خبر ميرتس في بيع تصفية -هآرتس

الساعة 09:05 ص|27 يوليو 2015

فلسطين اليوم

 

ميرتس في بيع تصفية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

          في حملة الانتخابات الاخيرة دعت حركة ميرتس ناخبيها الى انقاذها من الانقراض، وابرزت اهمية وجود حزب يساري في الكنيست. « محظور على اليسار ان يغريه التصويت للمعسكر الصهيوني »، كتب في موقع الحملة الانتخابية. فاقتنع المقترعون ورفعوا ميرتس الى فوق نسبة الحسم مع خمسة مقاعد، الاصغر بين كتل الكنيست. والان، مثلما كشف يوسي فيرتر النقاب فان رئيسة الحزب، زهافا غلئون « تدرس » امكانية الارتباط بحزب العمل او بالجبهة الديمقراطية « حداش »، وعمليا تضع ميرتس لبيع التصفية.

          لقد أبرزت نتائج الانتخابات بالذات اهمية الصوت الليبرالي، المكافح من أجل حقوق الفرد والمواطن وضد الاحتلال والمستوطنات في المناطق. احزاب « الوسط » و « اليسار – الوسط » هي قناع باهت لليمين: موشيه كحلون ارتبط بالائتلاف المتطرف لبنيامين نتنياهو؛ قادة المعارضة المزعومين، اسحق هرتسوغ ويئير لبيد، يندفعان يمينا في محاولة يائسة لارضاء ما يلاحظونه كتعزز للقومية المتطرفة والدينية في الجمهور اليهودي. القائمة المشتركة بقيادة ايمن عودة تحاول تشجيع الخطاب المدني وتكافح ضد الاحتلال والنزعة العسكرية، ولكنها لا تطلق صوتا قاطعا ضد الاكراه الديني والمحافظة الاجتماعية. اعضاؤها العرب تغيبوا مثلا عن جلسة اللوبي المثلي في الكنيست.

          لقد تشكلت حركة ميرتس كي ترفع العلم المزدوج للسلام والحرية: حل النزاع مع الفلسطينيين، الى جانب الحفاظ على حقوق المواطن والحرية من الدين. وقد كان هذا التراث الواضح لمؤسسة الحزب شولاميت الوني، التي قادته الى دزينة مقاعد في انتخابات 1992. ولكن في السنوات الاخيرة شوش قادة ميرتس الرسائل واقتربوا من « الوسط »، فرد المقترعون بالهجر الذي ادى بالحزب الى حافة الاختفاء.  

          في ليل الانتخابات فكرت غلئون للحظة بالاعتزال، ولكنها تراجعت. الان، ولعله لانها يئست، قررت التنازل عن رسالة « ميرتس مستقلة حيوية لاسرائيل ». وبدلا من اخلاء مكانها لزعيمة او زعيم مصممين يرفعان من جديد اعلام اليسار، تبحث عن خط سياسي يخلد مكانها في كرسيها، بثمن المساومة على الايديولوجيا. ولكن في هذه الاثناء ليس لبضاعتها مشترون، وباعلانها بان « الحزب ليس هاما بل الهدف »، فان غلئون تضمن فقط بان يتبخر ميرتس.

          تحتاج اسرائيل أكثر من أي وقت مضى الى ميرتس مستقل وقوي. ليس هناك بيت آخر لمعارضي الاكراه الديني، حين ينزع لبيد العلمانية في صالح القبعة الدينية وخرقة الصلاة. كما لا يوجد حزب آخر يذكر الجمهور بانه ينبغي لاسرائيل ويمكنها ان تكون دولة عادلة وتقدمية اذا ما انفصلت عن الاحتلال وعن المستوطنات – دون التنازل عن المبادىء التي ثبتها مؤسسوها. والا سيبقى في الكنيست فقط احزاب اليمين الداعمة للاحتلال وحزب أقلية يبعث كفاحه على الاحترام ولكنه هزيل النفوذ.