تقرير العادات الرمضانية تتراجع أمام غلاء الأسعار في الضفة

الساعة 09:24 ص|07 يوليو 2015

فلسطين اليوم

في شهر رمضان تكثر المناسبات الاجتماعية التي ارتبطت بهذا الشهر الكريم منذ مئات السنين، من ولائم وزيارات إلى هدايا متبادلة بين أفراد العائلات الفلسطينية، إلا أن غلاء الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية في الضفة والقطاع على حد سواء، جعل هذه العادات تتراجع إلى الوراء، وكثير من العائلات تتخلى عنها.

ولعل أهم هذه العادات هي الولائم التي تقوم بها العائلات الفلسطينية لأقاربها، والتي باتت تضيف عبئا ماليا كبيرا على مصروف العائلة التي بالكاد تستطيع سد احتياجاتها في ظل الغلاء الفاحش في السوق الفلسطيني.

تقول أم عصام، من إحدى قرى مدينة نابلس، إن هذا العام اقتصرت ولائم التي اعتادت أقامتها على أفراد عائلتها الصغيرة ولم تتوسع أكثر كما في السنوات السابقة، فقد اعتادت أعداد ولائم لكل أفراد العائلة وأصدقائها.

وتابعت في حديثها لفلسطين اليوم:« الأسعار في الأسواق لم تتراجع منذ بداية رمضان وحتى الأن، وهو ما لم نعده في السنوات السابقة، وأي وليمة تتطلب شراء اللحوم والدجاج والذي ارتفعت أسعارها بشكل غير معقول مؤخرا، وأصبح دعوة 20 شخصا على الطعام يكلف العائلة مبلغا كبيرا ».

أم عصام تحدثت أيضا على الوضع الاقتصادي السيء للعائلة، فزوجها يعمل في بيع الإعلاف المواشي، والتي تراجع بيعها في الآونة الأخيرة بسبب غلاء الأسعار أيضا، وقالت:« كل عام يأتي يكون الأوضاع الاقتصادية في الضفة أسوء من سابقتها، وبالمقابل الغلاء يرتفع باستمرار ».

وكانت أسعار اللحوم والدواجن والمواد الغذائية شهدت ارتفاعا غير مسبوق قبيل شهر رمضان بأيام، واستمرت خلال لأيام الشهر، ورغم تدخل الحكومة بتحديد كيلو الدجاج وأسعار اللحوم الحمراء إلا أن الأسعار لم تنخفض، على العكس شهدت أسعار الخضروات و الفواكه ارتفاعا إضافيا.

أم عصام وعائلتها قامت باختصار هذه العادات بالحد الأدنى، إلى أن العديد من المواطنين الحد الأدنى هذا يعني لهم « كسر للميزانية » المحدودة أصلا، وخاصة للموظفين وذوي الدخل المحدود، كما يقول هيثم حمد والذي يعمل موظفا في التربية والتعليم.

يقول حمد لـ« فلسطين اليوم »، أنه يقوم بإعداد ولائم لشقيقاته الأربعة، وكل وليمة تتطلب منه صرف أكثر من 200 شيكلا، (55 دولار) إلى جانب حاجيات عائلته المكونة من ثلاثة أبناء وزوجته طوال الشهر مما يجعله يضطر للاستدانة لاستكمال مصروف الشهر.

حمد لم يستطيع أيضا تقديم « الفقد » لشقيقاته، وهي عادة في المدن الفلسطينية في الضفة بإن يقوم الأب والأشقاء بزيارة صله رحمهم وتقديم الهدايا لهن في هذا الشهر، وثم دعوتهن لتناول طعام الإفطار في بيوتهم.

وهذه العادة التي تمتد لمئات السنوات أصبحت تشكل عبئا على العائلات متوسطة الحال والفقيرة، وهو ما جعل الكثير منهم يتخلوا عنها إلا في حدود ضيقة جدا.

ففي الماضي كانت « الفقدة » عبارة عن سلة غذائية يقول الوالد والأشقاء المتزوجين بتقديمها لشقيقاته و بناتهم وتحتوي على اللحم و الدجاج والأرز والبيض و السمنة، وتطورت هذه العادة لتصبح « هدية » من الأدوات المنزلية أو التحف أو المواد الغذائية.

ولم تكن تشكل هذه العادة العبء الكثير على العائلات فقد كانت كلها من حواضر البيوت، ولكن مع الوقت تطور الأمر لهدايا تشترى من المحال التجارية، وهو ما أصبح يكلف العائلات جزءا من ميزانياتها لهذا الشهر.