خبر صاحب أرض عمارتي بيت أيل..ثمن هذه الأرض دم ابني الشهيد ولن أُضيعه

الساعة 06:54 ص|29 يوليو 2015

فلسطين اليوم

ليس ببعيد عن الأحداث التي دارت طوال اليوم في مستوطنة بيت أيل الواقعة إلى الشمال من مدينة رام الله بالضفة المحتلة، كان المسن عبد الرحمن قاسم يجلس أمام منزله في قريته دورا القرع يشعر بلذة انتصاره على دولة الاحتلال، قال:« سيهدمون هذه العمارات اليوم أو غدا ».

وتابع في حديثه لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » وهو يحمل بيده « كواشين: أرضه وقرار المحكمة النهائي بالهدم: » منذ الصبح وأنا أتابع مسيرة المستوطنين في المستوطنة، حتى أنهم اقتحموا القرية وقاموا بالعربدة فيها، إلا أنني أنا صاحب الحق وسأنتصر عليهم« .

وبدأت قصة عبد الرحمن في العام 1984 حيث صادرت سلطات الاحتلال أكثر من 14 دونما من أرضه لصالح أغراض عسكرية في حينه، وبعد سنوات بدأت بالبناء عليها، كما باقي أراضي القرية التي تم مصادرتها لنفس الغرض، ومع الوقت أصبح البناء المتناثر هنا وهناك مستوطنة من أكبر المستوطنات في الضفة في ذلك الحين سافر عبد الرحمن إلى الأردن وقدم شكوى للمنظمة في حينه، إلا أن أحدا لم يساعده، في السعي القانون لاستعاده أرضة.

وفي العام 2009 لاحظ أثناء عودته إلى قريته أن بناء جديد في أرضه، والتي تقع على الشارع العام فما كان منه إلا توجه إلى المحكمة ورفع قضية في المحكمة العليا الإسرائيلية ضد أحد المستوطنين الذين سيطروا على الأرض وبدأ ببناء عمارتين فيها.

وبالرغم من استصداره لقرار بوقف البناء في العام 2010 إلا أن أحدا لم يلتفت لقرار المحكمة، وتواصل البناء فيها، فقام بمواصلة دعوته حتى حصل على قرارا بالهدم في العام 2014، ومرة أخرى كانت المماطلة فقد استئنافا جديدا لتقرر المحكمة الهدم اليوم الثلاثاء.

والحاج القاسم أنه وفور إعلان قرار الهدم من قبل المحكمة قام المستوطن بالاتصال عليه شخصيا وعرض عليه مبلغ 28 مليون دولار لبيع الأرض، إلا أنه رفض ذلك، وقال: » قلت له لو تملئها ذهبا لن أبيعها« .

وتحدث القاسم عن بعض الضغوط التي مورست عليه للتخلي عن القضية، وقال إن البعض شكك بقدرته على استصدار القرار، إلا أنه كان مصرا على المضي قدما ولو كلفه ذلك كل ما يملك، قال: » كيف أسكت وأنا أرضي يبني عليها غريب ويسكنها أمام عيني ... هذا أقل ما يمكنني عمله.

وتابع:« اليوم أو غدا سيخرج الاحتلال عن أرضنا وهذه الأرض سترجع لنا، وحتى وإن كنت الأن لا أستطيع الوصول إليها، وهي تقع داخل حدود المستوطنة، فسيأتي يوما تعود إلي ».

وقال أن ثمن هذه الأرض كانت دماء أبنه إبراهيم الذي استشهد في 1991 ليس ببعيد عنها حيث اغتالته قوات الاحتلال بعد مطارته لسنوات، ودماء شهداء بالعشرات سقطوا في قريته ومن مخيم الجلزون القريب ثمنا للأرض، فكيف يمكن التخلي عنها.

وقرار المحكمة لم يقتصر على هدم المنزل وإنما قرارا قاطعا بعدم استصدار رخصة بناء عليها أبدا، مشيرا إلى أنه رفع قضية لاسترجاع أرضا أخرى له إلا أن المحكمة رفضت التعامل مع شكوته بحجة أن البناء عليها قديم، قبل 15 عاما، على عكس البناء الجديد.