خبر ماذا حصل هناك.. معاريف

الساعة 11:15 ص|27 أغسطس 2015

          (المضمون: في صالح أمن اسرائيل، بودي أن اؤمن بانه عندما ينشر باراك تفاصيل البحث في الكابنت، فانه يفعل ذلك بالذات كي يردع الايرانيين  - المصدر).
          لا أريد أن اتناول اعتبارات ايهود باراك في نشر تفاصيل المداولات في الكابنت عن الهجوم على ايران. يحتمل أن تكون المنشورات تستهدف رد ايران والعالم الغربي والوصول الى الفهم بان اسرائيل كفيلة بان تقرر الهجوم على المواقع النووية، مثلما كادت تقرر في الماضي. اذا كان الامر هكذا بالفعل، وفريق ضيق قرر تسريب باراك، فثمة هنا في ذلك منطق لا بأس به. ولكن هذا جدال من نوع آخر يختلف عن ذاك الذي تطور في وسائل الاعلام.
          في وسائل الاعلام سارعوا الى مهاجمة نتنياهو إذ اقتبسوا باراك كمن يقول ان نتنياهو ضعيف وعلى ماذا؟ ضعيف لانه اجرى مداولات في محفل ضيق في مسألة الهجوم على ايران. وحسب افضل فهمي، فانه عندما يجري بحث جدي، فان الناس يعربون عن موقفهم المهني ويتجادلون في المواقف الاخرى المعروضة في البحث. وكل ذلك على اساس معطيات تتغير كل الوقت. هذه هي قوة البحث الجيد. ما كنت أريد أن تتخذ في القيادة الامنية القرارات من شخص واحد، والبحث الذي يجري بعد ذلك يكون طقسا عديم المعنى. عملية مرفوضة كهذه ممكنة في مواضيع سياسية، لا تعنيني ولكن ليس في المواضيع الامنية.
          لو كان نتنياهو يجري سياقا مرفوضا يتخذ فيه بنفسه القرارات الاستراتيجية ويجلبها الى طقوس عديمة الاهمية في الكابنت، لكانت وسائل الاعلام فتكت به ودعته دكتاتورا مسيحانيا وما شابه. اما عندما يتصرف على نحو سليم ويطرح على البحث في الكابنت الموضوع المطروح الذي هو الهجوم على ايران، فيفتكون به ويقولون انه ضعيف لانه لم ينجح في اقناعهم بموقفه. واضافة الى ذلك، فان كل رجل عسكري واستراتيجي يعرف بانه في اثناء المداولات تتدفق معطيات جديدة من شأنها أن تؤثر على اتجاه القرار. وعليه، فان كل تقويمات الوضع الاستراتيجية طويلة ونتائجها تتغير صبح مساء، مع وصول معطيات جديدة. لا توجد مداولات نقية مثلما هي قبل العرض المسرحي الذي يرفع فيه الستار مئة مرة قبل ذاك العرض. فالصراع الامني ليس مسرحية. إذ ان كل شيء يمكن ان يتغير في كل لحظة. في الاستراتيجية، سيولة الاوضاع كبيرة. كما توجد ايضا امكانية أن يكون البحث الاستراتيجي نفسه، الذي يتحدث عنه باراك، كان خطوة تستهدف منح الامريكيين والاوروبيين احساسا باننا نوشك على الهجوم على ايران كي يتخذوا خطوات أكثر حدة تجاه ايران. هذا ايضا مشروع. ولا سيما في ضوء الحقيقة المؤسفة بان عندنا كل شيء يتسرب. والمعنى هو أنه يمكن أن تكون حصلت خطوة تهكمية، مشروعة، لاستغلال التسريبات الطبيعية من اعضاء الكابنت من اجل خلق الردع.
          وعليه فاني لا اقترح ان نتعاطى بتشدد زائد مع اقوال باراك. اعطيه الائتمان في أنه يريد أن يردع الايرانيين ويحملهم على الفهم بان الهجوم على ايران ممكن، وذلك في ضوء الضعف الامريكي. معطيه الائتمان في أن رجلا منذ لا يريد أن يمس بامن اسرائيل. في كل الاحوال ما كنت سأتعاطى بجدية مع الاقتباسات الدقيقة التي قدمها باراك، مثلما لردود اعضاء الكابنت في الماضي على اقوال باراك.
          آمل واؤمن بان اعضاء الكابنت الامني في اسرائيل هم اناس جديون وغير مستعدين لان يضحوا بمصلحة اسرائيل من أجل تقدمهم الشخصي. آمل واؤمن بان الجدالات والتعقيبات من اعضاء الكابنت بعد تسريب باراك هي عرض لغرض اعطاء مصداقية لخطوة التسريب المخططة. وكي لا أبدو ساذجا بقول هذا، اعطي ايضا احتمالية قليلة في أنه ارتكب هنا خطأ من جانب باراك وبعض من المشاركين في النقاش، ولكن في صالح امن اسرائيل تعالوا لنفترض ونصدق بان ليس هكذا هو الامر.