خبر عن الجيش والأخلاق القتالية- هآرتس

الساعة 01:13 م|24 يوليو 2015

فلسطين اليوم

عن الجيش والأخلاق القتالية- هآرتس

بقلم: زئيف شترنهل

 (المضمون: ما يجب أن يهمنا في موضوع الجيش ليس مشاكل التقاعد بل كون هذا الجيش يعمل كوحدات لحفظ النظام الاستعماري في المناطق ويتجاوز الاخلاقيات والقواعد التي يفترضها القانون الدولي وفكرة الجيش الذي يدافع عن شعبه - المصدر).

هناك خطر في أن يتركز الانشغال بالجيش قريبا في مشاكل التقاعد بينما يجب ان يكون موضع الجدال قدراته العملياتية ومستواه الاخلاقي. أولا وقبل وكل شيء يجب ان نخرج من مجال النقاش قضية قائد لواء بنيامين: لاطار الاحتلال العسكري لا صلة بالجيش المقاتل. فاطلاق النار على ظهر شاب فلسطيني، بعد ان رشق حجرا على سيارة جيب وبدأ بالفرار، يجب أن نبحث بتعابير قتل مدني على ايدي شرطي فاشل.

وحدات قيادة المنطقة الوسطى لم تعد للقتال بل لممارسة حفظ النظام الاستعماري، حيث يشكل الشباب في الخدمة النظامية قوة عمل رخيصة للمخابرات الاسرائيلية ويقومون بمهام حفظ النظام والسيطرة على السكان الفلسطينيين. قائدهم، قائد المنطقة الوسطى ينشغل بتقديم خدمات للمستوطنات، بدء من تحويل كلية هامشية في ارئيل الى « جامعة »، وحتى هدم قرية عربية. كقاعدة، مكلفة قيادة المنطقة الوسطى باتباع نظام الابرتهايد في المناطق.

ولكن يوجد ايضا الجيش المقاتل، الذي يشهد عنه بان اخلاقه القتالية عالية بلا قياس عن اخلاق الجيش الامريكي في العراق وفي افغانستان. ليس في هذا مواساة كثيرة، فرجل الدبابة الامريكي هو جندي مهني، في الغالب تجند للجيش بفضل الامتيازات الكثيرة التي توفرها له البزة الرسمية، وميدانه القتالي يوجد على مسافة الاف الكيلومترات عن بيته. وقد قرر بان من الافضل له ان يقاتل على أن يعمل في السوبرماركت باجر مجاعة.

من الجهة الاخرى، فان رجل الدبابة الاسرائيلي سيعود بعد ثلاث أو أربع سنوات من الخدمة الالزامية ليكون مواطنا من المتوقع ان يساهم في تصميم صورة المجتمع. فما هي القيم التي اكتسبها لنفسه في الجيش؟

هنا يدخل قادته في الصورة: حسب منشورات مختلفة، فان قائد كتيبة دبابات اصدر امرا باطلاق النار على مبنى مدني كان معروفا بانه يختبىء فيه اناس كثيرون ولا يحدق منه خطر على قواتنا: كانت هذه صلية تحية على شرف ضابط قتل في المعركة. مثل هذا الامر العسكري، اذا تأكد، سيعتبر جريمة حرب ظاهرة، يستدعي تحقيقا جنائيا لتقديمه الى المحاكمة. والادعاء بانه في زمن القتال تقع افعال لا يتم فعلها وهذه هي الطبيعة المؤسفة للحرب، هو ادعاء سخيف، وليس فقط في هذه الحالة: فلهذا الغرض بالضبط توجد قوانين الحرب والقوانين ضد جرائم الحرب. طواقم دبابات قائد الكتيبة يمكنهم ان يستنتجوا من حقيقة انه لم يقدم الى المحاكمة استنتاجين، سيرافقانهم على مدى حياتهم: حياة الانسان غير اليهودي تساوي قشرة الثوم، وفكرة « جريمة الحرب » نسبية ولا تنطبق حقا على الاسرائيليين.

ولكن للعملة وجه آخر ايضا. قائد كتيبة المظليين الذي قاتل في الجرف الصامد قال في مقابلة صحفية، بعد المدائح العادية، افتخارا بوحدته بانه كان للكتيبة قتيل وجرحى. فذهلت: هل هذا مقياس لقدرة الكتيبة؟ لي كقائد حظيرة شاب كان في حملة السويس في المعركة على رفح قتيل وعشرة جرحى في حظيرة دورة قادة حظائر من جولاني. حظيرة، وليس كتيبة. والمثير للاهتمام في كل هذا هو أننا لم نفكر باننا فعلنا شيئا استثنائيا. من أجل هذا يوجد جيش.

الفارق بين ذلك الحين واليوم هو في الهدف الذي لاجله ترسل الدولة ابناءها الى الحرب. لانه لا توجد اهداف حربية كبيرة تتجاوز الامن الجاري، وكذا لا احتمال حقيقي للسلام، وصل الجيش الى الاستنتاج الصحيح في أنه محظور عليه أن يتكبد الخسائر. ولكن القتال الذي يقترب الى صفر خسائر يفترض أنماط سلوك تنتج افعالا تقترب من جرائم الحرب، مثلما في يوم الجمعة الاسود في رفح، عندما استخدم نظام هنيبعال: هذه جروح لا تلتئم سريعا.