي له بدل رجله التي بترت، وتدريبه على استخدامها.

ويقول: 'اليوم لازم أخلع رجلي اليمين قبل النوم وأنظفها، ولازم كل فترة يتم تغييرها علشان أنا بكبر وبتصير مش مناسبة لجسمي'.

ويضيف الطفل جودة: 'لقد فقدت السنة الدراسية 2014/2015 بسبب تواجدي في ألمانيا للعلاج، وأتمنى أن أصبح طبيبا عندما أكبر حتى أعالج المرضى، أمنيتي أن أعود لحياتي الطبيعية ومدرستي'.

أويس قدورة ابن الستة أعوام أصيب هو الآخر بشظايا في قلبه وحوضه جراء قصف مدفعي إسرائيلي طال منزل جده في جباليا البلد، الذي فر إليه مع عائلته، خوفا من أن يطال القصف الإسرائيلي منزل الأسرة، الذي أسفر عن استشهاد شقيقيه، وإصابة والدتهم.

حول أويس بعد حوالي شهرين من إصابته إلى ألمانيا، وهناك أجريت له عمليتان جراحيتان، الأولى في قلبه لاستخراج الشظية، والثانية لتثبيت حوضه، وبعد ما يقارب شهر من العلاج عاد إلى قطاع غزة.

ويقول والده 'إنه وزوجته كانا يخشيان من إرسال أويس إلى المدرسة، التي فتحت أبوابها عقب انتهاء الحرب، حيث كان يدرس في الصف الأول الابتدائي، ولم يكن بعد قد حول إلى ألمانيا، بسبب صعوبة حالته، وخوفا من أن تؤثر حركته على وضعه الصحي'.

ويتابع الوالد 'بعد عودة أويس من ألمانيا حاول اللحاق بنظرائه في الصف، حتى يستطيع تقديم الامتحانات والنجاح فيها'.

أما بالنسبة لوضع أويس النفسي، فقال والده 'إنه أصبح أكثر عصبية، وصار عنيفا مع أفراد أسرته، وقليل الكلام، ويحب الوحدة.

أما الطفلة منار الشنباري (15 عاما) من جباليا البلد، التي توفي والدها قبل العدوان، فأصيبت بجروح بالغة في قصف استهدف مدرسة بيت حانون الابتدائية المشتركة 'أ' خلال العدوان على غزة، أسفر كذلك عن استشهاد والدتها وثلاثة من أشقائها.

بترت رجلا منار جراء الإصابة، وتقول 'بعد القصف استيقظت وأنا في المستشفى وعدد من الأطباء يحيطون بي، لم يكن لي رجلان، رجلي اليمين بترت من فوق الركبة واليسرى من تحت الركبة، ما أصعب أن تستيقظ ولا تجد رجليك'.

نقلت منار إلى الأردن لاستكمال العلاج، ومكثت هناك حوالي ثلاثة أشهر، حيث تم تركيب طرفين صناعيين لها وتدريبها على استخدامهما.

وبعد عودتها إلى غزة تم تسجيلها في مدرسة الفالوجة الثانوية للبنات في معسكر جباليا، وتقول: 'مديرة المدرسة كانت تعرف حالتي، فقامت بإنزال الصف من الطابق العلوي إلى الأرضي، أما أثناء الفسحة بين الحصص فلا أخرج حتى لا تتفرج علي الطالبات'.

وخلال شهر آذار من العام الجاري، توجهت الطفلة منار إلى الأردن مرة أخرى بغرض المراجعة الطبية، ومكثت حوالي شهرين، وتقول: 'عندما عدت كان لم يتبق على امتحانات نهاية العام سوى 3 أيام وأنا غير مستعدة، ولكن مديرة المدرسة أخبرتني أنها ستساعدني بسبب حالتي الصحية، وبالفعل نجحت في الصف الأول الثانوي، وأنا نفسي لما أكبر أتمنى أن أصير معلمة رياضيات'.

الطفلة منار تتجنب الخروج من المنزل رغم أن الأطباء طلبوا منها أن تسير على الأقل ساعة في اليوم على رجليها الصناعيتين، إلا أنها تفضل أن تفعل ذلك في المنزل حتى لا يراها الناس، كما تقول.

الشقيقان وسيم (16 عاما)، وإبراهيم خطاب (10 أعوام) من دير البلح، أصيبا في قصف إسرائيلي استهدف عددا من المواطنين كانوا تجمعوا حول منزل جرى قصفه في منطقة سكناهم.

وسيم أصيب بجروح بالغة في رجله اليمنى استدعت وضع بلاتين فيها، ما جعلها أقصر من اليسرى بحوالي 3 سم.

ويقول: 'صرت بحاجة لحذاء طبي بنعل أعلى حتى تصبح رجلي اليمنى بنفس طول اليسرى وأقدر على المشي، بتعب كثير بالمشي، وعشان هيك ما بمشي لمسافات طويلة'.

ويضيف: 'لما بدأت الحرب كنت قد أنهيت الصف التاسع في مدرسة ذكور دير البلح الإعدادية ومن المفترض أن أترفع للصف العاشر، لكن بعد إصابتي وتحويلي للعلاج بالخارج بقيت في ألمانيا سنة، ففقدت العام الدراسي، واليوم عندما أرى أصدقائي أنهوا العاشر أشعر بغضب على حالي'.