تقرير الشهيد ليث الخالدي... حلم بالشهادة ونالها

الساعة 03:20 م|01 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

من بيته في جفنا القريبة من مخيم الجلزون الذي ولد فيه وتربى، أصرت والدة الشهيد ليث الخالدي أن يخرج، وضعته على سريره في غرفته وودعته بقبله وحضن طويل، وتقل بعدها إلى المخيم للصلاة عليه ودفنه في مقبرة المخيم.

ليث الخالدي، 17 عاما، أنتقل وعائلته قبل عام فقط للعيش في بيته الجديد، ومنه خرج شهيدا محملا على الأكتاف في مسيرة تشييع ضخمة، تعلوها صوره مبتسما وهي الصور الأخيرة التي كان قد التقطتها قبل يوم واحد من استشهاده.

والخالدي أصيب بالصدر أمس الجمعة خلال مشاركته بالمواجهات اندلعت على حاجز عطارة شمال رام الله، انتقاما لمقتل الطفل « علي دوابشة » حرقا في دوما، وأعلن عن استشهاده في وقت متأخر ليلة أمس.

وخلال المسيرة رفعت الإعلام الفلسطينية واعلام لفصائل وصور الشهيد إلى جانب صور الشهيد الطفل دوابشة، وسط هتافات تدعو للرد والانتقام لدماء الشهداء، وسط مشاركة رسمية وشعبية واسعة.

والدة الشهيد، سمر الخياط، وهي تعمل ممرضة أشرفت منذ بداية إصابته على علاجه، وكانت ضمن طاقم التمريض خلال ساعات إصابته وحتى استشهاده.

قالت الوالده:« إن الاحتلال كان مصر على قتله، فكان بإمكان الجنود إطلاق النار على قدميه أو حتى اعتقاله، إلا أنهم أطلقوا النار مباشرة على صدره وبالقرب من قلبه مما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة ».

أخر ما كتبه قبل أربع أيام « ربي حقق لي حلمي بالشهادة » فكان شهيدا كما تمنى

وأكثر ما يحزنها، كما قالت إن لا أحد سينتقم لها من قاتل أبنها، فالقيادة لا يعول عليها:« من الذي سيأخذ حق ليث من الاحتلال ».

يقول خاله عبد الرحمن الخياط، إن ليث ومنذ الصباح الجمعة هو في حاله من الغضب بعد سماعه نبأ استشهاد الطفل الرضيع، وبعد صلاه الظهر خرج من بيته وتوجه إلى الحاجز حيث المواجهات، وحيث أصيب.

وتابع الخياط:« ليث كما كل الذين سمعوا خبرا نبأ استشهاد الطفل علي، أستفز من هذه الجريمة، وما كان منه إلا أن أنتقم له بجسده ».

وتحدث عبد الرحمن عن ليث، وهو طالب في الصفة العاشر الأساسي قائلا أن كل جرائم الاحتلال ومع كل استشهاد لشهيد كان يكتب على صفحته على الفيس بووك أنه يتمنى الشهادة، مشيرا إلى أخر ما كتبه قبل أربع أيام « ربي حقق لي حلمي بالشهادة » فكان شهيدا كما تمنى.